«داعش» يسعى لكسب ود سكان الرمادي بإطلاق سجناء ووعود الرعاية الطبية
الوسط - المحرر السياسي
أحكم تنظيم «داعش» قبضته على الرمادي منذ سيطرته عليها الجمعة الماضي، إذ رفع راياته السوداء فوق المباني المهمة وأطلق سجناء في مسعى لكسب دعم السكان، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأربعاء (20 مايو/ أيار 2015).
وقال شهود في المدينة لوكالة «رويترز» إن المسلحين أقاموا مواقع دفاعية وزرعوا الألغام الأرضية وأطلقوا سجناء في مسعى لكسب ود السكان قالوا إنهم سيشكلون محاكم تستند إلى الشريعة.
وقال سعيد حماد الدليمي، (37 سنة)، وهو مدرس ما زال موجودا في المدينة «استخدم (داعش) مكبرات الصوت لحث من لديهم أقارب في السجن على التجمع في المسجد الرئيسي بوسط المدينة لتسلمهم. رأيت رجالا يهرعون إلى المسجد لتسلم ذويهم السجناء»
بدوره، قال سامي عبيد، (37 سنة)، وهو صاحب مطعم في الرمادي إن تنظيم داعش وجد 30 امرأة و71 رجلا في مركز الاحتجاز. وكانت النيران أطلقت على أقدامهم لمنعهم من الفرار مع هروب محتجزيهم.
وأفاد شهود أن راية «داعش» السوداء رفرف الآن فوق المسجد الرئيسي بالرمادي والمكاتب الحكومية وغيرها من المباني البارزة في المدينة.
من جهته، قال جاسم محمد، (49 سنة)، الذي يملك محلا لبيع الملابس النسائية إن عضوا في التنظيم المتشدد أبلغه أنه ينبغي عليه من الآن فصاعدا «بيع الأزياء الإسلامية فحسب». وأضاف: «اضطررت إلى إزالة تماثيل عرض الأزياء واستبدالها بوسائل أخرى لعرض الملابس. أخبرني بأنني يجب ألا أبيع الملابس الداخلية لأنه أمر محرم». وحسب الشهود، وعد التنظيم المتشدد أيضا بتوفير الغذاء والدواء والأطباء قريبا.
وشاهد الدليمي مقاتلين من التنظيم يستخدمون روافع لإزالة جدران خرسانية من الشوارع وجرافات لإزالة حواجز رملية أقامتها قوات الأمن قبل فرارها. وقال: «أعتقد أنهم يحاولون كسب تعاطف الناس في الرمادي ومنحهم لحظات من السلام والحرية. لكننا متأكدون أن هذا الوضع مؤقت ولن يستمر طويلا لأن الأسوأ لم يأت بعد وسينتهي بنا الأمر محاصرين وسط تبادل إطلاق النار عندما تبدأ الحكومة وقوات الحشد الشعبي هجومها لاستعادة الرمادي».
من ناحية ثانية، أفادت مصادر بتزايد وتيرة الإعدامات التي ينفذها مسلحو التنظيم ضد أهالي المدينة وخصوصا منتسبي القوات الأمنية. وفي هذا السياق، قال دلف الكبيسي، قائمّقام قضاء الرمادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مجرمي تنظيم داعش اقترفوا جريمة، بل مجزرة في اليوم الأول من دخولهم لمدينة الرمادي بإعدام أكثر من 150 منتسبا لجهاز الشرطة وقعوا أسرى بيده وتوالت بعد ذلك سلسلة الجرائم».
وأضاف الكبيسي: «الأنباء تصلنا بشكل يومي من داخل المدينة بأن مسلحي التنظيم يفتشون بين الأهالي المحاصرين عن مطلوبين لديهم في مناطق الثيّلة والجمعية والحوز والعزيزية وسط المدينة ويقومون بإعدام كل من ينتسب لجهاز الشرطة أو لقوات الجيش أو المتطوعين في صفوف العشائر والصحوات». وتابع: «كذلك قام مسلحو التنظيم بإخراج العشرات من الإرهابيين الذين كانوا في السجون بعد اجتياح مدينة الرمادي».
وأشار الكبيسي إلى «وجود أكثر من 250 عائلة محاصرة داخل مدينة الرمادي لم تتمكن من الخروج بعد أن أصبحت مناطقهم تحت سيطرة المسلحين متخذين منهم دروعًا بشرية في حالة هجوم القوات الأمنية على مواقعهم.