محاضرة بـ"عيسى الثقافي": الفكر الاستراتيجي هو اختزال عبقرية الإنسان بتحويل المفترضات إلى واقع
الجفير- مركز عيسى الثقافي
بحضور نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة وسفير الجمهورية التونسية لدى البحرين محمد بن يوسف، أقام مركز عيسى الثقافي محاضرة بعنوان "الفكر الاستراتيجي والنمو" لأستاذ الإعلام المشارك بجامعة البحرين رضا المثناني، حيث طرح فيها مفاهيم مهمة في إطار الفكر والتفكير الاستراتيجي، كالتخطيط والوعي والفراغ الاستراتيجي، بالإضافة إلى مفاهيم النمو والتنمية والمعرفة والقوة والتفوق المعلوماتي والنظام العالمي الجديد، وكيفية بناء الاستراتيجيات في الدول الصاعدة وعلاقتها بمؤشرات التنمية المستدامة.
واستعرض المثناني المنطلقات التاريخية والنظرية والفكرية لمفهوم الاستراتيجية والمفاهيم المرتبطة بها، وكيفية تطوره، والتي تتمحور حول تقنين علاقة الفرد بالمحيط، لتكون بذلك مكتسحة لكل مجالات الحياة والمجتمعات، على اعتبار أن الفكر الاستراتيجي يجمع بين التحليل العقلاني واستشراف المستقبل وتوظيف القدرات لتحقيق الأهداف المنشودة، ليكون بذلك اختزالا لعبقرية الإنسان في تحويل المفترضات إلى واقع ملموس، مستدلاً في طرحه على مؤشرات مهمة في قياس النمو والتنمية والتطور والذي يدلل على منهجية وعقلانية مختلف الدول في تبني الفكر الاستراتيجي في مختلف المجالات.
وأكد المثناني أن الاستراتيجية وإن ذاع صيتها في الوقت الحاضر، ليست وليدة اليوم، فقد عرفها قديما الصينيون واليونانيون والرومان والفينيقيون والقرطاجيون والعرب المسلمون وأمم كثيرة أخرى، وطوروا مناهجها واستعمالاتها، مشيراً إلى أنه وفي العقود الأخيرة دُعي الأكاديميون، ومنهم ميكائل بورتر، لإثراء مناهج الاستراتيجية ومضامينها المعرفية والنظرية والتطبيقية، وذلك تحديدا عندما تعثر الاقتصاد العالمي عموما والأمريكي خصوصا، في السبعينات من القرن العشرين، مما جعل هذا الفكر مرتبطا بتنمية قدرات الدول والمنظمات والمؤسسات على التأقلم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية السائدة، وفهم مكوناتها وإمكانياتها لتحقيق أهداف تنموية محددة في فترة زمنية معينة، لتأتي أطروحات هنري مينزبرغ في 1994 وغيره، الذي شدد على أهمية أن يكون للمنشأة رؤية وهويّة وأهداف كبرى وقدرة على المنافسة وتطويع البيئة الخارجية ومسايرة التطورات التقنية المتواصلة.
وتأتي هذه المحاضرة تأتي في سياق مذكرة التفاهم التي أبرمت بين المركز وجامعة البحرين في 13 أبريل الماضي، للتعاون في المجال العلمي والفكري، وتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي من خلال إقامة المحاضرات والندوات وتبادل الخبرات في جميع المجالات.