العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

صورة يرسمها المواطن الخليجي عن الأمم المتحدة

this will be replaced by the SWF.
صورة يرسمها المواطن الخليجي عن الأمم المتحدة

أهلا بكم زوار موقع الوسط اون لاين
سلام من الله عليكم ورحمة وبركات

أية صورة يرسمها المواطن الخليجي عن الأمم المتحدة؟ وهل صحيح أن نظرته لها نمطية بأنها ذراع للسياسات الخارجية للدول المهيمنة على المشهد الدولي؟
وما الذي فعلته الأمم المتحدة في دعم جهود التنمية والشفافية والديمقراطية في المنطقة العربية، ومنطقة الخليج تحديداً؟
هذه حلقة جديدة من برنامج" فوكس" الذي يستضيف مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بلدان الخليج السيد نجيب فريجي في إطلالة عن أنشطة هذا المركز، ودوره في تحسين صورة الأمم المتحدة في هذه المنطقة.
• بداية أستاذ نجيب؛ ما هي أبرز أنشطة مركز الأمم المتحدة للإعلام على مستوى دول الخليج؟
- أولاً هو الأداة الإعلامية لكل منظومة الأمم المتحدة بصفة عامة وتعنى بنشر المعلومات وبثها على مختلف المستويات الحكومية والإعلامية والمجتمع المدني حول كل ما تقوم به منظمة الأمم المتحدة سواء في نيويورك أو في مقراتها الأخرى، في جنيف وحول كل المنظمات المتخصصة والصناديق الإنمائي وغيرها من وكالات أخرى.
وهدفنا هو تقريب الأمم المتحدة من الرأيين العام والرسمي في بلدان الاعتماد، وهذا يشمل طبعاً أن نوزع كل المعلومات على الأوساط الحكومية والإعلامية في بلدان الخليج دول إهمال المجتمع المدني والمؤسسات التربوية من مدارس وجامعات. هذه طبعاً مهمة المركز الذي تم اعتماده بالاتفاق بين البلدان المعنية وبلدان الخليج، ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمانة العامة بصفة عامة، وإدارة الإعلام والاتصال في وحدة نيويورك.
• وكيف يتعاطى هذا المركز مع دول مجلس التعاون في مساعداتها على تحقيق أهداف الفئة الثالثة؟
- المركز لا يساعد كمركز على تحقيق التنمية، إنما يروّج وهو أداة الإعلام حول الجهود التي تشكّل محور أو مضمون الشراكة بين بلدان الخليج ووكالات الأمم المتحدة المتعددة والاستعانة بمساعدة هذه البلدان على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مركز الإعلام للأمم المتحدة يقوم بالترويج إعلامياً من خلال توزيع المعلومات والأخبار حول هذه الأنشطة بين منظمة الأمم المتحدة وحكومات دول الخليج، وأيضاً من خلال القيام بحملات توعوية وإعلامية وحملات اتصال تركز على عدة محاور، مثلاً موضوع المرأة، موضوع الديمقراطية، موضوع حرية حقوق الإنسان، موضوع البيئة وتغيّر المناخ، والتنمية الإنسانية والاجتماعية، والاستثمار في التنمية, والاستثمار في المرأة والفتاة، ومثلاً حملة إنهاء أو القضاء على العنف ضد المرأة، أو القضاء أو حث دول الخليج على المساهمة بفعالية أكثر في القضاء على الفقر في مختلف أنحاء العالم، وغيرها من الحملات التي يقوم بها مركز الأمم المتحدة للإعلام، في شراكة أيضاً مع وسائل الإعلام المتعددة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية.
• السيد نجيب؛ عملكم في منطقة الخليج التي تقع في منطقة صراعات في المنطقة أو على مقربة جداً من الصراعات، كيف يساهم المركز في تحسين صورة الأمم المتحدة لدى شعوب هذه المنطقة التي ربما تحمل قدراً من السلبية تجاه بعض من أنشطة الأمم المتحدة أو ما يسمى انحياز إلى بعض الصراعات السياسية في المنطقة؟
- قمت بشرح الموضوع لأن هناك لبساً في فهم الرأي العام أو جانب كبير من الرأي العام لدور الأمم المتحدة. الأمم المتحدة كمؤسسة ليست هي المسئولة عن الصراعات، إنما بعض البلدان الأخرى، وهذه البلدان – لا أريد الدخول في تفاصيل صراع – إنما دورنا هو الترويج لمفهوم الأمانة العامة كجهاز تنفيذي للأمم المتحدة التي تضم 192 دولة. ما هي الأمم المتحدة؟ ما هي إلا نتيجة توازنات وأوضاع سياسية والعلاقات السياسية التي تربط بين 192 دولة بما فيها أقوى قوة والقوة العظمى الولايات المتحدة والبلدان دائمة العضوية الخمسة وغيرها من بلدان العالم الأخرى.
في كل هذه التوازنات يدفع مركز الأمم المتحدة للإعلام بإبراز موقف الأمين العام الذي يحاول دائماً إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية لكل النزاعات وإبعاد مناطق العالم عن الخوض أو الالتجاء إلى القوة لحل النزاعات.
في نفس الوقت نحاول أن نروّج بأن الأمم المتحدة ليست فقط الأداة السياسية إنما هي أداة تنمية وأداة تطوير وأداة إنسانية تعمل من أجل عالم أفضل ومن أجل غد أفضل إذا التزمت البلدان المعنية بمفهوم التنمية المستدامة، وإذا تحققت التنمية وساد الاستقرار في البلدان تقلص خطر اندلاع النزاعات المسلحة.
• هل يشمل عمل المركز إيران وبعض الدول المجاورة لمنطقة الخليج؟
- لا يشملها عملياً إنما يشمل مردودها ووقعها على منطقة الخليج، طبعاً نحن في سياستنا الإعلامية نغطي هذه المنطقة التي ليست بمعزل عما يحدث في إيران أو الوضع في العراق أو حتى السودان أو في لبنان أو غيره. كل هذه النزاعات ونحن في قرية صغيرة هي العالم الجديد ليست بمنأى وبعيدين عن هذه النزاعات فلا تأثير علينا سواء اقتصادياً أو سياسياً أو حتى معنوياً.
ترى أن لما ينزف لبناني أو عراقي يتأثر له الخليج، فبالتالي لا يمكن أن يكون مركز الأمم المتحدة للإعلام بعيداً عن هذه الأوضاع.
• وهل فكرتم في مركز الأمم المتحدة – مثلاً – لوسائط متطورة للتواصل مع شعوب هذه المنطقة، كإنشاء فضائية مثلاً ناطقة بالعربية؟
- الأمم المتحدة توزع كل أدبياتها وأخبارها باللغات الرسمية الست، وهي: الإنجليزية والروسية والصينية والإسبانية والفرنسية ثم العربية. العربية لغة رسمية ومعظم - إن لم نقل كل – أدبيات الأمم المتحدة توزع بالعربية وهناك لدينا تلفزيون الأمم المتحدة يبث يومياً معلومات توزع على كل تلفزيونات العالم، وهناك إذاعة الأمم المتحدة تبث أيضاً للإذاعات ولها شراكات مع الإذاعات، ثم لدينا الموقع الإلكتروني والتويتر والبلوغرز وغيرها من وسائل الإعلام الإلكتروني الحديثة.
الأمم المتحدة لم تهمل إلى حد الآن أي وسيلة متطورة من وسائل الاتصال، ثم لا ننسى أن هناك بلداناً ليست لها وسائل اتصال إلكترونية متطورة، وبالتالي نستعمل الفاكس ونستعمل الوسائل التقليدية.
• وما هي دلالات اختيار مملكة البحرين لتكون مقراً لتكون مقراً لهذا المركز؟
- اعتدال مملكة البحرين واستقلالها ووسطيتها.
• بالنسبة إلى التحديات الأخيرة التي تواجه عمل الأمم المتحدة في الخليج وتحديداً دوركم الإعلامي...
- التحديات هي سوء الفهم الراسخ لدى بعض الأوساط فيما يتعلق بدور الأمم المتحدة والخلط بين مجلس الأمن وبين الأمانة العامة وبين مجلس الأمن وما تقوم به الوكالات المتخصصة التي ساهمت في تحقيق إنجازات جبّارة منها القضاء على الأوبئة وتحقيق الاستقلال لعدة شعوب وتحقيق التنمية في عدة بلدان وتحقيق إنجازات كبيرة على مستوى تعليم المرأة وتعليم الأطفال في البلدان الفقيرة، هذه كلها إنجازات لا يمكن أن ينكرها أحد حيث إن الأمم المتحدة حاضرة في حياتنا اليومية حضوراً كبيراً جداً على كل المستويات، لكن الناس لا ينظرون إليها إلا من منظور ضيّق ومن منظور فشل بعض البلدان الأعضاء في الالتزام بالقانون الدولي، وبالتالي في المساهمة في عدم حلّ بعض النزاعات المطروحة وخاصة النزاع العربي الإسرائيلي.
• ولكن – عفواً – هناك نظرة نمطية سائدة لدى المواطن العربي - والخليجي تحديداً – بأن الكثير من أجهزة الأمم المتحدة هي ذرائع للسياسة الخارجية لبعض الدول الكبرى لتنفيذ سياستها في المنطقة.
- هذه مثل ما تفضلت نظرة نمطية، والنظرة النمطية إذا لم يتم إصلاحها تصبح حقيقة مع الأسف وهي حقيقة واهية ولا يمكن أن يُبنى عليها.
• وما هي أهم أنشطتكم المقبلة السيد نجيب؟
- أنشطتنا المقبلة هي حملة نقوم بها من مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقيام والتحرك ضد الفقر عالمياً بهدف حث كل الأطراف الرسمية في العالم على الالتزام بتحقيق أهداف الألفية وخاصة هدف تقليص الفقر إلى النصف في العالم بحدود سنة 2015.
• شكراً جزيلاً أستاذ نجيب على إتاحة هذه الفرصة.
- الشكر لك يا سيدي وكل عام وأنتم بخير لكم ولكل قراء ومستمعي الوسط.

وإلى هنا نصل إلى نهاية هذه الحلقة، موعدنا معكم الأسبوع المقبل.
 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384