داعش ينشر شريط "عام على الفتح" في ذكرى سيطرته على الموصل
بغداد - أ ف ب
نشر تنظيم داعش اليوم الخميس (11 يونيو/ حزيران 2015) شريطا مصورا اشبه بالوثائقي بعنوان "عام على الفتح"، احياء لذكرى مرور عام على سيطرته على مدينة الموصل في شمال العراق، في خطوة مهدت الطريق لاعلانه اقامة "الخلافة" في سوريا والعراق والتوسع في دول عدة.
وابرز التنظيم في الشريط الذي تداولته حسابات الكترونية متطرفة، الهجوم الذي سيطر خلاله على ثاني كبرى مدن البلاد ومركز محافظة نينوى، اولى المناطق التي سقطت في وجه هجومه الكاسح في حزيران/يونيو 2014، الذي سيطر خلاله على نحو ثلث مساحة العراق.
وبعد عام على الهجوم، لا يزال التنظيم يسيطر على مدن رئيسية ومساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة، على رغم الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي تقوده واشنطن التي قررت رفع عدد مستشاريها في العراق لتدريب القوات الامنية على استرداد المناطق من الجهاديين.
وتضمن الشريط البالغة مدته 29 دقيقة، مشاهد غير معروضة في اشرطة سابقة، شملت لقطات لعمليات تفجير عبوات ناسفة استهدفت دوريات عسكرية، وقتل عناصر امن عن طريق القنص او اسلحة كاتمة للصوت، سبقت الهجوم الشامل على المدينة الذي بدأ في التاسع من حزيران/يونيو.
ويسمع المتحدث في الشريط يقول "لم يكن في البال ان التقدم سيكون اكبر بكثير مما خطط له".
واشار الى ان الهجوم بدأ "بقطع طرق الامداد عن عناصر الجيش الصفوي في مدينة الموصل"، مضيفا "دخلت اطراف المدينة ثلاثة ارتال من العجلات العسكرية قادمة من منطقة الجزيرة بعدد قليل من جند الدولة الاسلامية (...) مقابل آلاف من جنود الجيش الصفوي".
واوضح انه "وضعت الخطط للسيطرة على احياء في مدينة الموصل في جانبها الايمن لتكون منطلقا للمجاهدين في فتح سائر المدينة"، الا انه "حدث ما لم يكن بالحسبان، فتح الجانب الايمن من مدينة الموصل وخلا الجانب الايسر من جنود الصفوية قبل وصول رجال الدولة الاسلامية".
وفرض التنظيم في العاشر من حزيران/يونيو سيطرته على كامل الموصل، وتابع التقدم ليسيطر على غالبية محافظة نينوى، ومناطق واسعة في كركوك وصلاح الدين والانبار واجزاء من ديالى.
وانهار العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم الجهاديين، وانسحب عناصرها من مواقعهم تاركين اسلحتهم ومعداتهم الثقيلة غنيمة للتنظيم. كما ادى الهجوم الى تهجير ملايين السكان من منازلهم، واثار مخاوف من قدرة الجهاديين على تهديد بغداد ومحافظات جنوب البلاد.
واعلن التنظيم في 29 حزيران/يونيو 2014 اقامة "الخلافة" في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، وتنصيب زعيمه ابو بكر البغدادي "اميرا للمؤمنين". وخلال العام الماضي، تلقى التنظيم بيعات من منظمات جهادية في دول عدة، واعلن اقامة "ولايات" ابرزها في مصر وليبيا.
وتمكنت القوات العراقية، بدعم من ضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، من استعادة السيطرة على بعض المناطق. ونفذ التحالف منذ آب/اغسطس الماضي، ما يقرب من 4500 ضربة جوية.
الا ان التنظيم لا يزال يسيطر على انحاء واسعة من البلاد، وحقق الشهر الماضي ابرز تقدم ميداني له منذ عام بسيطرته على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار في غرب البلاد.
ودفع سقوط الرمادي واشنطن الى اعادة تقييم استراتيجيتها ضد التنظيم، خصوصا دعم القوات العراقية التي دعمتها الولايات المتحدة بتدريب وتسليح بمليارات الدولارات بين العامين 2003 و2011.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء انه اجاز ارسال 450 جندي اضافي، ما سيرفع عدد الجنود الاميركيين المشاركين في عمليات "التدريب والمشورة والمساعدة" في العراق الى اكثر من 3500.
وسينتشر الجنود الجدد في قاعدة التقدم العسكرية في الانبار، الواقعة عند ضفاف نهر الفرات بين مدينتين يسيطر عليهما الجهاديون: الرمادي والفلوجة. وفي حين شددت واشنطن على ان الجنود لن يشاركوا في العمليات القتالية، لم تستبعد تعرضهم لنيران غير مباشرة.
وطرح سقوط الرمادي اسئلة عن سياسة واشنطن ضد الجهاديين، وانتقادات لاوباما الذي اعلن مؤخرا ان بلاده لا تمتلك "استراتيجية كاملة" ضد التنظيم.
ورحب رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر بـ "القرار التكتيكي" الذي اتخذه اوباما بارسال الجنود، لكنه ندد في الوقت نفسه بمحدودية فعاليته.
كما شملت الانتقادات ضعف القوات العراقية وانسحابها من المعارك.
وقالت مجموعة صوفان البحثية "مباشرة بعد سقوط الموصل، تحول التركيز الى اعادة تدريب القوات العراقية لمساعدتها على +خوض القتال بنفسها+، مع تجاهل ان مصادر غير محدودة استثمرت في هذا المجال، الا ان هذه الاستراتيجية فشلت كلما واجهت الاختبار".
ميدانيا، واصل التحالف استهداف الجهاديين تزامنا مع معارك على جبهات عدة.
والخميس، افادت مصادر عسكرية وامنية عراقية ان طيران التحالف استهدف مواقع لتنظيم داعش في الرمادي ومحيطها.
الى ذلك، تقدمت القوات الكردية على حساب التنظيم في مناطق غرب وجنوب كركوك (شمال بغداد)، بدعم من طيران التحالف.
ومن بين الاهداف التي طالتها الغارات مقر لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة، وهي من ابرز التكتيكات الحربية للمتطرفين، بحسب ما افاد مسؤول في قوات البشمركة وكالة فرانس برس.
وجنوب غرب كركوك، اطلقت القوات العراقية وفصائل شيعية موالية لها، عملية لاستكمال "تطهير" مدينة بيجي القريبة من كبرى مصافي النفط.
وشهدت المدينة معارك كر وفر منذ سيطرة التنظيم عليها قبل نحو عام، اذ تمكنت القوات العراقية من استعادتها في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل ان يعاود المتطرفون اقتحامها والسيطرة على اجزاء واسعة منها، اضافة الى اجزاء من مصفاتها النفطية. الا ان القوات الامنية عاودت في الايام الماضية التقدم في المدينة والمصفاة، دون السيطرة عليهما بشكل كامل.
وتعد بيجي مدينة محورية في خريطة المعارك الدائرة في الميدان، اذ تقع على الطريق بين بغداد والموصل. كما ستساعد استعادة بيجي القوات العراقية في التضييق على خطوط امداد المتطرفين بين معاقل لهم في شمال البلاد، ومحافظة الانبار حيث يسيطرون على مناطق واسعة.