رفع ميزانية دعم البحوث بجامعة الخليج العربي إلى 7% وسط تزايد الاهتمام بدراسة قضايا المجتمع الخليجي
المنامة ـ جامعة الخليج العربي
أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد بن عبد الرحمن العوهلي تزايد عدد الابحاث العلمية التي تنتجها جامعة الخليج العربي وتنشرها المجلات العلمية المحكمة، وتزايد الاوراق التي تطرح في المؤتمرات العالمية مما يدعو للفخر بسبب خصوصية هذه الابحاث ذات الطابع الابتكاري والابداعي، مؤكدا أن الميزانية المرصودة للبحث العلمي تشهد تزايد سنوي بهدف خدمة القضايا الصحية والطبية الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي، إذ ارتفعت ميزانية البحث هذا العام إلى 7% من اجمالي ميزانية الجامعة، فيما كانت في العام 2013 لا تتجاوز 5%.
واوضح العوهلي خلال افتتاح أعمال يوم البحث العلمي الذي نظمته لجنة البحث العملي والاخلاقيات برأسة الاستاذ الدكتور ضياء رزق، أن البحث العلمي هو جزء لا يتجزأ من عمل مؤسسات التعليم العالي، ولا يقل اهمية عن التعليم وخدم المجتمع، لافتا إلى ان البحث هو جزء من اهداف الجامعة الاستراتيجية، ومتطلب مهم، ياتي في الترتيب العاشر في قائمة الاعتماد المؤسسي الاكاديمي.
وقال: "أن الاهتمام بالبحث العلمي كان أهم أسباب استحقاق الجامعة مراتب متقدمة على المستويين الإقليمي والعربي في تصنيف (QS) العالمي، وسببا في نيل الجامعة الاعتماد المؤسسي من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في المملكة العربية السعودية".
وأشار إلى أن الجامعة تسعى إلى عقد المزيد من الشركات الدولية مع الجامعات العالمية والمؤسسات الطبية لدراسة الأمراض الوراثية والأمراض السائدة في دول الخليج العربي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تحقيق الجامعة المرتبة الأولى كأفضل جامعة على مستوى الجامعات في مملكة البحرين، والسابعة على مستوى جامعات دول مجلس التعاون الخليجي، والتاسعة على مستوى الجامعات في العالم العربي، في تصنيف (QS) العالمي ما هو إلا شاهد ومؤشر على مدى اهتمامها بالتصدي للمشاكل والقضايا المتعلقة بالأمراض الوراثية والأمراض المعدية أو السائدة في دول المنطقة، وتركيزها على طرح البرامج والتخصصات الجديدة والنادرة التي تحتاجها دول المجلس، وسعيها الدائم للتصدي للقضايا التنموية كالحد من الأمراض العابرة للقارات والأمراض النادرة، من خلال دراسة تلك الأمراض والبحث لها عن حلول طبية وعلاجية حديثة من شأنها الحد من انتشارها، إلى جانب اهتمامها بمشاريع الربط الخليجية في مجال الطاقة والغذاء والمياه والسكك الحديدية.
وقال العوهلي ان الجامعة تسير وفق أهداف استراتجية محددة تضع نصب أعينها استقطاب الطلبة الخليجيين المتميزين لدراسة العلوم الطبية والتخصصات التربوية والتقنية النادرة، إلى جانب استقطاب الاكاديمين الخليجين تحت سقف واحد، تعزيزا وترسيخا للمواطنة الخليجية.
ويأتي ذلك في إطار تحديث التخصصات العلمية والتركيز على الارتقاء ببرامج الدراسات العليا التي تمنح درجة الماجستير والدكتوراه، سعيا إلى توظيف البحث العلمي في خدمة قضايا المجتمع الخليجي، وتقديم الرؤى وطرح البدائل والخيارات، بما يدعم عمليات صنع القرارات ورسم السياسات المستقبلية.
ومن جانبه، أوضح نائب رئيس الجامعة خالد سعيد طباره أن البحث هو عملية مستمرة ومنتظمة لدراسة القضايا المهمة والوصول إلى حقائق علمية تقود إلى نتائج جديدة تساعد في مواجهة الكثير من الامراض، وقال: " في عصر البحث العلمي الواعد، فأن البحوث تساهم في تعزيز الصحة العامة ورفع متوسط عمر الإنسان، وانخفاض معدل الوفيات الناجمة عن بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية؛ فكلما تعمق الفهم لتلك الامراض، كلما زادت القدرة في تطوير العقاقير والادوية المعالجة، وذلك لا يكون إلا عبر البحث المستمر والدؤوب".
ولفت إلى أن دور كليات ومعاهد الطب في العالم لم يعد ينحصر في تخريج أفواج الاطباء، بل يتعدى ذلك إلى تكوين مراكز بحثية تحتضن ابداعات الباحثين، وتدعم ابحاثهم العلمية من خلال توفير البيئة الخصبة للبحث وتوفير الدعم الفني والمعدات الطبية المساندة.
إلى ذلك، أشارت نائبة عميد كلية الطب والعلوم الطبية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا الاستاذه الدكتورة رندة حماده إلى أن جامعة الخليج العربي نشرت 442 بحثا علميا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي خلال السنوات الثمان الماضية، نشر منها 420 بحثا في مجلات علمية محكمة، فيما نشر أعضاء هيئة التدريس نحو 22 كتاباً طبيا، أو ساهمو في نشر فصول في كتب طبية مشتركة مع مؤلفين وباحثين آخرين، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة النشر في المجلات العلمية العالمية 80% في العام الأكاديمي 2013 ـ 2014، قياسا بـ 74% في العام الاكاديمي 2003 ـ 2004، وهو ما يتماشى مع الخطة البحثية الاستراتيجية التي وضعتها الكلية للفترة ما بين 2012 و2016.
وفي سياق حديثها اكدت تنامي عدد البحوث المشتركة سواء تلك التي ينجزها اعضاء هيئة التدريس في القسم الواحد، أو بالتعاون مع الاقسام الطبية الأخرى بالكلية، إضافة إلى تنامي عدد الابحاث التي تجرى بالشراكة مع جامعات ومؤسسات بحثية محلية وعالمية، مؤكدة ان معايير مؤسسات التصنيف العالمية للجامعات الافضل، وايضا معايير الاعتمادية المؤسسية، تستند بشكل كبير إلى كم ونوع الابحاث العلمية التي تنجزها الجامعات، بما في ذلك ما ينجزه أعضاء هيئة التدريس من أبحاث وأوراق علمية تطرح في المؤتمرات الدولية، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة اعضاء هيئة التدريس في تقديم اوارق بحثية في المؤتمرات العالمية بلغت 87% خلال العاميين الماضيين.
موضحة أن البحوث التي ينتجها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة تركز في مجملها على دراسة الامراض الوراثية وعلم الجينات، وامراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المعدية والسرطان وعلم الاعصاب والتعليم الطبي، وهي تتماشي في مجملها مع اولويات الخطة البحثية للجامعة، مع ضمان حرية اخيار القضايا البحثية أمام الباحث، مستشهدةً بنجاح الشراكات البحثية على المستويات الداخلية والخارجية، كاتفاقية التعاون المشترك التي وقعتها الجامعة مع الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا ـ البحرين لتأسيس تمويل مشترك لأبحاث علمية، واتفاقية التفاهم المشترك مع شركة نفط البحرين لتعزيز مبادرات البحث العلمي ومؤازرة جهود التطوير العلمي في مجالات البيئة والصحة والسلامة والاعتمادية وكفاءة الأداء.
إلى ذلك، أشار منسق فعاليات يوم البحث العلمي، الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الطبية رءوف عبد الرحمن فاضل، أن يوم البحث العلمي شهد تقديم نحو 22 باحث من أعضاء هيئة التدريس نتائح ما يزيد عن 13 بحث وورقة بحثية، قدموها في مؤتمرات عالمية في مجالات طبية مختلفة، إلى جانب عرض 12 ملصق بحثي للنتائج الميدانية لبحوث اجرها الاكاديمين في كلية الطب والعلوم الطبية، فيما حضر فعاليات يوم البحث العلمي اطباء واكاديمين من الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا ـ البحرين، ومستشفى الملك حمد الجامعي، وأطباء من وزارة الصحة وكلية العلوم الصحية، آملا إستمرار هذه النوعية من المؤتمرات والفعاليات العلمية على المستوى المحلي والخليجي.