قراء DW وعام من حكم السيسي: "الفوضى سببها الدكتاتورية"
دويتشه فيليه الألمانية
على رأس قائمة المواضيع التي شغلت قراء موقع DW عربية ومتابعيها على وسائط التواصل الاجتماعي كان مرور عام على انتخاب عبد الفتاح السياسي رئيساً لمصر، وتقييمهم لهذا العام، بالإضافة إلى الملف السوري المشتعل وانتخابات تركيا. في السابع من يونيو حزيران مرّ عام كامل على تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، وذلك بعد انتخابه خلفاً لمحمد مرسي، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، والذي تم عزله بعد مظاهرات شعبية في الثالث من يوليو تموز عام 2013. حكم السيسي ما زال يثير جدلاً كبيراً داخل مصر وخارجها، بين مؤيديه الذين يرون فيه عاملاً أساسياً لاستقرار البلاد وحمايتها من الهجمات الإرهابية، وبين معارضيه الذين ينظرون إليه كامتداد للمؤسسة العسكرية وكرمز على "الانقلاب على شرعية الانتخابات" التي جاءت بمحمد مرسي. هذا الجدل انتقل إلى صفحات DW عربية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تابعت بسلسلة من المقالات والتحليلات السياسية هذا الموضوع.
ففي موضوع بعنوان "الإعلام في مصر - انتقاد الرئيس خط أحمر"، والذي يتحدث عن حدود حرية النقد في الإعلام المصري في ظل حكم السيسي، كتبت Manal Mahfouz تنتقد ما ورد في التقرير، إذ قالت: "هناك فرق بين النقد البنّاء والرغبه في الهدم، واﻻنتقاد موجود في كل الصحف. ﻻتنسوا أن من ﻻ يستطيع النقد داخل مصر يذهب إلى القنوات الفضائية. في عهد (الرئيس المخلوع حسني) مبارك، كان هناك نقد شديد، ولكن أتعلمون ما الفرق الآن؟ مبارك كان مكروهاً من الشعب، إلا أن السيسي محبوب من الشعب. الشعب المصري هو من يرفض النقد الهدام، وليس النقد البناء".
وعليها يردّ Yassine Elmeghraoui بالقول: "الرئيس مرسي هو رمز الثورة، وو من تكلم وفتح سترته أمام الثوار في ميدان التحرير. كما أنه من فتح الميادين وسمح بحرية التعبير للمخالفين قبل المؤيدين. لكن الخائن فور انقلابه أغلق القنوات واعتقل الصحفيين، وهذا كله بدون اللجوء إلى القانون، والأمثلة كثيرة".
وإلى ذلك ذهب Mohamad Samy، الذي أشار إلى أن "الانتقاد في الإعلام يكون محجّماً وتحت إشراف جهات أمنية لمحاولة إضفاء جو وهمي من الديمقراطية وحرية التعبير. وفي المجتمع، فإن انتقاد أي شخص في مرتبة أعلى، سواءً كانت مرتبة اجتماعية أو وظيفية أو سيادية، غير مقبول عموماً. ثقافة الانتقاد والتعبير لم تصل إلى مصر بعد". وفي مقال مماثل حول العام الأول من رئاسة السيسي بعنوان "عام على حكم السيسي - دكتاتورية أفضل من فوضى الثورة؟"، أكد Aslam Mohamed أن "إمبراطورية العسكر الكائنة منذ عام 1952 كانت ستتبدد وكان الشعب سيقول كلمته في الخامس والعشرين من يناير. لكن الدكتاتوريين خافوا من الماساس بإمبراطوريتهم، فنشروا الفوضى عقاباً لشعب أراد أن يعامل بكرامة في بلده. صانع الفوضى هو نفسه الدكتاتور الذي أراد أن يحفظ ملك أجداده من العسكر منذ عام 1952، ولو أخلص العسكر من الجيش والشرطة للثورة كما أخلصوا للسيسي، لما كانت هناك فوضى أساساً".
ولكن لـKhaled Mohamed رأي مغاير، إذ اعتبر أن "بعد ثورة يناير وصعود الإخوان إلى الحكم، ماذا فعلوا؟ ولو كان الجيش والدكتاتور هما من يقومان بالفوضى فعلاً، لماذا انتقلت تلك الفوضى إلى الشعب الذي نزل إلى الشارع في الثلاثين من يونيو؟ ومنذ تولي السيسي إلى الآن، هل وجد القتل والخراب والفوضى التي يقوم بها الإخوان صدى أو تعاطفاً من الشعب المصري؟ هل يتعاطف الشعب مع فوضى الدكتاتور ولا يتعاطف مع فوضى الإخوان؟ لو كانت الإجابة بنعم، أقول إذاً أن هذا هو اختياره (الشعب) وهو من جرب حكم الجيش وحكم الإخوان، وهو من قرر ويقرر الآن. قبل يونيو، طلب السيسي تفويضاً بمحاربة الإرهاب وشاهدنا كم مليون نزل إلى الشوارع.
أما Mark Magdy، فيرى أن الحل يكمن "في دولة علمانية مثل دول أوروبا، ولنا في الهند وتركيا عبرة".
وفي معرض تعليقه على وجهة نظر بعنوان "بروباغاندا ناجحة بمساعدة ألمانيا"، والذي انتقد زيارة السيسي إلى ألمانيا مؤخراً واستقباله من قبل المستشارة أنغيلا ميركل، كتب "تامر السمدوني" من مصر يقول: "حاولوا الاتصال برقم من أرقام وزارة الصناعة المصرية المعلنة على صفحتها. لن تستطيعوا، وتأكدوا من أن الوزارات لا توجد لها مكاتب في أية محافظة غير القاهرة. وتأكدوا أيضاً من أنه لا توجد استعلامات حكومية في مصر لشرح نظم الاستثمار للمصريين في بلدهم. من المستحيل أن يقوم أي مصري ببناء مشروع صناعي حقيقي دون أن يكون على معرفة شخصية بفرد مهم في النظام المصري، ثم تأتي الحكومة الألمانية وتبرم اتفاقات مع النظام لتوسيع فرص العمل الألمانية في مصر! إذا كانت حياتنا كمصريين مستحيلة في بلدنا، فهل تظن ميركل فعلاً أننا سنحترم أي اتفاق مع النظام ؟ كل هذه الاتفاقات غير ملزمة لأي مصري".
أما Karim Mahmoud فقد اعتبر أن زيارة السيسي "زيارة ناجحة بكل المقاييس واعتراف تام من ألمانيا بالسيسي. شكراً لكم على حسن الاستقبال وشكراً لشركة سيمنز على أكبر عقد لتوليد الكهرباء يقدر بثمانية مليارات دولار، وعلى غواصات سيتم تسليمها في منتصف عام 2016. وكما قلتم، فإن السيسي عرض وجهة نظره في أحكام القضاء وكان رده قوياً للغاية أسكت الجميع وأقنع المستشارة تماماً.
وإلى ذلك ذهب Abdo Seed Ahmed أيضاً، الذي رأى أن المقال "يبيّن مدى اختلاف معايير حقوق الإنسان عند الغرب، الذي يزعم تطبيق الديمقراطية في أرضه، ولكن عندما تحاول الديمقراطية الوليدة النهوض في العالم العربي، يبذل الغرب أقصى ما يمكنه لإجهاضها أو قتلها في المهد. وشكراً". "أنتم من تدعمون الدكتاتوريات" ومن السيسي إلى الملف السوري المشتعل، الذي يشهد معارك على كافة الجبهات بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة من جهة، وبين النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى، وأخيراً بين فصائل المعارضة والمقاتلين الأكراد وبين "داعش" أيضاً.
ففي معرض تعليق على موضوع حول اقتراب مقاتلي "داعش" من مدينة الحسكة السورية، كتب Emad Kursheed منتقداً: "المجتمع الدولي هو سبب انتشار "داعش’، وذلك ببقائهم متفرجين أمام قوافل المد البشري والسلاح من تركيا إليهم وعدم تسليح القوات الكردية والقوى السورية المعتدلة". ويوافقه Aslam Mohamed الرأي، مخاطباً الغرب: "أنتم من تدعمون "داعش". أنتم من تدعمون الدكتاتوريات. أنتم من تدعمون الظالمين. لا تتعجبوا من شعوب يئست ديمقراطيتكم المزعومة! كلما زاد الطغيان والظلم، ستمدد "داعش" لتسحق الجميع، لأنكم تخلقون أجيالاً كفرت بالنظام العالمي الذي لا يؤمن إلا بالأقوى ومن يحمل السلاح".
أما Tayeb Abdellaoui فيعتبر أن "لا أحد سيوقف هذا السرطان إلا إذا أدرك الشعب الحاضن لهذا الداء أنه يشكل خطراً عليه، ويتحد مع جيشه غير الطائفي لدحره. حينها فقط يُهزم "داعش’، أما غير هذا فكله في صالح "داعش"".
من جهته، يتساءل Wissam Nwilaty حول "من يدعم هذا التنظيم؟ وكيف يمرّ هذا التنظيم ويتنقّل تحت أنظار الأقمار الصناعية وطائرات التجسّس عبر السهول ولمسافات طويلة دون التّعرّض لمواكبه؟" ويوجه Eng-hassan Saad النقد إلى الدول العربية، إذ يقول: "سياسات الأنظمة العربية هي التي تزيد من قوة التنظيم . الظلم هو الذي يقويه، وما يفعله "داعش" فعلته الأنظمة العربية في مواطنيها قبله. انظروا إلى (سجن) أبو غريب و(معتقل) غوانتنامو. وفي رابعة، أحرق الناس وهم أحياء. للأسف من ينظر بعين بصيرة لن يرى إلا أن التنظيم سيكون أقوى مستقبلاً".
ولـ Malek Ahmadكان أيضاً هذا التعليق: "الأكراد سيوقفون تمدده، فالوحدات الكردية مستعدة للمجابهة، ولكن متى سترسل دولكم السلاح لتلك القوات؟" ومن سوريا إلى تركيا، التي تسببت انتخاباتها البرلمانية الأخيرة في هزة أرضية سياسية أطاحت بالأغلبية المطلقة لحزب العدالة والتنمية الذي كان الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان ينتمي إليه، وجاءت بأول حزب كردي تحت قبة البرلمان. حول نتائج تلك الانتخابات وانعكاساتها السياسية والإقليمية، علق Hossam Chris بالقول: "اليوم أثبت أردوغان أنه رجل نزيه وليس دكتاتوري، وخرج بمصطلح جديد أكثر من ديمقراطية الغرب الزائفة، وما زالت المسيرة طويلة".
أما Anwer Hilali فقد كتب يقول: "نعم، نحن فرحون لعدم حصول أردوغان على الأغلبية المطلقة. سياسته الخارجية سيئة تجاه الدول الأخرى، ولسنا مستعدين لتحويل تركيا إلى (إمبراطورية عثمانية) جديدة". لكن Abdul Kader يستغرب الانتقادات لخسارة حزب العدالة والتنمية، إذ يعتبر أنه "إذا نجح بالأغلبية يقولون دكتاتور ومجرم وظالم، وإذا أفسح المجال لغيره من الأحزاب يقولون خسر ويشمتون. من زار تركيا قبل وبعد أردوغان يعلم ما قدمه هذا الرجل لتركيا، بينما دولنا مليئة بالفساد والقتل والتخلف".
ومن وجهة نظره، يعتبر Ghassan Mig أنه "لولا حزب أردوغان لما كان للأكراد صوت، لأنه سمح لهم بالديمقراطية والتحدث بلغتهم وفتح قنوات تلفزيونية لهم، وكل هذا من حقهم، وإن شاء الله لن ينكروا الجميل مثلما فعلوا في العراق وسوريا". أما Simo Abdelfadel فيعتبر أن الجميل في تلك الانتخابات كان "مشاركة كل أطياف المجتمع التركي. لهذا أعتقد أن تركيا نهجت طريق الحرية والديمقراطية واحترام كلمة الشعب، وليس كبعض الطغاة الذين يقومون بتزوير الانتخابات من وراء الكواليس".
وفي ذات السياق أيضاً رأىZakaria Ammar أنه "ربما خسر أردوغان بعض الأصوات، ولكن تركيا ربحت ديمقراطيتها وأصبحت أقوى. فدخول الأكراد الحياة السياسية في مصلحة تركيا". تنويه: هذه مجموعة جديدة من تعليقات قراء ومتابعي DW عربية التي ننشرها تباعاً حتى يتسنى للآخرين الاطلاع على وجهات نظركم. يرجى ملاحظة أن المحرر يحتفظ بحق اختصار وتنقيح نصوص الرسائل، كما أن الآراء الواردة فيها تعبر عن رأي أصحابها وليس عن رأي DW عربية.