رئيس نيجيريا يطالب بتولي بلاده قيادة القوة الاقليمية لمحاربة بوكو حرام
نيجيريا – أ ف ب
دعت نيجيريا اليوم الخميس (11 يونيو / حزيران 2015) الى تولي احد مسئوليها العسكريين قيادة قوة اقليمية جديدة قوامها تسعة الاف عنصر للقضاء على جماعة بوكو حرام الاسلامية وذلك خلال قمة جمعت رؤساء البلدان المجاورة في ابوجا.
وعقد رؤساء دول وحكومات نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين قمة في ابوجا، العاصمة الفدرالية النيجيرية بعد يومين من محادثات تمهيدية جرت بين وزراء الدفاع والقادة العسكريين في هذه البلدان.
لكن رئيس نيجيريا محمد بخاري بدد كل الشكوك حيال رغبة بلاده في تولي قيادة هذه القوة التي ستتولى محاربة بوكو حرام معتبرا ان التناوب على قيادتها كل ستة اشهر قد يضر بهذه الحملة.
واعتبر بخاري ان "فترة ستة اشهر المقترحة" لا تتلاءم مع هدف "الفعالية" لانها "تهدد بالحد من قدرات الجيوش" على هزيمة المتمردين.
واضاف "يجب ان تتولى نيجيريا قيادة القوة طوال استمرار مجهودها الحربي". واوضح ان توحيد القيادة سيحسن "فعالية الاستراتيجية العسكرية، علما ان نيجيريا ستوفر الجزء الاكبر من القوات وان ساحة العمليات الرئيسية على اراضيها".
وتتسلم القوة المشتركة بشكل اكثر تنظيما وبدعم الاتحاد الافريقي، المهام من الائتلاف العسكري الحالي المؤلف من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون، والذي بدا في شباط/فبراير حملة عسكرية ناجحة ضد بوكو حرام.
غير ان تشاد والنيجر اشتكيا من ضعف التنسيق مع الجيش النيجيري ومنعهما من تنفيذ عمليات في العمق ضد بوكو حرام على الاراضي النيجيرية.
وقد تعهد محمد بخاري، الجنرال السابق الذي تسلم مهام منصبه في 29 ايار/مايو، بالتغلب على تمرد بوكو حرام المستمر منذ فترة طويلة، واسفر عن اكثر من 15 الف قتيل منذ ست سنوات. وفور تسلمه مهامه قام بزيارة حليفيه في تشاد والنيجر. ثم زار مجموعة السبع في المانيا في نهاية الاسبوع الماضي، من اجل دعوة قادة البلدان الغنية الى زيادة دعمهم له من اجل قتال الاسلاميين.
وامر ايضا بنقل مركز القيادة العسكرية النيجيرية من ابوجا الى مدينة مايدوغوري الكبيرة في شمال شرق البلاد، معقل التمرد.
وتتناقض حيوية بخاري (72 عاما) مع سنوات التقاعس خلال فترة رئاسة سلفه غودلاك جوناثان.
وقال المحلل السياسي عماد مسدوا من مكتب "افريكا ماترز" في لندن "سيتحرك بأقصى قوة ممكنة" للاستفادة من فترة السماح المتاحة له بعد انتخابه.
وقد تقرر انشاء هذه القوة الجديدة في ايار/مايو 2014، بعد خطف اكثر من 200 تلميذة في شيبوك بنيجيريا، والذي اصاب العالم اجمع بالذهول. وكان يفترض ان تبدأ نشاطها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن الخلافات بين نيجيريا الناطقة باللغة الانجليزية والبلدان المجاورة الناطقة بالفرنسية، اخرت تشكيلها.
وقد طرح موضوع هذه القوة في كانون الثاني/يناير، فيما كانت بوكو حرام تشن هجمات يومية في شمال شرق نيجيريا، وفي المناطق الحدودية للكاميرون والنيجر وتشاد. وبايعت بوكو حرام ايضا في اذار/مارس تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة بين العراق وسوريا.
وادى هذا التصعيد الى تسريع تدخل هذه البلدان في النزاع ابتداء من شباط/فبراير الماضي، وخصوصا الجيش التشادي القوي، على الاراضي النيجيرية، والى تراجع الاسلاميين.
إلا ان بوكو حرام اثبتت ان قدرتها على التحرك ما زالت كبيرة. فمنذ تسلم بخاري منصبه في 29 ايار/مايو، زادت بوكو حرام من هجماتها في شمال شرق البلاد وتسببت بمقتل 109 اشخاص على الاقل.
ويفترض ان تكون القوة المدعومة من الاتحاد الافريقي، اكثر تجانسا من التحالف العسكري الحالي. وستبلغ تكاليف مقر قيادتها 30 مليون دولار في غضون الاشهر الاثني عشر المقبلة، كما قال الاربعاء السنوسي عمران عبدالله رئيس لجنة حوض بحيرة تشاد.
وقال الجنرال بوراتاي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الثلاثاء، "طال امد العنف ونريد ان نقضي عليه نهائيا".
وكان رئيس الاركان العامة في وزارة الدفاع النيجيرية اليكس باديه اشار الاثنين الى "التصميم المشترك على العمل سوية للقضاء على تهديد بات اقليميا وحتى عالميا". واضاف "تتوافر لنا الان الفرصة لنتحدث معا بصوت واحد على رغم خلافاتنا".
ويقول خبراء امنيون ان ديناميكية بخاري تطمئن المجموعة الدولية التي اتعبتها سلبية سلفه.
وقال مالت ليفرشيت محلل الشؤون الافريقية لدى فريسك مابلكروفت ان "التعهد غير المسبوق لمجموعة السبع بدعم نيجيريا -ما زال يتعين الاتفاق على اجراءاته- يؤكد ان القادة الدوليين يثقون كثيرا ببخاري".
وخلص الى القول ان "تقديم مزيد من الدعم الدولي سيكون اساسيا للمجهود الطويل الامد الضروري للقضاء على التمرد الاسلامي".