العدد 4653 بتاريخ 03-06-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


اللاجئون اليمنيون في الصومال... كـ "المستجير من الرمضاء بالنار"

مقديشو – د ب أ

دفع الصراع الدائر على الساحة اليمنية بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء في الأشهر القليلة الماضية عددا كبيرا من اليمنيين إلى البحث عن ملاذ آمن في الخارج، ولكن الأمر الذي ربما لم يكن احد من المراقبين يتوقعه هو لجوء عدد من اليمنيين إلى الصومال، كما لو أنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار.

ما أشبه الليلة بالبارحة، قبل اندلاع الصراع الدامي في اليمن، كانت هذه الدولة العربية الفقيرة تعانى من تدفق اللاجئين الصوماليين، الفارين من أعمال العنف وضيق العيش،على شواطئها بما يفوق قدراتها المحدودة على استيعابهم، واليوم تسير طوابير المهاجرين في الاتجاه المعاكس.. هؤلاء هم اللاجئون اليمنيون يتدفقون على شواطئ الصومال الدولة العربية الأكثر فقرا.. ولكن إلى أين يتجهون؟

يتوجه معظم اللاجئين القادمين من اليمن إلى منطقتي أرض الصومال وبونتلاند اللتين تتمتعان بحكم ذاتي في شمال البلد العربي الأفريقي.

وتقدر السلطات هناك بأن عدد اللاجئين يبلغ بنحو 11 ألفا إجمالا. والغالبية العظمى من اللاجئين من الصوماليين العائدين لبلادهم لكن بينهم نحو 400 يمني.

وذكر أحد قادة الجالية اليمنية عويس كراب أن أكثر من 40 أسرة يمنية وصلت إلى منطقة شيبيس في العاصمة مقديشو في آيار/ مايو.

ويرهق تدفق اللاجئين اليمنيين الصومال الذي دمرت حرب استمرت عقدين بين أمراء الحرب خدماته الاجتماعية والصحية ومازال اقتصاده يعتمد إلى حد كبير على المساعدات.

ورغم وجود حكومة مركزية في الصومال حاليا وتحقيقها قدرا من الاستقرار السياسي لكنها مازالت تواجه تمردا من جماعة الشباب الإسلامية المتشددة التي تقاتل الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي في الجنوب وتشن تفجيرات انتحارية في العاصمة مقديشيو.

ويسير تدفق اللاجئين الحالي عكس التدفق السابق حين كان الصوماليون يفرون إلى اليمن التي يوجد بها نحو 250 ألف لاجئ من الصومال ودول أخرى في منطقة القرن الأفريقي بحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأودى الصراع في اليمن الذي يدور في الأساس بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والحوثيين بحياة نحو ألفي شخص وأدى إلى إصابة ثمانية آلاف آخرين في غضون عشرة أسابيع بحسب الأمم المتحدة.

وتسبب الصراع في نزوح نحو نصف مليون شخص، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية. واستقبلت جيبوتي المجاورة ألاف اللاجئين أيضا.

وقال وزير الداخلية الصومال عبد الرحمن محمد حسين في التلفزيون "بالنسبة لليمنيين... نحن أشقاء والصومال هي وطنكم الثاني".

وقال عمدة مقديشيو حسان محمد حسين لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) "لنا تاريخ طويل مع اخواننا واخواتنا اليمنيين. لقد سمحوا للاجئين الصوماليين بدخول بلادهم".

وقالوا إن العاصمة تعتزم إعطاء اللاجئين اليمنيين أرضا للاستقرار عليها.

لكن الترحيب الرسمي لا يلقى صدى في أرض الصومال وبونت لاند وهما المنطقتان اللتان اختارهما كثير من اللاجئين بسبب شيوع قدر نسبي من السلم فيهما مقارنة مع باقي أنحاء الصومال.

وقال وزير الداخلية علي محمد وارانادي في أرض الصومال "لا نستطيع إيواء المزيد من اللاجئين".

وتتوقع الحكومة الصومالية أن يبدأ وصول مساعدات دولية قريبا لإيواء اللاجئين اليمنيين.

وتسود مخاوف أن يندس متطرفون متشددون وسط اللاجئين اليمنيين ينتمون إلى تنظيم (داعش) أو القاعدة ، وربما يقوض ذلك جهود الحكومة في مواجهة جماعة الشباب.

وقال مسئول أمني يدعى عبد القدير أحمد "اللاجئون قد يزعزعون الأمن".

وأضاف "يتعين علينا أن نتابع ونحد من تحركات اللاجئين اليمنيين. ورغم إننا بحاجة إلى توفير الحماية لهم، إلا انه يتعين علينا أن نعتني بالمصالح الأمنية لمواطنينا".



أضف تعليق