«الأمر بالمعروف».. كشْف وجه المرأة «معصية» وتجب مناصحة «الموظف السياحي»
الوسط – المحرر السياسي
على رغم الخلاف الفقهي طوال الأزمنة حول مسألة كشف وجه المرأة، إلا أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تنظر إلى ذلك الخلاف، إذ اعتبرت عبر موقعها الإلكتروني أن كشْف وجه المرأة «معصية»، فيما رأت الهيئة أن المال المكتسب من العمل في المجال السياحي «محرّم» ويجب مناصحة صاحبه ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الحياة اليوم الخميس (14 مايو / أيار 2015).
واستعرضت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر موقعها عدداً من المسائل الاجتماعية، مُطلقةً على بعضها وصف «شبهات»، وعلى مسائل أخرى «منكرات شائعة»، مبيّنة أن كشف المرأة وجهها «معصية»، وأن الخلاف في هذه المسألة لا يدخل في باب «ترك الإنكار»، لكون ضرر الكشف لا يختص بالمرأة وحدها، وإنما يصل إلى غيرها لأن ذلك «فتنة»، محذرين في الوقت ذاته أعضاءها من الوقوع في الفتنة عند حديثهم مع المرأة الكاشفة وجهها.
ولم تكتفِ الهيئة بالحديث عن كشف المرأة وجهها من عدمه، وإنما تناولت أيضاً ما يخص المواقع التاريخية والآثار الإسلامية، معتبرةً أن زيارتها «محرّمة»، مستدلة -في عرضها- بأنه «لم يسبق لأحد من الصحابة القيام بهذا الفعل». في حين نوّهت بأن العمل في مجال السياحة «محرّم»، مؤكدة أن ما يُكسب من مال عبره يعدّ مالاً محرماً، مشددين على ضرورة مناصحة من يعمل في هذا المجال من طريق ذويه «أو إبلاغ الهيئة في حال عدم امتثاله».
من جهته، أكد رئيس مركز «تكوين العلماء» الشيخ محمد الددو، أن القواعد الفقهية شملت مبدأ «لا إنكار في مسائل الخلاف»، منوّهاً بأن تغطية وجه المرأة تعدّ من إحدى تلك المسائل التي يُكتفى فيها بالأمر بالمعروف من دون النهي والإنكار.
وقال الددو في حديث لـ«الحياة»: «لا إنكار في مسائل الخلاف، وقد عدّل عليها ابن تيمية، وقال فيها: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد)، فليس كل خلاف جاء معتبراً، إلا خلاف له حظ من النظر، والخلاف في تغطية المرأة وجهها إن أتى يأتي بالأمر بالمعروف لا النهي عن المنكر».
وتواصلت «الحياة» مع المتحدث باسم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تركي الشليّل، للتعليق على المسائل الموضوعة في موقع الهيئة الإلكتروني، وأفاد بأنه سيتوضح من المشرف على الموقع ويعاود التواصل، إلا أنه لم يتواصل مع الصحيفة حتى إعداد هذا التقرير.