العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

التحديات: أمن الإنسان في البلدان العربية

this will be replaced by the SWF.
التحديات: أمن الإنسان في البلدان العربية

أهلاً بكم زوار ومستمعي موقع الوسط أونلاين" في حلقة جديدة من برنامج "فوكس" .
فقد صدر أخيراً تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام تحمل 2009، تحت عنوان " التحديات: أمن الإنسان في البلدان العربية".
يسرنا في هذه الحلقة أن نقف قليلاً على هذا التقرير مع السيد خالد أبو إسماعيل المستشار الاقتصادي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المركز الإقليمي في القاهرة.
وهو أيضاً من بين أعضاء الفريق الذي أعد هذا التقرير:
• بداية، ما الغرض من سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية؟
- مبدئياً تقارير التنمية الإنسانية العربية هي تقارير مستقلة تكتب من قبل مجموعة من المفكرين العرب والغرض منها هو إيصال وجهة النظر للمفكرين العرب عن قضايا التنمية الإنسانية في الوطن العربي، وهذا طبعاً موضوع في غاية الأهمية خصوصاً في ظل تحديات التنمية التي تواجهها المنطقة العربية.
• لماذا يطرح هذا التقرير التنمية الإنسانية العربية من خلال منظار أمن الإنسان؟ وهل امن الإنسان يختلف عن أمن الدولة، ما الفرق بينهما؟
- هو مفهوم أمن الإنسان بصورة عامة يرتبط بالتحرر من الخوف والتحرر من العوز والحاجة، وبشروط مسبقة من شروط التنمية الإنسانية، كما عمّمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالتالي ننظر إلى الأمن الإنساني على أنه شرط أساسي للتنمية البشرية. وهذا الموضوع حينما تنظر إليه في هذه الزاوية هو في غاية الأهمية بسبب عدم امتلاك الدول العربية تفسيراً للأبعاد التي تحمي الحقوق الأساسية للناس ومستوى معيشتهم في الوطن العربي، ولذلك أنا أرى أنه موضوع في غاية الأهمية.
• وهل ثمة فرق بين مصطلحي أمن الدولة وأمن الإنسان، أم أنهما مرتبطان مع بعضها البعض؟
- طبعاً هناك ارتباط وثيق ما بين أمن الدولة وأمن الإنسان لأنه عندما يتأثر أمن الدولة بأمن الإنسان والعكس هو صحيح. طبيعي أن الدول التي ينعدم أو يقل فيها أمن الدولة بسبب مثلاً ظروف احتلال العراق وتطرف الدين والصومعة يتأثر ذلك بأمن الإنسان وبمؤشرات التنمية البشرية، وبالتالي يتضح في التقرير أن هناك علاقة وطيدة بين أمن الدولة وبين الإنسان. كذلك عندما يزيد أمن الإنسان، عندما تتهيأ الظروف الاقتصادية وتكون هناك نسبة بطالة منخفضة فإن ذلك أيضاً يؤثر في إمكانية البشرية ويؤدي بطبيعة الحال إلى الزيادة في الأمن.
• ما هي المخاطر التي تهدد امن الإنسان في الدول العربية على ضوء هذا التقرير، وأي أثر تتركه على التنمية الإنسانية؟
- التقرير حدد مخاطر عدة، أولاً المخاطر البيئية، وهذا طبعاً يأتي من التوسع الحضري والضغوط الديموغرافية وندرة المياه، وبالطبع تلوث المياه والتصحر هما في غاية الأهمية أيضاً، لكن لا ننكر أثر الاحتباس الحراري. ثانياً، الدولة والمواطنون وانعدام الأمن ونحن نتكلم هنا في مواضيع الهوية والمواطنة والالتزام بالعهود الدولية وتقييد الحرية والأمور الدستورية وما إلى ذلك، ثالثاً، لدينا ؟؟؟؟؟؟؟، ورابعاً لدينا النمو المتقلب والبطالة المرتفعة وما إلى ذلك.
فانعدام الأمن الاقتصادي يصبّ أيضاً في مشكلة البطالة، وهذا جزء من هذا النوع من المخاطر. خامساً، سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي وهذا بالنسبة للمنطقة العربية يعتبر تحدياً رئيسياً بسبب موضوع البيئة وبسبب المخاطر الصحية المترتبة عليه. سادساً، تحدي الأمن الصحي، وأخيراً تحدي الاحتلال والتدخل العسكري، وهذه هي المخاطر التي أثارها التقرير.
• ولكن ما هي الحلول... وهل البحرين متأثرة بجوانب من الإنسان من منطلق هذا التقرير؟
- هذا السؤال حاولوا كتاب التقرير أن يفرضوا الحلول، لكن أعتقد أن الموضوع بشكل عام مطروح على المفكرين وعلى القراء العرب، ومن هنا ستكون هناك اجتماعات في عدة دول عربية لطرح هذا السؤال عليهم، على الجانب الاقتصادي واضح على سبيل المثال إشكالية عدم تنوع مصادر الدخل ولاسيما المصدر النفطي، هذا شيء يؤثر على الأمن الاقتصادي في كافة الدول العربية، وليس فقط على دول الخليج أو الدول المصدرة للنفط، لأن الدول الأخرى أيضاً تعتمد على عوامل العاملين أيضاً في سياستها الاقتصادية.
ومن هنا يطرح السؤال نفسه؛ كيف نتمكن من تنويع الاقتصادي؟ وهنا موضوع تم بحثه في نفس التقرير. أما بالنسبة للبحرين فأنا في اعتقادي أن التقرير طرح تقارير أخرى من جانب المكتب الإنمائي للأمم المتحدة بأن هناك جوانب في حرية المرأة والجانب البيئي وربما هذان الجانب اللذان يتم الالتفات إليهما في المستقبل.
• وهل أنتم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعدون قضايا الإرهاب التي ظهرت في الآونة الأخيرة ضمن تحديات أمن الإنسان في العالم العربي؟
- التقرير كان واضحاً في التحديد أو مخاطر، وكما قلت هذا التقرير تم إعداده من قبل مجموعة كبيرة من الخبراء، ومن دون شك أن موضوع الإرهاب هو إحدى المشاكل التي تواجه هذه المنطقة وأيضاً دول كثيرة على مستوى العالم. ولكن أترك التقييم عن أهمية هذا النوع من المخاطر بالمقارنة بأنواع أخرى للباحثين والقراء والمفكرين في التقرير.
• أخيراً؛ كون هذه المنطقة، منطقة الخليج والشرق الأوسط، بؤرة للصراعات الإقليمية والدولية، وهي صراعات مزمنة، ألا يشكل ذلك تحدياً على مفهوم أمن الإنسان في هذه المنطقة؟
- بالتأكيد أمن الإنسان، نرجع ثانية للتعريف الشامل بأمن الإنسان، أعتقد إذا استخدمنا التعريف العام لأمن الإنسان أعتقد أن منطقة الخليج حالياً تعتبر من أكثر المناطق الآمنة في الوطن العربي خصوصاً إذا ما قورنت بمناطق أخرى يتم فيها استغلال هذا التباين في الأحداث كما ذكرت.
فمن هذا المنطلق أعتقد أن أمن الإنسان حالياً – وهذه وجهة نظري الشخصية – لا يتعرض لضغوطات في مناطق أخرى.
• وهل وجدتم أو لمستم دعماً من قبل الحكومات العربية، أو تجاوباً نوعاً ما مع هذا التقرير؟
- ردود الأفعال على التقرير موجودة على الإنترنت وعلى الصحف، فتجد حالياً ما يخص التقرير هناك نوع من الشمولية فيما يتعلق بردود الأفعال التي كانت تأتي من جهات الإعلام أو جهات أخرى. وطبعاً من ناحية ردود الأفعال الرسمية فبصراحة فلست مطلعاً عليها بما يكفي لأن أجاوب على هذا السؤال في التقرير.
• شكراً جزيلاً على إتاحة هذه الفرصة...
- شكراً جزيلاً لك.

ها قد وصلنا إلى ختام هذه الحلقة، أستودعكم الله على أمل اللقاء بكم الأسبوع المقبل.

 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384