تحت رعاية الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية عبدالله يوسف الحواج، احتضن مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بمنطقة المصلى حفل تدشين كتاب «أخلاقيات العمل: مضموناً وتطبيقا» لرئيس الجامعة الأهلية منصور العالي ومساعدة مدير مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالجامعة سامية يوسف، بحضور عدد من الأكاديميين والمثقفين وعدد من منتسبي الجامعة والمركز.
وقال الحواج في كلمته الافتتاحية للحفل بأن تدشين هذا الكتاب خطوة تضاف للجامعة الأهلية على مسار خدمتها الثقافية والعلمية والمهنية للمجتمع وإسهامها في إثراء المكتبة البحرينية والخليجية، منوهاً إلى أن الجامعة الأهلية تزخر بالكفاءات والطاقات القادرة على رفد المجتمع وميادينه العلمية والثقافية والمهنية بالكتابات والمؤلفات الملائمة لاحتياجاته وتطلعاته المستقبلية، وما يشهده المجتمع باستمرار من تطور ونماء.
وأكد الحواج أن احتضان مركز عبدالرحمن كانو الثقافي لهذا الحفل، خطوة مهمة من أجل تعزيز جسور التواصل والتعاون بين الجامعة والمركز بشكل خاص، والجامعة والمؤسسات الثقافية في البحرين بشكل عام، مؤكداً على أن الجامعات العريقة هي المؤسسات التعليمية التي لا تكتفي بالتدريس والتخريج والبحث العلمي وإنما تلك التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع وتسهم في نموه الاجتماعي والاقتصادي وتشارك بفاعلية في تطوره.
من جانبهما، أكد مؤلفا الكتاب منصور العالي وسامية يوسف بأن هذا الكتاب انطلق من فكرة وضع مذكرة لأخلاقيات مبرمجي الحاسوب ومحللي نظم الحاسوب، لتتطور الفكرة وتتوسع وتتحول إلى كتاب يتناول أخلاقيات العمل بشكل عام، يزاوج بين مبادئ وقيم الشريعة الإسلامية السمحاء وآخر ما توصلت إليه المدنية الحديثة والحضارة الإنسانية في هذا المجال.
وقال منصور العالي بأن هذا الكتاب يهدف إلى تعريف العمل والمهنية وأخلاقيات العمل، ويوضح هذه الأخلاقيات ودواعيها وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
وأضاف: حاولنا أن يخرج هذا الكتاب بأسلوب شيق وجديد وسلس ليخدم عموم القراء، سواء كانوا موظفين أو مسئولين أو أصحاب أعمال خاصة.
وأوضح أن الكتاب يقدم سيناريوهات تتعلق بالمواقف التي يتعرض لها الموظف في المؤسسة التي يعمل بها، والتصرف الملائم مع تلك المواقف استناداً لتوجيهات الشريعة الإسلامية والقانون والأخلاق، كما يتضمن العديد من القصص المثيرة والمعبرة عن القيم المراد تعزيزها لدى الموظفين والعاملين من جهة ولدى مسئولي وأصحاب العمل من جهة أخرى.
وذكر بأن الاتصاف بأخلاقيات العمل أرقى مستوى من الالتزام بقوانين وأنظمة العمل، ضارباً المثل برجل يقف على مقربة من شيخ أعمى يجتاز الطريق ولم يساعده فاصطدمت به سيارة ما أدى إلى وفاته، قد لا يجرم القانون امتناعه عن مساعدة الأعمى، لكن القيم والمبادئ الأخلاقية قطعاً تجرمه.
من جانبها، قالت سامية يوسف إن الكتاب يقع في 149 صفحة من الحجم المتوسط، وينقسم إلى 7 أبواب، الأول منها تناول المقدمة وتعريف بالهدف من الكتاب، فيما تناول الباب الثاني تعريف العمل واستعراضاً لآراء الفلاسفة عبر التاريخ والعلماء المسلمين لمفهوم العمل، فيما تناول الباب الثالث مفهوم المهنة والمهنية بوصفها ميزة امتلاك أسلوب علمي وفكري معين مكتسب بالتعليم الخاص؛ وبالتالي إمكانية تطبيقه في مجالات الحياة المختلفة.
أما الباب الرابع من الكتاب فقد أوضحت يوسف أنه تناول حقوق وواجبات كل من العامل وصاحب العمل من مختلف الأوجه العالمية والمحلية والإسلامية، ليتناول الباب الخامس الأخلاقيات الإنسانيّة من صدقٍ وأمانةٍ وإخلاصٍ وإتقانٍ ووفاءٍ وعدلٍ وإحسانٍ ومداراةٍ وتواضع، والباب السادس يبين أخلاقيات العامل وصاحب العمل ودورها في التقدم والحصول على الراحة النفسية وتحسين وزيادة الإنتاج، فيما خصص الباب السابع لأخلاقيات العمل في تقنية المعلومات مستنداً إلى سيناريو "صناعة الفيروسات"، ومستعرضاً موقف الشريعة الإسلامية من ذلك وموقف المجتمع والقوانين المحلية والدولية.
وبعد مناقشة ثرية شارك فيها الحضور، اختتم الحفل بإهداء نسخ من الكتاب لمكتبة مركز كانو الثقافي وجميع الحاضرين.