السعودية: تهديد «مشرف» لطالبات من «جامعة نورة» بسبب «كشف الوجه» يثير جدلاً
الوسط – المحرر الدولي
في حين لم تعلّق جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض بشكل رسمي على حادثة «طرد طالبات من إحدى حافلات النقل التابعة للجامعة على يد أحد المشرفين، بسبب كشف إحدى الطالبات وجهها، بيد أنها اكتفت بنشر تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» شددت من خلالها على ضرورة التزام الطالبات بقانون الجامعة، ونظامها ولوائحها الأساسية، وذلك وفق ما نقل موقع "الحياة" اليوم الأربعاء (3 يونيو / حزيران 2015).
وجاءت تغريدة «جامعة نورة» على إثر تسجيل مصور على موقع «يوتيوب» يظهر عدداً من الطالبات داخل إحدى حافلات النقل المتوقفة في مواقف جامعة الأميرة نورة في مشادة كلامية مع أحد المشرفين على الحافلة، بسبب كشف إحدى الطالبات وجهها، وهو ما دعا المشرف لإيقاف الحافلة، والتوعد بطرد الطالبات، والتشديد على السائق بعدم إيصالهن لمنازلهن بعدما أصرّ على خروج الطالبة التي كشفت وجهها.
وبيّن المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع قيام أحد المشرفين برفع صوته على عدد من الطالبات لكشف إحداهن وجهها، مهدداً بإخراجهن من الحافلة ما لم يخبرن عن الطالبة التي كشفت وجهها، ومطالبته السائق بأن يغلق جهاز التكييف كوسيلة ضغط على الطالبات للإفشاء عن زميلتهن، علماً بأن وقت الظهيرة في مدينة الرياض تصل فيه درجة الحراة إلى 47 درجة مئوية.
ولم تقبل إحدى الطالبات التهديد لتدخل في جدال حاد حاولت فيه استخدام الحجة لإقناع المسؤول بأنها تكشف وجهها في بيتها، وأن ذلك محل خلاف فقهي، وردّت على التهديد بتهديد مباشر وذلك بإيصال الأمر لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل.
ومن المفارقات الطريفة تصحيح الطالبة لمعلومة خاطئة لدى المشرف بأن الوزارة المعنية وزارة التعليم وليست التعليم العالي كما ذكر.
وأصرّ المشرف بصوت مرتفع على موقفه بطرد الطالبات من الحافلة وفقاً لتعليمات الجامعة بحسب وصفه.
وأوضحت إحدى الطالبات (تحتفظ «الحياة» باسمها) عبر تغريدة نشرتها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنها مع ثلاث من زميلاتها اعتدن على كشف وجوههن داخل حافلة النقل، نظراً لكون الحافلة «مظللة»، إضافة إلى جلوسهنّ في المقاعد الخلفية، غير أن المشرف رأى إحداهن فأصرّ على نزولها.
وأشارت الطالبة التي قامت بتصوير الحادثة إلى أن المشرف أصرّ على موقفه وأمر السائق بإطفاء حافلة النقل وإغلاقها، ما اضطر الطالبات للنزول منها وعبور الطريق، وصولاً إلى المحطة المقابلة.
وقالت إن الطالبات الثلاث اللاتي كنّ معها غادرن مع إحدى صديقاتهن، وبقيت هي إلى أن ركبت حافلة أخرى تذهب قريباً من حيّها بعد أن حذّر المشرف السائق من مخالفة خط سيره وإيصالها إلى منزلها، مشيرة إلى أنها نزلت بأقرب مكان لمنزلها، وانتظرت أمها حتى جاءت إليها بسيارة أجرة وعادتا سوياً إلى المنزل.
يذكر أن اللائحة التأديبية المنشورة في حساب الجامعة في «تويتر» نصّت في مادتها الرابعة أن الجهة المختصة بتطبيق أحكام اللائحة هي عمادة شؤون الطالبات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في الجامعة، فيما نصّت المادة السابعة على أن موظفات الأمن والحراسات مسؤولات عن ضبط المخالفات المرتكبة، وإحالتها إلى اللجنة الدائمة للتأديب (عميدة شؤون الطالبات)، ومن ثم إعداد المحضر والتوصية بالعقوبة المناسبة والرفع بها لوكيلة الجامعة للدعم الأكاديمي والخدمات الطلابية لاعتمادها. أما الأمثلة الواردة في المادة العاشرة للسلوك المخالف فمنها عدم الالتزام بالذوق العام في الزي والملبس وأعراف المجتمع السعودي، ولم يرد ضمنها مخالفة كشف الوجه.