السعودية تشدّد إجراءات الأمن ولا تستبعد محاولات اعتداء
الوسط - المحرر السياسي
تواصل السلطات الأمنية السعودية تحقيقات مكثفة لاستجلاء غموض التفجير الإرهابي الذي استهدف أول من أمس مسجداً في مدينة الدمام -حاضرة المنطقة الشرقية- عند صلاة الجمعة، وأدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة عدد مماثل. ولم يتمكن أهالي الشهداء من تسلُّم جثامينهم، لأسباب تتعلق بالتحقُّق من معرفة الأشلاء التي تناثرت في التفجير الإرهابي الذي حصل أثناء خطبة الجمعة.
واعتبر مراقبون أن جريمة الدمام، التي أعقبت جريمة مماثلة في مسجد بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف (شرق السعودية) الأسبوع الماضي، أكدت عزم السعوديين من المذاهب الدينية كافة، على تمتين أواصر وحدتهم الوطنية، وتأكيد لُحْمة المواطَنة التي تجمعهم، وتحدّي الإرهاب الذي لجأ إلى تصعيد تهديده في وقت عصيب تمر به المنطقة.
ولم يستبعد باحث في الشؤون الأمنية تحدثت إليه صحيفة «الحياة» أمس، مزيداً من محاولات الاعتداء من جانب تنظيم «داعش» الذي بدا واضحاً أنه قرر نقل تجربته في إثارة الفتنة الطائفية من العراق إلى السعودية.
وعلمت «الحياة» أنه تأجّل تسليم جثامين الشهداء الذين سقطوا في محاولة تفجير جامع الإمام الحسين بحيّ العنود في الدمام، لعدم استكمال التحقُّق من الأشلاء المتناثرة، خصوصاً التفريق بين جثة أحد الشهداء وأشلاء الإرهابي منفذ الهجوم، ما يستلزم إجراء تحليل للحمض النووي الريبي. وبدأت لجنة مختصة استعداداتها لإقامة العزاء في منطقة قرب مكان التفجير، وحددت منزل إمام الجامع السيد علي الناصر مكاناً موقتاً لاستقبال المعزين، قبل إقامة العزاء رسمياً بعد مواراة جثامين الشهداء.
وقال رئيس اللجنة جاسم المشرف إن «الأهالي لم يتسلّموا الجثث، بسبب وجود أشلاء لم تُحدَّد هويتها حتى الآن»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية «تبذل جهوداً لتحديد هوية هذه الأشلاء التي لا يتعدى حجم بعضها 10 سنتيمترات».
وكثفت مجمعات تجارية في مدينة الخُبر رقابتها على مرتاديها، وأبلغتهم بضرورة توخي الحذر في حال سماع أصوات. وتأتي هذه التحذيرات بعد نشر حسابات معروفة بتعاطفها مع تنظيم «داعش» مساء أول من أمس، تغريدات تشير إلى استهداف محتمل في الخُبر. وجاء في إحداها: «من الأحساء إلى القطيف إلى الدمام، حان وقتك يا خُبَر».
وتداول متابعو مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات تهديد، مفادها أن «الجبيل والخُبر ضمن أهداف داعش». وأبلغت السفارة الأميركية رعاياها ضرورة «عدم الخروج في أيام العطل». وقال أميركيون لـ «الحياة»: «يوم الجمعة الماضي لم نخرج للتسوق، وفضّلنا المكوث في المجمّعات السكنيّة، تطبيقاً لتعليمات رسمية تلقيناها».
وأكد مصدر أمني لـ «الحياة» تأمين الحماية للأماكن التي تتطلب ذلك، والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، لإصدار تعليمات وتحديد آليات لحماية بيوت الله خلال رمضان تحديداً، ومنها منع النساء من الصلاة في المساجد وإغلاق المصليات النسائية.
واعتبر متخصّص في شؤون الإرهاب استهداف الجوامع، خصوصاً الشيعية منها، «جزءاً من استراتيجية داعش»، لافتاً إلى أن التنظيم يلعب على البعد الطائفي من خلال العمليات التي نفذها في العراق، ويسعى إلى نقلها إلى السعودية، من خلال استهداف المساجد.