- أهلاً وسهلاً بكم زوار الوسط أونلاين في محطة جديدة من برنامج "مسامرات ثقافية" ويسرنا أن نلتقي بالشاعر والصحفي والمسرحي مهدي سلمان لنحلق في أفياء قصائده وما ورائها من ألق، ونستخبر عن ما وراء تجربته الشعرية.
- مهدي سلمان أهلاً وسهلاً بك في هذا اللقاء.
أهلاً ومرحبا
- للمارين عليي وأنا معلقة على صليب العتمة، خذوا زهرتاً وأتركوا لي الصدأ، أهديت ديوانك للمارين عليك وأنت على صليب العتمة،هل ثمة خوف يلاحقق هل تتخيل نهاية ما، هل هو الإيمان بأخر رمق من الآمل، حيث تقول خذوا زهرتاً وأتركوا لي الصدأ.
أعتقد أن الخوف حاضر دائماً، موجود، هذا الخوف يفضي إلى حالة من اليأس بشكل من الأشكال، حالة تذهب نحو أنتهاء كل شيئ، الفراغ من كل شيئ، هذا المشهد الي المسيح فيه معلق بشكل من الأشكال على الصليب وشكل مغرب منتهي أعتقد المشهد جميل جداً كشكل كفضاء صورة، لكن في ما خلفه هو اليأس فيما خلفه هو الخوف ألي تتكلم عنه.
- هل تتخيل نهاية ما وأنت تصف هذه الصورة، نهاية لما تكتبه من نص أن هنالك صليب، صليب العتمة، وكأنما هنالك خوف يلاحقك لكن على رغم هذا الخوف هناك شيئ من الآمل، خذوا زهرتاً وأتركوا لي صدأ.
أعتقد، خذوا زهرتاً هو إيمان بالجمالي إيمان بالحظور الجمالي في النص وفي الروح، بس لما نرجع إلى الشطر الثاني من العبارة وأتركوا لي الصدأ، يرجع هذا الفراغ هذا التردد الذي يوحي بالفراغ التام يوحي باليأس التام، أعتقد المجموعة بالتحديد، مجموعة ها هنا جمرة وطناً أرخبيل، والتجربة بشكل عام أعتقد كانت مصبوغة بحالة من اليأس واضح فيه.
- ألا تعتقد أن هذا في العبارة إشارة بأنه يأس لك، حتى أيضاً ما أجبت عليه أنه يأس بالنسبة إليك ولكنه أملاً بالنسبة للأخرينن خذوا زهرتاً وأتركوا لي صدأ، أعطيتهم الزهرة أعطيتهم الجمال أعطيتهم المادة وتركوا لك الصدأ، تركوا لك معناً معين.
- قد يكون هذا الجانب حاضر قد يكون الشاعر دائماً هي هذه مأساته أن يقدم الوردة في المقابل يحصد الصدأ.
- هذا المساء أقل إرباكاً لقلبي، أعذريني لستوا مرتبكاً تقول أيضاً لا شيئ يربكني، تتكرر مفردة الأرباك والأرتباك في نصك أكثر من مرة، في شعرك هاجس من التردد والارتباك، عن أي مواجهة تتحدث، إذا كان هنالك ارتباك إذاً ثمة مواجهة، عن أية مواجهة تتحدث وإلى أي مدى تمثل حالة الأرباك مدخلاً شعرياً؟
أعتقد أن الأرباك والأرباك هي ليست حالة خاصة بالشاعر، بقدر ما هي حالة معمقة في إنسان هذا العالم، حالة الأرتباك، حالة هذا اللافهم لما يدور في هذا العالم لما يحدث في هذا العالم، حالة الأرتباك هي موجودة وحاضرة لأن لا شيئ مستقر، يشعر الإنسان أنه يقف على أرض رخوة أرض غير مستقرة، هذا الأرتباك بالتأكيد سيكون حاضراً بالتأكيد سيكون موجوداً، طالما أنت في هذا العالم وتتعامل معه وتتعامل مع مواده وتتعامل أشياءه مع قسوته ولا تستطيع لهذه القسوة شيئاً فأنت بالتأكيد في محل الأرتباك في محل هذه الحالة من الأرتباك.
- أحياناً يبدو لي أن في شعرك نبرة من هدوء، نبرة حسية خافتة بما يشبهك شخصياً، هل أنت منتبهاً إلى أنك تعكس ذاتك عبر الشعر، هل تفتعل الصمت والأخفات كحالة شعرية دائماً؟
أعتقد أن النبرة الخافتة النبرة الهادئة في الشعر هي أنعكاس لهذه الذات لهذا الشخص، هذا الشخص الإنسان يحمل صفات معينة صفات أكتسبها من خلال مؤثرات بيئية مؤثرات تكوينية مؤثرات من داخله، هذه الصفات كما أنعكست عليه كشخص أنعكست أيضاً على نتاجه على شعره، لذلك أعتقد أن النبرة الهادئة في الشعر، النبرة الخافتة أهي ليست شيئ بعيد عن مهدي سلمان كشخص هي يسيران في ذات الجانب الشعر والشاعر يسيران في ذات الجانب، هذا الهدوء هذه النبرة الخافتة أعتقد هي ليست حالة أفتعال في الشعر بقدر ما هي أقتراب من الذات اقتراب من الذات في التجربة نفسها في التجربة الشعرية.
- تكتب شعر التفعيلة وتميل للنثر أحياناً، فماذا يمثل لك الشكل؟ ودعني أغوص قليلاً وأقول هل أفصح عما وراء السؤال هل ثمة خصومة مع الشعر العمودي، هل ثمة خوف من التصنيف، فهنالك ميل إلى نموذج معين من الكتابة؟
لا أعتقد أني قريب جداً من الشعر العمودي كما أن قريب من قصيدة النثر كما أنا قريب من التفعيلة عبر القراءة طبعاً، قريب من العمودي عبر القراءة عبر قراءات متعددة للتراث لجانب التراث أو لجانب الشعراء المعاصرين ايضاً، وأعتقد أن القصيدة العمودية قادرة على أبتكار صيغ جديدة للبقاء وللظهور ولممارسة الفعل الثقافي والفعل الشعري الإبداعي، بس أبتعادي عن القصيدة العمودية وعن قصيدة النثر ايضاً يمكن هي شذرات من النثر يعني لا أعتقد أني كتبت قصيدة نثر أنا كتبت شذرات بسيطة في النثر، أنا أشبه قصيدة التفعيلة أشبهها تماماً هذيه الحالة الوسطية الحالة، يمكن الأسئلة كلها تسير في هذا الجانب الأسئلة ألي أنت سألتها تسير في هذا الجانب، هذه الحالة الوسطية هذه الحالة حالة النظر للأشياء دائماً عبر الوسطية هي ألي جعلتني أميل أكثر إلى التفعيلة بأعتبار أنها ليست نثراً وليست عموداً، هذه الحالة الوسطية في قصيدة التفعيلة تشبهني أو أشبهها أنا، أعتقد التصنيف، ما أخاف من التصنيف، وما أكتب قصيدة العمود مو خوفاً من التصنيف بقدر ما قصيدة العمود فعلاً إذا كتبت بشروط أو باشتراطات العصر نفسه إذا كتبت هي أصعب الأشكال أصعب الأشكال الشعرية، إذا كتبت باشتراطاتها هي أصعب من كتابة قصيدة النثر وأصعب من الكتابة، بس هل بالإمكان كتابة قصيدة العمود باشتراطات هذا الزمن وباشتراطات، أعتقد فيه محاولات جادة في أقطار مختلفة من العالم العربي.
- هل تتذكر أسماء معينة؟
في العراق ممكن أتكلم عن فيه شاعر موجود هني حيدر النجم، فيه شاعر عراقي أخر بس لا يحضرني أسمه، فيه شاعر بحريني محمد النجار في أسماء تحاول تجرب في علي جعفر العلاب بشكل من الأشكال هو من الذين ينظرون لهذه المسألة أيضاً الناقد ؟؟؟ جعفر العلاف من الذين ينظرون ويكتبون في هذه المسألة، فيما تأخذ قصيدة العمود أو أن يستطيع الشاعر شاعر العمود الآن أن يفجر في قصيدة العمود طاقات أخرى طاقات كامنة بحيث يخرجها من تاريخها القديم ويدخل بها إلى عصر جديد عصر قادر على أن يخلق من القصيدة رؤية ورؤية شعرية أكثر من حالة توصيفية.
- إذا كانت هناك أسماء لماذا هجرت عين الرصد تجربة القصيدة العمودية؟
أعتقد هناك خلل واضح في هذا الجانب خلل في التلقي في تلقي قصيدة العمود الحديثة قصيدة العمودة الجديدة في خلل في التلقي وفيه خلنا أنقول ضعف في إمكانيات كتاب قصيدة العمود الإعلاميين، الآن الجانب الإعلامي واضح ألي مسيطر عليه بشكل معين ولذلك أغلب القصائد والنصوص تخرج بطريقة أو تخرج عن طريق أو عن رؤية أشخاص معينين رؤية تجربة معينة أعتقد هذه التجربة تحتاج هذه التجربة تجربة العمود الحديث تحتاج أن تثبت نفسها وتمارس دورها الثقافي حتى تستطيع أن تقول للعالم أنها موجودة وأنها حاضرة، هذا الدور هو الذي ينقصها حالياً.
- تدور خريطتك الشعرية على المستوى المضمون، كانت هناك إشارة إلى هذه المقاطع، إلى مقطع المضمون إلى الدوران حول الأنثة الذات الشعر، هل تتحرك القصيدة في فضاء هذه الثمات فقط؟
أعتقد ثمات الأنثة ذات حاضرة والشعر حاضر والأنثة أيضاً حاضرة بس أعتقد الثيمة الأكبر ألي موجودة في المجموعتين في السكك البصارة وفي هاهنا جمرة وطناً أرخبيل الثيمة الأكثر حضوراً هي ثيمة الوطن، يمكن في التجربة الجديدة التجربة ألي بتصدر قريباً أبتعد الوطن دخلت هذه الثيمات وأكثر من هذه الثيمات أقتربت من الإنسان أقتربت مني أنا كذات أقتربت من الحالة البشرية أكثر بس في التجربتين في تجربة السكك البصارة وتجربة هاهنا جمرة وطناً أرخبيل أعتقد ألي كان حاضر أكثر جانب فلسفي وجانب الوطني والجانب الفلسفي بالتحديد هي كانت أكثر حضوراً من هذه الثيمات الثلاث.
- هناك قول أن مهدي سلمان لو أختصر قصيدته وشذبها من كثير من هذا الطول لكان أكثر إيحاءاً أو كانت قصيدته أكثر وصول، تكتب القصيدة ولا تقف عند القوافي كثيراً تكتب القصيدة فتنطلق بك القصيدة طويلاً ولا تقف إلا بعد ثلاثة أربع صفحات، القصيدة تدور بشكل مستمر ولا تقف مع القافية إلا قليلاً، ما سر هذا الطول، وعدم تكثيف المعنى بشكل موجز أحياناً، على رغم أن هنالك إيجازات تكون موحية بشكل كبير؟
أعتقد في التجربتين وفي كافة التجارب أحنا في حالة تجريب، تجريب للشكل تجريب للمعنى ألي أنطرح تجريب إلى آلية إنتاج القصيدة وتجريب في كل على كل المستويات، أعتقد أن الكلام ألي تذكره بشكل من الأشكال صحيح وأنا بذاتي لا أستطيع أن أفسر هذه الحالة من التداعي، هذه حالة التداعي ألي تحصل في النص ولكن نمط القصيدة التي أكتبها هي نمط داخل في حالة من اللاوعي تقريباً أو نمط أغلبية القصائد ألي أكتبها هي داخلة في نمط إلا وعي، ونمط قصيدة اللاوعي ألي تنكتب عن اللاوعي التام أو اللاوعي الجزئي هذا النمط على الشاعر أن يتبع القصيدة يتبع مداخيلها يتبع أبوابها في ما بعد قد يستطيع أن يشذب جملة من هنا مفردة من هنا ولكن بعموم القصيدة لا أستطيع أن أختصر النص في معنى معين، نصي ليس نص معنى بمعنى أنهوا من الألف إلى الياء تعرف المعنى التام هو نص تداعيات أكثر من ما هو نص معنى ونص فكرة.
- ثمة قصيدة للذات وقصيدة للمكان، هنالك إشارة تقول فيها ياقلب هذا نهارك أعمى كما ولدته على خوص نخلته أمه فتحسس يديه وقده إلى قبره عبر بوابة الفرح، هل ولدتك أمك على خوص النخل حتى جسدت هذه اللحظة الجميلة؟
هي لحظة جميلة جداً، ما حصل هذا بس أنا عشت على الخوص يعني أنا من ألي تربوا على الخوص كنا أنصلي على الخوص نقعد على الخوص نتغذى على الخوص السفرة، الخوص كان جزء مهم كان شيئ مهم في تكوينا يعني كنا أتذكر أنا حالة الصلاة على الحصير حالة الغذاء على السفرة هذا الارتباط بالنخلة كان حاضر دائماً أعتقد أن حضوره في النص وخصوصاً في نص مثل هذا النص كما ذكرت نص التداعي هو إشارة إلى إشارة مهمة إلى حالة الارتباط الفعلي بين النص بين حالة اللاوعي وبين النص نفسه من خلال الذاكرة أن الذاكرة أستطاعت برغم عني برغم عن مهدي سلمان أستطاعت الذاكرة أن تدخل داخل النص أن تقتحم النص لأن النص كتب عبر هذه الحالة من اللاوعي عبر تجربة الكتابة اللاواعية.
- أنت مسرحي ومحرر ثقافي وشاعر إلى أي مدى أمدتك هذه الذوات الثلاث بالشعر وأيهما تختار، وأحياناً يخيل لي أنك في تجربتك تميل إلى حالة درامية مسرحية خصوصاً حينما تكتب بعض الصور هل تفتعل المسرح على الأوراق لتصنع الصورة الشعرية هل تكتب القصيدة بلغة مسرحية؟
المسرح حاضر تماماً في النص لأنه حاضر تماماً فيا كشخص، أنا مو بس مسألة دخولي إلى عالم المسرح، أنا منذ صغير كنت مشاهد أو متابع للمسرح، هذه الحالة حالة الدخول إلى شخصيات وإلى عوالم في لحظة ينهضون أمامك في لحظة يخلقون حكايتهم ويمضون وعلى نفس صغيرة هي نفس طفل كان يتابع هذا العمل المسرحي ويتابع المهرجانات المسرحية بالتحديد المهرجانات المحلية في فترة نهاية السبعينات بداية الثمانينات كانت الحركة فعلاً المسرحية في أوج جمالها وأوج قوتها، هذا العالم هذا الحب لهذا العالم هو أنولد وأنحفر وأتابع داخلي ولذلك ظهر على النص لذلك ظهر على القصيدة، أعتقد أن وجوده هو جزء من وجود المسرح داخلي وجوده في النص هو جزء من وجوده المسرح داخلي المسرح عبر القراءات عبر المشاهدات عبر المتابعات.
- أي هذه الذوات تختار أولاً مسرحي شاعر صحفي مشتغل بالثقافة؟
مشتغل بالثقافة أكثر الذوات ألي ممكن أختارها
- أنقذت هذه العبارة.
- انقذتني فعلاً أنا كنت راح أختار كاتب مثلاً أو مثقف كنت راح أختار، بس مشتغل بالثقافة فعلاً مشتغل بالثقافة هي الجملة الأصح أعتقد لتوصيفنا جميعاً يعني لا يوجد شاعر خالص تماماً هو شاعر لا يوجد مسرحي خالص تماماً هو مسرحي وجزء منه شاعر وجزء منه، ولكن أين تخرج هذه التوصيفات وأين تختفي وأين تظهر قد تكون في الحياء لا تظهر ولكن خلال الممارسة الفعلية للإشتغال الإبداعي يظهر المسرح في شعر فلان ويظهر الشعر في مسرح فلان وتظهر القصة في شعر فلان وتظهر الرواية في مسرح فلان وتظهر الموسيقى... هذا التداخل الفنون هو موجود داخلنا أساساً أكثر من ماهو موجود فقط داخل الفنون نفسها.
- ثمة قصيدة للذات وقصيدة للمكان وقصيدة للزمان وقصيدة للأنثة وقصيدة للمسرح لعل هذه صورة لبعض قصائدك لكن كل هذه الأشياء في ديوانيك تحضر أو في قصائدك تحضر كوسائل للحديث والفضفضة، ماذا لا تحضر يعني بذاتها لا تحضر حضوراً كاملاً وأنما كوسائل للتعبر ماذا وراء هذا الذهاب؟
أعتقد الإنسان هو الذي يستحضر هذه العوالم كلها هو الإنسان ألي يستحضر المسرح والعمل كل هذا ألي يستحضر كل الزمان المكان الذاكرة الرؤية البصر السينما كل هذا يحضر لأن الإنسان موجود في النص الإنسان بأكثره مو عبر تقنين معين للقصيدة تقنين يجعل من القصيدة تذهب في اتجاه واحد، أعتقد هذا التنوع، تنوع في الأشكال هو لأن الإنسان حاضر موجود الإنسان الذي يعشق المسرح ويعشق المكان ويتذكر الإنسان ويتذكر الأشخاص يتذكر اللحظات لحظات الموجودة ضمن حياته هذا الإنسان هو الذي يبتكر هذا النص هو ألي يعيشه هو ألي يعايشه وهو ألي ينتج هذا النص من خلاله.
- الذهاب للشعر وسط هذا الركام مهدي هل هو مغامرة؟ هل ثمة إيمان بالشعر بالنسبة لك أو لي الأخرين، ما علاقتك بالقارئ، هل تفترض لقصيدتك قارئاً ما، يعني خصوصاً أن هنالك من يخاصم الغموض في هذا الزمن السريع الفاقع بالصور الواضحة التي تعطيك يعني معناه من أول لحظة، يعني الفاقع بالصور التي تعطيك المعنى الوضح من أول نظرة؟
أعتقد ليس هناك مغامرة في كتابة الشعر، في الكتابة بالتحديد لأن كتابة الشعر هي كتابة الذات كتابة لحظة عن الذات كتابة تخيل عن الذات، أعتقد الكتابة نفسها فعل الكتابة نفسها هو ليس مغامرة أبداً إنما المغامرة قد تكون في أن تصبح هذه الكتابة، تتحول هذه الكتابة من فعل ذاتي من فعل بيني وبين ذاتي إلى فعل ثقافي إلى إنتاج كتاب إلى نشر كتاب إلى الدخول في العالم الشعري أو عالم الشعر بما هو مؤسسات بما هو حالة موجودة على الواقع، هذا الدخول قد يكون مغامرة لآن المتلقي الآن مثل ما قلت وأكثر من ما ذهبت إليه، المتلقي غير معني أساساً بالصورة الواضحة أو الصورة الغامضة حتى، المتلقي أصبح غير معني تماماً بهذا المتلقى أصبح معني بالسينما أصبح معني بالتلفزيون أصبح معني بالبصري أكثر، البصري ألي يقدم ليس الصورة المتخيلة وإنما الصورة الحقيقية تماماً.
- إذا هل تجاوزك القارئ؟
أعتقد القارئ لم يتجاوز الشعر، وإنما الزمن غير لعبته وعلينا أن ننتظر زمناً أخر ليستوعب الشاعر أساساً، في البدأ يستوعب الشاعر لعبة الزمن الحالي، ويستوعب المتلقي أيضاً لعبة الزمن، خلال هذه الفترة ليس علينا أن ننتظر خلال هذه الفترة ليس علينا أن نركن إلى اليأس إلى حالة الأنتظار حالة الخمول، علينا أن نبتكر علينا أن نوجد الشاعر القادر على أن يتعاطى مع المتلقي وعلينا أن نوجد المتلقي القادر على التعاطي مع حالة الشعر الجديدة، حالة الشعر في وسط هذه الصورة وفي وسط هذا الزمن السينمائي الزمن ألي بالصورة المتحركة، أما بالنسبة إلى مسألة افتراض القارئ أعتقد قد أكون أفترض قارئ معين وأنا من حقي أن أفترض قارئ معين كما من حق شاعر العمود مثلاً أن يفترض قارئة كما من حق السينمائي أن يفترض ايضاً جمهوره ويبحث عن جمهوره ويسوق منتجه إلى جمهوره، أعتقد الشكل يجب أن يكون متنوع يجب أن يكون ذهب في أكثر من مجال، غموض الصورة ألي ذكرته غموض الصورة هذا له متلقيه متلقيه ألي يبحث عن حالة تفكير الصورة كما أن وضوح الصورة لها متلقيه ألي يبحث عن الصورة الواضحة الصورة المسترسلة، السينما إيضاً جمهورها موجود المسرح جمهوره موجود ولكن علينا أن نبحث على المتلقي أن يبحث عن الشكل ألي يناسبه كما على المبدع المنتج أن يبحث عن جمهوره، يبحث عن متلقيه، هذه حالة يجب على الأثنين أن يتفق عليها، من أجل ما ذكرناه من إيجاد حالة للزمن القادم، حالة شعرية للزمن القادم.
- إذا على الشاعر أن يبحث عن لعبة هذا الزمن ليصنع قصيدته من خلاله، وعلى المتلقي أن يبحث عن شاعره، بهذه الكلمات نصل إلى نهاية برنامج "مسامرات ثقافية" فشكراً لك الشاعر مهدي سلمان على هذا اللقاء.
شكراً جزيلاً
- وشكراً لكم زوار الوسط أونلاين، وإلى اللقاء في مسامرات ثقافية قادمة.