مقتل عنصر من بعثة الأمم المتحدة في مالي
باماكو – أ ف ب
قتل عنصر من كتيبة بنغلادش في بعثة الامم المتحدة في مالي واصيب آخر بجروح خطيرة في باماكو، في حين تسعى البعثة الى اعادة العمل بوقف اطلاق النار الذي يتم خرقه منذ شهر في شمال البلاد.
وكان الغموض يلف اليوم الثلثاء (26 مايو / أيار 2015) اسباب مقتل الجندي في حين ان التوتر ساد بين قوة الامم المتحدة والمعسكر الحكومي الذي يتهمها بالتساهل مع التمرد في شمال البلاد.
وتبدأ هذا الاسبوع في الجزائر "سلسلة مشاورات" لحمل التمرد على توقيع اتفاق.
وذكرت بعثة الامم المتحدة في بيان وقوع "حادث تعرضت له سيارة تابعة للبعثة" الاثنين عند قرابة الساعة 19,30 بالتوقيتين المحلي وغرينيتش "في محيط مطار باماكو" مؤكدة معلومات من مصادر امنية.
وجاء في البيان "اصيب جندي في قوة الامم المتحدة وتوفي اخر متأثرا بجروحه" مضيفا ان التحقيق "سيسمح بتحديد ملابسات الحادث".
وافاد مصدر امني مالي لوكالة فرانس برس "فتحنا تحقيقا لمعرفة ما جرى تحديدا لاننا لم نعثر على آثار رصاص بل فقط آثار دماء على السيارة".
وكان الجنديان ينتميان الى كتيبة بنغلادش، اهم كتيبة في قوة الامم المتحدة مع اكثر من 1700 عسكري وشرطي من اصل 10 الاف، ويسيران في سيارة رباعية الدفع.
وصباح الثلاثاء تظاهر الاف الماليين في باماكو لدعم اتفاق السلام الذي وقعه المعسكر الحكومي والوساطة الدولية وليس المجموعات المتمردة الرئيسية.
وردد المتظاهرون "نعم للسلام! لا للحرب!" و"حرروا شمال مالي!". وصرح الاستاذ الجامعي كيسيما تراوري لوكالة فرانس برس انه اتى لدعم حكومته "وخصوصا الرئيس ابراهيم بوبكر كيتا الذي كان صريحا جدا في انتقاده للامم المتحدة".
ولدى انتهاء حفل توقيع الاتفاق في باماكو في 15 ايار/مايو توجه كيتا الى قائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو داعيا الامم المتحدة الى "اظهار انصاف وعدالة" حيال مالي.
وفي اليوم التالي احتج لادسو على عدم الامتنان ل"تضحيات" بعثة الامم المتحدة في مالي التي فقدت 35 من عناصرها في هجمات، اي المهمة "الاعلى كلفة لجهة الخسائر البشرية" منذ الصومال في تسعينات القرن الماضي.
وغالبا ما تتعرض هذه البعثة لهجمات في شمال البلاد. ومع ان الهجمات ضدها نادرة في العاصمة الا ان اطلاق النار ياتي بعد خمسة ايام على قيام مسلح بفتح النار على مقر اقامة عناصر من البعثة في حي فاسو كانو بالعاصمة.
وكان المسلح الذي لم تعرف هويته قام فجر 20 ايار/مايو باضرام النار في الية للبعثة كانت متوقفة امام مقر اقامة عدد من العاملين العسكريين فيها وبالقاء قنبلتين يدويتين لم تنفجرا.
واسفر الهجوم عن اصابة حارس تابع للامم المتحدة بجروح وعن اضرار مادية.
وكان الهدف من الهجوم حمل عناصر البعثة على الخروج لمهاجمتهم باسلحة رشاشة وقنابل يدوية، بحسب محقق مالي.
وكانت بعثة الامم المتحدة في مالي ذكرت بشروط مهمتها ونفت نفيا قاطعا بانها "اعطت مهلة" للمجموعات المسلحة الموالية للحكومة لمغادرة ميناكا (شمال شرق) قرب الحدود النيجرية.
وكان استيلاء هذه المجموعات على مواقع للتمرد في ميناكا في 27 نيسان/ابريل الشرارة التي ادت الى اندلاع مواجهات بين متمردين من جهة وقوات الجيش والقوات الموالية لباماكو من جهة ثانية.
والثلاثاء اعلن برنامج الاغذية العالمي انه جراء المعارك "ارغم 31 الف شخص على الفرار معظمهم من تمبكتو" (شمال غرب) معلنا اطلاق منذ السبت عملية توزيع اغذية على 29 الف نازح.
وقال البرنامج في بيان "عبر اكثر من 500 شخص الحدود مع النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو في الايام الماضية".
وكان شمال مالي سقط في اذار/مارس ونيسان/ابريل 2012 بايدي مجموعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة بعد هزيمة الجيش امام المتمردين.
ورغم طرد قسم كبير من الجهاديين من هذه المنطقة في عملية سرفال الفرنسية في كانون الثاني/يناير 2013 لا تزال مناطق شاسعة من البلاد تفلت من سيطرة السلطات.