قبل عشرين عاماً، وبمساعدة من خبير طيور بريطاني اسمه مايك. بدأ الوجيه عبدالعزيز كانو بجمع الطيور من مختلف أنحاء العالم ليودعها في حديقته الخاصة بمنطقة دمستان وذلك بدافع الهواية وحب اقتنائها. وعندما كثر عددها وأنواعها راودته فكرة أن يشاركه الناس رؤية جمالها وألوانها الزاهية فكانت ولادة فكرة مملكة طيور العزيزية التي أنشئت بجزيرة أمواج في العام 2013 وفتحت أبوابها للزوار في (الأول من أبريل/ نيسان 2014).

مملكة طيور العزيزية هي محمية فريدة من نوعها في المنطقة، إذ خُصصت فقط للطيور، وتقع على مساحة 2200 متر مربع. وتوفر الجولة للزبائن في المحمية متعة مشاهدة أنواع عديدة من الطيور لم يخطر ببالهم انه قد يشاهدونها في يوم من الأيام بالبحرين.

ويدير هذه المحمية ديفيد كاموند وزوجته، وهو ابن خبير الطيور البريطاني مايك الذي كان له الفضل بعد صاحب المشروع، في وجود هذه الأنواع العديدة من الطيور في البحرين.

«الوسط» التقت به أثناء زيارتها المحمية وسألته عن بداية هذا المشروع، فقال: «ان الوجيه عبدالعزيز كانو وخلال 20 عاما ومعه والدي استطاعا جمع 80 نوعاً من الطيور من مختلف مناطق العالم، من إفريقيا وأوروبا وأميركا وأستراليا والبرازيل والهند واندونيسيا والفلبين وغيرها من الدول. فتكاثرت وزاد عددها في حديقته الخاصة بدمستان. ولهذا السبب بالاضافة إلى رغبته في أن يتمتع الناس بمشاهدة جمالها قرر انشاء هذه المحمية».

عملية نقل الطيور من دمستان إلى جزر أمواج لم تكن سهلة؛ استغرقت حوالي سنتين. كان خلالها يجب توفير بيئة ملائمة وطريقة نقل لا تؤثر على حساسية هذه الأنواع من الطيور. فمع بداية حياتها في محميتها الجديدة كما يقول ديفيد: «توقفت عن التكاثر، ذلك نتيجة نقلها من مكان إلى آخر. لكنها بعد مدة بدت بالتأقلم والتكاثر. وما يوجد في المحمية أغلبه ولد هنا في البحرين».

يوجد حاليّاً في المحمية حوالي 600 طائر من أصل 80 نوعاً. والزوار يأتون لمشاهدة هذه الطيور من مختلف الجنسيات، من البحرينيين والخليجيين والمقيمين والأجانب. وبلغ عدد الزوار العام الماضي 2015 حوالي 41 ألف زائر. ومن المتوقع، كما يذكر ديفيد، «أن يزيد هذا العدد في السنوات المقبلة. فالمدارس على سبيل المثال بدأت بتنظيم زيارات للمحمية وكذلك غيرها من الجهات، كما ان المواطنين بدأوا الحديث عن وجود المحمية. ونحرص أنا وزوجتي على مرافقة الزوار لاعطائهم معلومات عن الطيور، وللإجابة عن الاستفسارات».

ويضيف بخصوص الطيور المتوافرة في المحمية «غالبيتها من فصائل الببغاوات، ولدينا بعض الأنواع النادرة يصل عددها إلى خمسة أنواع. كما انها حساسة وسريعة المرض، لذلك لابد من توفير رعاية خاصة لها. واذا ما توافر ذلك فإنها تعيش حتى مائة عام. وأقوم بنفسي بمعاينة ومعالجة الطيور وفي بعض الحالات نستعين بالخدمة البيطرية التي توفرها إدارة الثروة الحيوانية».

كما تحدث عن أهم التحديات التي يواجهونها «نعاني من أمرين مهمّين. الأول هو ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ونعالج ذلك عن طريق رش الماء على الطيور ثلاث أو أربع مرات يوميًّا بالاضافة إلى توفير مراوح لها. أما الأمر الثاني فهو تصرفات الزائرين الخاطئة مع الطيور وعدم التزامهم بالتوجيهات العامة، وخصوصا في مسألة إطعامها. فنحن نوفر لها ثلاث وجبات يوميًّا تتكون من الحبوب والفواكه. بينما يقوم بعض الزائرين بإطعامها ما قد يضرها».

إلى ذلك، تحدث إلى «الوسط» بعض زوار المحمية. فقال كاظم يوسف: «هذه هي المرة الأولى التي أزور المحمية فيها. سمعت عنها من قبل أحد أفراد العائلة فأتيت مع عائلتي. إنه مكان جميل ورائع. وقد شاهدت أنواعاً من الطيور هنا لم أشاهدها حتى في الأفلام الوثائقية. وأعتقد أن ما يميزها أنها متخصصة فقط في الطيور، وما يعيبها هو عدم معرفة الناس بوجودها».

من جهتها، قالت أمل ابراهيم: «أتيت مع أطفالي اليوم بعد رؤيتي للمحمية وأنا أمر على الشارع في احدى المرات التي زرت فيها صديقتي التي تسكن في جزر أمواج. المكان في غاية الروعة فلقد أتيحت لنا فرصة مشاهدة أنواع من الطيور لم نشاهدها قط. والجميل أن على كل قفص توجد لافتة تعريفية توضح اسم الطائر وبلده الأم».