ريم خليفة
حياكم الله
هناك من القصص والتجارب التي لا تخلو من أي مجتمع كان، بعضها قد يكون غريباً ومثيراً، وبعضها الآخر يكون جريئاً غير اعتيادي. ولعل قصة السيدة البحرينية التي تمتلك محلاً لألعاب الحب والجنس وتأتي من عائلة محافظة ترتدي الحجاب وأمّ لثلاثة أبناء قد تحول موضوعها إلى أحد التناقضات التي يعيشها المجتمع البحريني والخليجي مع قصة الحرام والحلال.
هكذا دخلت خديجة بيوت البحرينيين والخليجيين، وحلّت ضيفاً على أحاديث المجالس.
ولتسليط الضوء، تحدثنا مع خديجة أحمد في حوار خاص...
• بداية، نرحب بالسيدة خديجة أحمد، صاحبة "دار خديجة للأزياء" الكائن في أكثر الشوارع المزدحمة... كيف بدأت فكرة هذا المشروع؟
- طبعاً بدأت فكرة هذا المشروع انطلاقاً من المشاكل التي زادت في الوقت الحالي بين المتزوجين من الملل والروتين الذي ساد حياتهم الزوجية، وهذا يترتب عليه زيادة عدد نسبة الطلاق. فأنا حينما فكرت أن أفتح المشروع كان الهدف منه أن أخدم المتزوجين وأغيّر وجهة حياتهم الزوجية داخل غرفة النوم.
• نلاحظ أنكِ تبيعين أغراضاً تتعلق بداخل غرفة الزوجية، مثل ألبسة وأدوات مثيرة للجنس، هل تم اختيار هذه الأدوات والبضائع بعناية من جهتكِ؟
- نعم، أنا في الواقع أقوم باختيار المنتجات بما يتماشى ويتساير مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا والشرع.
• نلاحظ أيضاً أنكِ تعلقين لافتة أو ورقة تقول "ملاحظة: يمنع اصطحاب الأطفال وذلك لأسباب تربوية وأخلاقية"، هل تعمدتِ وضع مثل هذه الملاحظة؟
- أنا تعمدت وضعها لأن بعض السيدات يزرن المحل مع أطفال يبدأون التلصص على الصور والمنتجات، أنا وجدت أن وضع هذه الملاحظة كان جداً مهم، أيضاً هو يخدم الزبائن.
• بداية مهنتكِ هذه كانت عبر موقعكِ الإلكتروني، كان هناك حديث عبر هذه المواقع والمنتديات يتحدث عن منتجات "خديجة" للأزواج، كيف تختارين بضائعكِ؟ هل تختارينها معتمدة دولياً أم من مواقع معينة إلكترونياً، أم من محلات في بلدان معينة من العالم؟
- هي معتمدة دولياً وفي أميركاً بالذات، وهي منتجات أميركية وطبعاً ماركات عالمية أميركية معروفة في أميركا، طبعاً قرابة 20 شركة تقوم بتصنيع منتجات تكون متخصصة للجسم وللمناطق الحساسة، وتكون مخصصة أو قابلة للأكل، بالإضافة إلى كونها ماركات معروفة، منها على سبيل المثال ماركتان مشهورتان وهما معروفتان في أميركا.
• هل تباشرين هذا العمل نتيجة أن هناك انفتاحاً اقتصادياً على البضائع الأميركية؟
- المفروض أن يكون هناك انفتاح اقتصادي، بسبب وجود اتفاقية وهي اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين وأميركا، مع العلم أنه من المفترض ألا أواجه هذه المشاكل على اعتبار أنها منتجات وصناعة أميركية، ولكن للأسف مازلت أواجه مشاكل مع الجمارك.
• هذا يقودنا إلى موضوع القضية التي كانت موجودة في المحكمة الصغرى، وتم الإفراج عنكِ بكفالة قدرها 50 ديناراً، نود أن تخبرينا بالضبط هل فعلاً تمت إهانة أحد ضباط الجمارك؟
- كلا، لم تتم إهانة أحد ضباط الجمارك، وإنما تمت إهانتي مسبقاً في دبي عندما تم التبليغ عليّ بأنني قمت بحمل بضاعة ممنوعة، وأنا في الواقع لم أحمل بضاعة والبضاعة كانت غير ممنوعة، لأنها تحتوي على مجرد أجهزة مساج للجسم مع الختام الهزاز وهو متوافر في الصيدلية. وأنا قمت بشحنها صباحاً إلى أميركا ومساءً ذهبت إلى دبي، وهناك تفاجئت بأن هناك بلاغاً ضدي بالاسم وهو ما يعتبر تشهيراً من الناحية القانونية، لأنه يفترض أن يتم التبليغ عن رقم الشحنة، وطالما لا توجد شحنة فإنه لا توجد منتجات ممنوعة، فلماذا يتم التبليغ عني وإهانتي في مطار دبي.
• كيف كانت هي الإهانة، هل بالاستهزاء أم بالسخرية، أم بماذا؟
- الإهانة كانت عبارة عن أن جميع الركاب تم إنهاء إجراءاتهم من نزولهم من الطيارة إلى استلام كل أمتعتهم، فيما عدا أنا حيث كان موظفو الجمارك في انتظاري هناك.
• موضوعكِ يعتبر جديداً على الشارع البحريني وأيضاً على الرأي العام العربي والخليجي، نلاحظ أن هناك متابعة لموضوعكِ... كيف كانت ردة فعل القاضي داخل غرفة المحكمة؟
- القاضي في المحكمة لم يعر أي اهتمام لكوني أستورد منتجات جنسية مثلما تمت الكتابة في القضية، وإنما سألني سؤالاً مفاده: هل قمتِ بإهانة موظف؟ لأن الدعوى للمثول أمام المحكمة كانت سريعة جداً، وبالتالي لم يكن لديّ وقت لكي أكتب مذكرة بأقوالي، فطلبت من القاضي الترافع لأجل ثانٍ أو تاريخ آخر لكي يسعني الوقت لكتابة مذكرة بأقوالي للرد على التهمة.
• ... وتم تأجيل القضية إلى 15 سبتمبر/ أيلول؟
- نعم، تم تأجيلها إلى 15 سبتمبر.
• وما هي توقعاتكِ؟
- لا أعرف ما هي توقعاتي، ولكني غير مذنبة وسأحاول إثبات براءتي.
• عودة إلى مضمون الأشياء التي تبيعها "خديجة"... قيل إنكِ تبيعين أعضاءً تناسلية، هل هذا صحيح؟
- لا، غير صحيح... لا أقوم ببيع أعضاءٍ تناسلية بتاتاً. أنا أملك أجهزة عبارة عن – كما ذكرت مسبقاً – خاتم هزاز، بالإضافة إلى أجهزة المساج. وبالنسبة للأخيرة فإنها ليست جديدة وهي متوافرة بعدة أشكال في البحرين وفي عدة أماكن.
• ما هو رجال الدين، أو حتى مجلس النواب، أو الشورى مثلاً، هل كانت هناك شكاوى مثلاً، أو أي نوع من الكلام الذي وصل إلى عدد من الجهات في المجتمع؟
- لم تصلني أي شكاوى، غير أنه في فترة بداية افتتاح المحل، اكتشفت أنه تم حجب الموقع، وبعد التحدث إلى مدير مركز الحجب بوزارة الإعلام، أخبرني أن أحد النواب قام بالاتصال بهم وإخبارهم بأنني أبيع أعضاءً تناسلية من تحت الطاولة. طبعاً، إذا كنت أبيع أعضاءً تناسلية من تحت الطاولة، فلماذا أفتح المحل؟ هل هناك أحد يبيع أشياءً ممنوعة علناً؟ هل الذين يبيعون المخدرات والحشيش يبيعونها علناً أو يفتحون لهم مكاناً؟ لا، طبعاً.
عموماً، المدير قام بإعطائي رقم النائب، فقمت بالاتصال به شخصياً فنكر ونفى تهمة اتصاله بوزارة الإعلام، فرجعت إلى مدير مركز الحجب (جمال داوود)، فوعدني بإعادة افتتاح الموقع بعد أن اتضح له كذب ما نُقل عني، ومن وقتها تم افتتاح الموقع، ومنذ ذلك اليوم لم يتعرض أحد للموقع. حتى بالنسبة لمجلس النواب، لم يتكلم معي أي أحد ولم يعترض عليّ أحد منهم.
• ... حتى رجال الدين؟
- حتى رجال الدين، لم أتعرض لمضايقات لا من رجال الدين ولا من النواب.
• أنتِ قادمة من بيئة جداً محافظة في إحدى المناطق في البحرين، وذكرتِ أن لديكِ زبائن من كل الفئات... هل هؤلاء الزبائن فقط من البيئة البحرينية أم أيضاً من خارج البحرين؟
- من البيئة البحرينية ومن خارج البحرين، كذلك الأجانب الموجودين في البحرين، بالإضافة إلى زبائن من دول الخليج والدول العربية أيضاً.
• إذا ذكرنا، أياً أكثر الفئات من الدول العربية ارتياداً للمحل؟
- في المرتبة الأولى البحرينيون، ثم السعوديين، ثم الكويت والإمارات وقطر، ومن ثم الدول العربية الأخرى.
• قيل إنكِ تنوين فرع آخر خارج البحرين، هل سيكون ذلك الفرع في دولة خليجية أم في دولة عربية؟
- أنا لدي طموح بأن أفتح فرعاً آخر ولكن في دولة عربية فقط، لبنان على سبيل المثال؟
• لماذا؟
- لا أعتقد أنني سوف أواجه مشاكل في لبنان مثلما أواجه مشاكل حالياً وأنا في البحرين.
• تطرقتِ إلى كلمة مشاكل أكثر من مرة، ما هي طبيعة المشاكل، هل هي مشاكل خاصة أم عامة؟
- المشاكل ليست من الناس وإنما المشاكل التي أواجهها هي من أشخاص يعملون في إدارة الجمارك ووزارة التجارة.
• إذاً، ستبقى هذه المشكلة قائمة؟
- طبعاً، ستبقى إلى أن يكون هناك حل جذري من قبل الحكومة.
• بالنسبة للزبائن البحرينيين، هل هم زبائن من نوع خاص، أم هم أزواج، أم هم مراهقون... وفي حال دخلت المحل شابات صغيرات، كيف تتعامل خديجة معهن؟
- الزبائن بشكل عام هم من البالغين والمتزوجين، وفي حال دخل أحد المراهقين سواء كانوا فتيات أو صبيان فإن ذلك يكون أكثره للفضول والاطلاع على المنتجات ليس إلا، وفي هذه الحالة أتصرف معهم بكل لطف وأدب وكل احترام، وأصرفهم بطريقة مهذبة.
• ألا يستدعي ذلك طلبكِ الاطلاع على بطاقة هوية للتأكد من أعمارهم مثلاً، أو هل تفكرين في مثل هذا الطرح؟
- لا، لا يعنيني أن أطلع على بطاقات الهوية، ولكن أستطيع أن ألمس من الشكل العام العمر التقريبي للزبائن الذين يدخلون المحل.
• هل تعرضتِ لمواقف معينة، كأن يطلب بعض الزبائن طلبات غريبة أو شاذة؟
- نعم، بعضهم يطلب طلبات غريبة، وأكثرهم يطلبون الأجهزة التناسلية السمعية، ونحن لا نوفرها ولن أوفرها.
• ماذا عن أشرطة الفيديو؟
- أيضاً هناك طلب على أشرطة الفيديو ولكني لا أوفرها ولا أعتقد أني سوف أوفرها، مع العلم أن هناك أزواجاً يحتاجون إلى مثل هذه الأشرطة.
• لماذا؟
- لأنها تعليمية، فبعضهم ليس لديهم ثقافة بمحتوى تلك الأشرطة.
• هل تعتقدين أنها تعليمية؟
- نعم، بعضها تعليمي وتثقيفي نوعاً ما لبعض الأزواج، ليس للجميع ولكن لبعضهم.
• خديجة؛ أنتِ سيدة متحجبة، اعذريني على هذا الكلام، لكن ألم تتعرضي لمواقف قد تكون قاسية من أفراد المجتمع البحريني وخارجه؟
- مثل ماذا؟ الرفض، الهجوم!
• أثناء بيعكِ مثل هذه الأشياء، أو جراء خوض تجارة في بيع هذه الأدوات والبضائع؟
- لا، لم أواجه أي مشكلة ولم يتعارض حجابي مع نوعية المشروع الذي أعمل فيه.
• لكنكِ تعرضتِ إلى نقد في أحد اللقاءات التلفزيونية...
- نعم، تعرضت للنقد لأن بعض المشاهدين لم يكونوا على اطلاع ودراية، ما هي طبيعة المنتجات الموجودة، كانوا يظنون أن المنتجات الموجودة بالمحل مثلها مثل الغرب تماماً، لكنها ليست كذلك.
• خديجة؛ محلكِ الصغير المتواضع بموقعه، هل تريدين من خلاله منافسة المحلات التي نراها ونسمع عنها في عواصم دول العالم؟
- لا، لا أطمح لمنافسة المحلات التي في دول العالم، ولكن أطمح لأن أكون أول سيدة قامت بتدشين هذا المشروع في الدول العربية.
• هل تؤكدين أنكِ الأولى على مستوى العالم العربي؟
- نعم، أنا الأولى بطبيعة المنتجات، ربما تكون هن