الأمم المتحدة: أوكرانيا تواجه مخاطر إنسانية في غياب السلام
جنيف – رويترز
قال ممثل الأمم المتحدة في أوكرانيا في مقابلة إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشوبه أوجه قصور في البلاد ترك أصحاب المعاشات والرضع والنساء في أزمة إنسانية قد تتحسن أو تتدهور بسرعة.
وقال نيل ووكر وهو منسق تابع للأمم المتحدة في أوكرانيا إن الاتفاق الذي أبرم يوم 12 فبراير شباط في مينسك عاصمة روسيا البيضاء "ليس فعالا" في ظل مئات من حوادث القصف يوميا.
وقال ووكر لرويترز في مقابلة أمس الجمعة "بشكل واضح لديك مخاطر انسانية كبرى إذا تصاعد الصراع.. نحن مستعدون إذا حدث ذلك. أفضل أن أبدي بعض التفاؤل العملي بأن عملية مينسك ستؤتي ثمارا. لكن إذا لم يحدث ذلك فقد اتخذنا تدابير للطواريء."
وتسبب العنف في مقتل سبعة آلاف شخص بينهم 2500 مدني خلال العام المنصرم بالإضافة إلى إصابة 16 ألفا. كما خلف خمسة ملايين شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية وأجبر 1.3 مليون شخص على النزوح عن ديارهم وحول 800 ألف شخص إلى لاجئين.
وقال وزير الدفاع الأوكراني يوم الخميس إن روسيا أرسلت قوات إلى شرق أوكرانيا وإن هناك مخاطر بأن يستأنف القتال في الشهور المقبلة.
وتلقت الأمم المتحدة 28 في المئة فقط من 316 مليون دولار تحتاجها للمساعدات الإنسانية هذا العام. وسيساعدها التمويل الكامل على الوصول بشكل أفضل إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة حيث يعيش بالفعل قرابة مليوني شخص من المتعذر الوصول إليهم.
وقال ووكر "هذا بلد على النقيض من البلدان التي تعاني من الأزمات يمكن فيه بالفعل أن ينهض الناس ويواصلوا حياتهم. الوضع الإنساني يمكن التعامل معه بسرعة إذا كان هناك سلام مستدام. لكن في اللحظة الحالية نحتاج لتلك المساعدة الإنسانية."
وذكر أن واحدا من كل تسعة أوكرانيين تأثروا بشكل مباشر بسبب الأزمة أي أكثر من الذين تأثروا من كارثة تشيرنوبل النووية عام 1986 وأن معظمهم لا يريدون أن يكونوا طرفا في الخلاف بين الانفصاليين والحكومة في كييف.
وقال "هذا بلد يقع في منتصف أوروبا. بصراحة هذا بلد واجه على مدى العام المنصرم معارك بالدبابات تعيد إلى الأذهان الحرب العالمية الثانية."
وأضاف أن 60 في المئة من الذين فروا من ديارهم هم من المتقاعدين المعاشات وأن الكثير منهم في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة يعيشون في حال يرثي لها.
وقال "لا يمكنهم الوصول للأموال. لا يوجد نظام بنكي. لا يتلقون معاشات التقاعد."
وذكر أن هناك أدلة على ارتفاع حالات الاستغلال الجنسي والعنف ضد النساء بالإضافة إلى تغير مثير للقلق في نمط انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب (ايدز) في منطقة تشهد واحدا من أعلى معدلات انتشار الايدز في العالم.