العدد 4938 - الإثنين 14 مارس 2016م الموافق 05 جمادى الآخرة 1437هـ

متحف بيكاسو يخصص معرضا لمنحوتات الفنان الاسباني


يسلط متحف بيكاسو في باريس الضوء على حيوية منحوتات الفنان بيكاسو المتغيرة دوما مع تعديلات ونسخ مكبرة ورسم على البرونز، في معرض خاص تحت اسم "بيكاسو-سكولتور" .

وقالت سيسيل غودفروا إحدى القيمات على هذا المعرض المستمر حتى 28 أغسطس/  آبأن "بيكاسو ركز على الطابع القابل للاستنساخ في المنحوتة من خلال إعادة العمل على قطعه البرونزية التي أصبحت بالتالي تكتسي طابعا فريدا بالرغم من نسخها الكثيرة".

وتعد هذه الفعاليات أكبر معرض لمنحوتات بيكاسو منذ العام 2000، مع قطع مقدمة من متاحف دولية مثل متحف الفنون الحديثة في نيويورك والمعهد الفني في شيكاغو ومتحف تايت في لندن ومتحف الملكة صوفيا في مدريد.

وهي ستقدم بنسخة مختلفة في قصر الفنون الجميلة في بروكسل بين 29 أكتوبر/ تشرين الأول و5 مارس/ آذار 2017 مع منحوتات إتنوغرافية خصصوا من المجموعة الخاصة التي كان يملكها الفنان وقطعا خزفية.

ولقيت منحوتات بيكاسو رواجا سريعا، ففي العام 1910، اشترى منه تاجر التحف الفنية أمبرواز فولار خمس قطع أصلية لصبها بالبرونز، أبرزها "المجنون" و"رأس امرأة (فرناند)" التي يقدم المعرض أربع نسخ منها.

وكشفت فيرجيني بيردريزو القيمة الرئيسية على المعرض والمسئولة عن المنحوتات في المتحف "أردنا دحض فكرة أن بيكاسو كان يبقي منحوتاته بعيدا عن الأضواء".

وقد بيعت إحدى منحوتات "رأس امرأة (فرناند)" للمصور الأميركي ألفرد ستايغلتز وعرضت سنة 1913 في معرض "ارموري شوو" وهو كان أول معرض للفنانين الرياديين الأوروبيين ينظم في الولايات المتحدة.

ويتجلى انتقال بيكاسو من نسخة فريدة إلى السلاسل من خلال عمل "كوب ابسينت"، فقد صب الفنان هذا التصميم الرائج في الأسلوب التكعيبي سنة 1914 في ست نسخ لون كلا منها بطريقة مختلفة.

وراح الفنان أيضا يكبر حجم منحوتاته بواسطة مواد مختلفة، فهو بدأ يقولبها بالجص ثم يصبها بالبرونز قبل أن يصب نسخة مكبرة منها أحيانا في الاسمنت.

تحويل أي تصميم إلى قطعة فنية

وفي العام 1921، تلقى بيكاسو طلبا لتصميم نصب تذكاري للأديب الفرنسي غييوم أبولينار الذي توفي قبل خمس سنوات. وتم رفض ثلاثة مشاريع تقدم بها، لكن ذلك لم يثنه عن نقل منحوتاته من الإطار الخاص إلى ذاك العام.

واشترى بيكاسو سنة 1930 قصر بواجولو في نورماندي (غرب فرنسا)، وكان ذاك القرار مهما جدا، "إذ أنه أتاح له للمرة الأولى مساحات كبيرة بما فيه الكفاية للنحت"، بحسب سيسيل غودفراو.

ويستعيد المعرض أجواء المشغل الذي كان يصب فيه بيكاسو القوالب في الجص .

وصممت سلسلة جديدة من منحوتة لرأس امرأة مع عينين بارزتين بأسلوب خام جدا في البرونز والاسمنت. وكشفت سيسيل غودفروا أن "بيكاسو اعتمد أسلوب الأعمال غير المنجزة الذي أطلقه رودان إلى أقصى حدوده".

ويسلط المعرض الضوء على قدرة الفنان الإسباني على تحويل أي تصميم إلى قطعة فنية، من ملامح نسائية تظهر خلف أغصان الأشجار إلى وجوه محفورة في الأحجار الصغيرة، مرورا بورق محروق على شكل رأس كلب أو عصفور أو صدر امرأة.

واستعاد بيكاسو في الخمسينيات تقنية الرسم على البرونز مع "القارئة" التي تقدم في المعرض النسخة الأصلية منها المصنوعة من الخشب والمعدن و"جمجمة الماعز وزجاجة وشمعة" التي لونت عدة نسخ برونزية منها.

وهذان الموضوعان شكلا مصدر إلهام لأعمال عدة من لوحات ومنحوتات.

واعتبارا من الستينيات، راح بيكاسو يركز على النسخ المكبرة ومع منحوتة "امرأة تفتح ذراعيها" انتقل بيكاسو إلى الأحجام الضخمة وصنع نسخة اسمنتية منها مع نحات نروجي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً