العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان

this will be replaced by the SWF.
الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان

أهلاً بكم زوار موقع الوسط اونلاين
أسعد الله أيامكم
هذه حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي "فوكس"
في هذه الحلقة، نناقش الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان، على ضوء الانتخابات الرئاسية والاتهامات الدولية للحكومة الأفغانية بالتزوير، كما سنتطرق إلى تردد الدول الكبرى في إرسال المزيد من قواتها إلى كابول.
نستضيف في هذه الحلقة الخبير في الشئون الآسيوية الدكتور عبدالله المدني، لإطلالة على المشهد الأفغاني...
• دكتور؛ ما الذي يجري في أفغانستان، ولماذا حامت الشكوك الآن بشأن نزاهة الانتخابات؟
- أول ما يجب أن نؤكد عليه فيما يتعلق بالشأن الأفغاني هو أن الوضع الآن مختلف 180 درجة عما كان عليه الحال في ظل نظام طالبان الوحشي. هناك اليوم دستور، هناك برلمان وتعددية وانتخابات وحقوق المرأة، لكن يظل الشأن الأمني هو محور الحديث في ضوء تكتل كل المستفيدين من عودة طالبان إلى الحكم، سواء من المتشددين أو من دول الجوار أو من عناصر في المخابرات الباكستانية، تكتل كل هؤلاء من أجل عدم إتمام المصالحة الوطنية التي أعتقد لو أنها تمت لتقدمت هذه البلاد المنكوبة أشواطاً إلى الأمام.
طبعاً، لتعرف الانتخابات التي جرت تميزت بمشاركة أكثر من 40 حزباً، وتنافست فيها وجوه سياسية قوية في مقدمتها الرئيس الحالي حامد قرضاي ووزير الخارجية السابق الدكتور عبدالله عبدالله زميندار، ناهيك عن شخصيات أقل وزناً وإن كانت تحظى بنفس الاحترام مثل أشرف غني وزير المالية والمسئول السابق في البنك الدولي، ومثل سروار أحمد زاي المفكر المستقل والمؤهل تأهيلاً علمياً كبيراً في القانون والعلاقات الدولية، ومثل السيدة شهلا عطا النائبة في مجلس الشعب وأرملة أحد شهداء الحرب.
مثل ما كان متوقعاً، حدثت عمليات شدّ وجذب لجهة نتائج الانتخابات لأسباب كثيرة، منها تقارب ثقل المتنافسين، الأوضاع الأمنية التي حالت دون مشاركة الملايين من السكان في الانتخابات خاصة بعد تهديد "طالبان" بأنها سوف تلجأ إلى قطع كل إصبع تجد عليه حبراً انتخابياً، ناهيك عما قيل إن واشنطن سوف تستخدم نفوذها للتدخل من أجل تفويز عبدالله عبدالله، على اعتبار أن حامد قرضاي قد خذلها في تأمين الاستقرار والأمن المطلوبين، وأيضاً خذلها في إقامة إدارة نزيهة وتتمتع بالشفافية.
• هل نفهم أن واشنطن بدأت تتخلى عن الرئيس حامد قرضاي؟
- هذا ما يدور الحديث عنه على نطاق واسع، لأن حامد قرضاي كان قبل الانتخابات الماضية مرضياً عنه وكان معولاً عليه أن يقيم دولة مؤسسات ويفرض سيطرتها على كل أنحاء أفغانستان وأن يقيم إدارة نزيهة، لكن أعتقد أنه فشل في هذا والآن واشنطن تريد الإتيان بوجه جديد علّ وعسى أن يحقق بعض المطلوب.
• بالنسبة إلى الغارة الجوية الألمانية التي شنت على ناقلة وقود، وجدنا أنها أثارت استياءً كبيراً من قبل أطراف دولية عديدة، هل – برأيك – الغاية هي التباكي على الضحايا الأفغان، أم أن هناك مآرب أخرى؟
- أعتقد أن العلاقة لها شأن بالعملية الانتخابية القريبة في ألمانيا، أنت تعرف أن كل استطلاعات الرأي في ألمانيا الآن تفوّز المعارضة، لأن المعارضة لها موقف مخالف للحزب الحاكم وهو سحب الجنود الألمان من أفغانستان بعد تزايد عدد القتلى، وهذا يجد صدى كبيراً في الشارع الألماني الذي هو في غالبيته العظمى ضد أي نوع من أنواع الحروب أو المشاركة في الحروب باعتبار أن ألمانيا قاست الويلات في حربين عالميتين كبيرتين.
• ولكن لماذا نجد الكثير من التلكؤ من جانب المجتمع الدولي، أو حتى حلفاء واشنطن في تلبية الطلب الأميركي في إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان؟
- الشارع الأوروبي عموماً مستاء من تزايد عدد القتلى، خاصة الشارع البريطاني، لذلك نجد أن هناك تلكؤاً في الاستجابة لمطالب واشنطن بزيادة عدد القوات. لا أحد يريد أن يرسل أبناءه وفلذات أكباده إلى بلد نائي والأمور فيه تزداد سوءاً وعدد القتلى يزداد يوماً بعد يوم، في ظل تعزز واقع طالبان إلى حد ما كنتيجة تدخل الأصابع الخارجية من دول الجوار ومساندتها.
في آخر تقرير اليوم أن المخابرات الباكستانية مازالت على علاقة مع "طالبان" وتمدها بكل ما تحتاجه لتحقيق بعض المآرب داخل أفغانستان.
• ولكن هناك حديث جدي من قبل أطراف مختلفة عن عودة تدريجية لطالبان أو عودة أطراف معتدلة، كما تسميها الإدارة الأميركية، من طالبان... لماذا أصبح الحديث الآن بخصوص هذا الموضوع؟
- أنا أعتقد أن واشنطن ودول الأطلسي في مأزق الآن، وهي تحاول أن تجد حلاً مشرفاً ويحفظ ماء الوجه – مثلما يقولون – بالانفتاح على بعض الوجوه التي تقول إنها معتدلة ضمن حركة طالبان. أنا في اعتقادي أنه لا توجد هناك وجوه معتدلة، طالبان منظمة إرهابية، منظمة متوحشة، لا توجد فيها وجوه معتدلة أو وجوه غير معتدلة، كلهم سواسية ولهم أجندة معينة معروفة كما لاحظنا خلال السنوات الست التي جلست فيها على كراسي الحكم في كابول.
لكن باكستان التي هي دولة حديثة تحاول أن تقنع واشنطن أن هناك بعض العناصر داخل نظام طالبان بالإمكان التفاوض معها وإشراكها في العملية السياسية. من جانبها طالبان، كما هو معروف، لا تريد الدخول في العملية وتريد أن ترجع إلى ما كانت عليه بقوة السلاح.
• أخيراً، برأيك؛ هل نجحت الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس باراك أوباما في تنفيذ الاستراتيجية أو المقاربة الأميركية بخصوص الملف الأفغاني حتى الآن على الأقل؟
- أنا لا أعتقد أن أوباما فعل شيئاً جديداً سوى زيادة أو التعهد بإرسال المزيد من القوات لأفغانستان. العملية في أفغانستان تتطلب أشياء كثيرة أخرى، في اعتقادي الشخصي، وقد كررت هذا عدة مرات في كتاباتي، أن المشكلة في أفغانستان تكمن في وجود أصابع من دول الجوار تتدخل في الشأن الأفغاني وتحول دون إتمام عملية المصالحة لمآرب خاصة فيها أو لمصالحها الخاصة.
• على غرار ما يجري في العراق...
- تقريباً، الوضع مشابه.
• شكراً جزيلاً دكتور على إتاحة هذه الفرصة.
- الشكر لكم يا سيد.
أعزائي المستمعين وصلنا إلى ختام هذه الحلقة، أستودعكم الله، على أمل اللقاء بكم الأسبوع المقبل.

 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384