الأسير الملقب بـ«أمير الظل» المحكوم 67 مؤبدًا طلب من «القسام» عدم التسرع في صفقة تبادل
الوسط – المحرر الدولي
لم تكن فحوى الحديث الذي أجراه الأسير عبد الله البرغوثي، صاحب أطول حكم في تاريخ إسرائيل (67 مؤبدا) مع إذاعة حكومية رسمية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، هي الأمر المهم بالنسبة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، ولكن كيف تمكن الرجل الملقب «أمير الظل» من إجراء تلك المكالمة وهو يخضع لمراقبة شديدة وقاسية، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين (1 يونيو / حزيران 2015).
وفورا طلبت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية من «الشاباك» (الأمن العام) المساعدة في إجراء تحقيق حول الأمر، للحصول على أداة الجريمة (الهاتف)، والأهم من ذلك كله محاولة فحص ما هي طبيعة المكالمات الأخرى التي أجراها الرجل المتهم بتنفيذ عمليات أدت إلى قتل 67 إسرائيليا على مدار سنوات، وما إذا كانت المكالمة نفسها تحمل أي رسائل محتملة.
وتمنع إدارة السجون الإسرائيلية حصول الأسرى الفلسطينيين على أي وسائل اتصال، لأسباب لها علاقة بالعقاب من جهة، وبالأمن من جهة ثانية، إذ نجح كثير من الأسرى في توجيه عمليات من داخل السجن نفسه، ولم تكتشف إسرائيل ذلك إلا عبر التحقيق مع معتقلين جدد.
ويجري هذا الإجراء على جميع السجون الإسرائيلية، لكنه يصبح مسألة أمنية حساسة في بعض السجون التي يقبع فيها أسرى محكومون بمؤبدات، مثل سجن رامون الذي اقتحمته قوات خاصة أمس بحثا عن هاتف البرغوثي.
وكانت إدارة مصلحة السجون وإدارة سجن رامون في النقب توعدتا البرغوثي بإيقاع أقصى العقوبات بحقه، وذلك بعد المكالمة التي أجراها مع محطة الرأي في غزة.
وقالت مصلحة السجون التي انتابها غضب شديد إنه لا يحق للبرغوثي إجراء اتصالات هاتفية، مرجحة أن يكون الاتصال قد جرى بواسطة جهاز هاتف جوال تم تهريبه إلى زنزانته. وأضافت: «إن إجراءات انضباطية ستتخذ بحق هذا السجين».
واقتحمت قوة من شرطة السجون الإسرائيلية غرفة البرغوثي أمس، بحثا عن الهاتف، ثم نقلته إلى العزل الانفرادي، ورد البرغوثي بإعلان الإضراب عن الطعام.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن الأسير عبد الله البرغوثي أعلن الأحد عن البدء بإضراب مفتوح عن الطعام، بعد نقله إلى زنازين العزل في سجن «رامون».
وأكد مكتب إعلام الأسرى أن إدارة سجن «رامون» أخرجت الأسير البرغوثي إلى زنازين الحبس الانفرادي للسجن كإجراء عقابي.
وكان البرغوثي قد دعا قيادة «القسام» إلى عدم التسرع في إتمام صفقة تبادل أسرى مقبلة. وقال البرغوثي: «أوجه رسالة لحركة حماس وجناحها العسكري بعدم التسرع، فنحن صابرون صامدون كما عهدتمونا». وأضاف: «لن نبدّل ولن نغير وسنبقى ثابتين، حتى لو جرى إطلاق سراحنا اليوم أو بعد ألف عام». وطالب البرغوثي «القسام» بألا «تأخذهم الرأفة في التعامل مع العدو الإسرائيلي».
وردت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، على البرغوثي بتأكيدها على «أن حرية الأسرى واجب والتزام». وخاطب أبو عبيدة المتحدث الرسمي باسم «القسام»، الأسرى الفلسطينيين، في تغريدة له عبر صفحته بـ«تويتر»، قائلا: «حريّتكم واجب والتزام، وسجّانكم إلى زوال».
والبرغوثي البالغ من العمر 43 عامًا يقضي حكما بالسجن المؤبد 67 مرة، بعد اتهامه بقتل 67 إسرائيليًا في سلسلة عمليات. واعتقلت إسرائيل البرغوثي في عام 2003، واتهمته بالانتماء إلى كتائب القسام، والمسؤولية عن كثير من العمليات في الضفة الغربية. وبقي البرغوثي في العزل الانفرادي حتى 2012، بعد رفض إسرائيل الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى مع حماس.
ووضعت حماس اسم البرغوثي على رأس قائمة المطلوبين إلى جانب آخرين مثل عباس السيد، وكلهم مسؤولون من «القسام» في الضفة الغربية، لكن إسرائيل رفضت إتمام الصفقة.