لعبة إلكترونية تحصل على 1.7 مليون دولار من التمويل الجماعي
الوسط – محرر المنوعات
استمرت شبكة «كيكستارتر» للتمويل الجماعي للمشاريع بتقديم المزيد من النجاحات كان أخرها لعبة «يوكا - ليلي» واستطاعت جمع 1.1 مليون جنيه إسترليني (نحو 1.67 مليون دولار أميركي) لها في أول 24 ساعة من إطلاق حملتها. وطلب ممولو اللعبة مبلغا قدر بـ175 ألف جنيه إسترليني (265 ألف دولار أميركي) خلال فترة الحملة التي تستمر 45 يوما، لتصبح اللعبة الأكثر جمعا للتمويل في أول 24 ساعة بتاريخ الشبكة.
ويعمل على اللعبة، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، فريق كان قد استقال من شركة «رير» Rare التي ساهمت بإنتاج الكثير من الألعاب الناجحة قبل 20 عاما على أجهزة «نينتندو»، التي اشترتها «مايكروسوفت» من «نينتندو» لاحقا وخصصت لفريقها مهمة تطوير ألعاب لملحق «كاينكت» لجهازي «إكس بوكس 360» و«إكس بوكس وان» الذي يسمح للمستخدمين التفاعل مع الألعاب باستخدام إيماءات وحركات يديه ورجليه.
ولكن لهذه اللعبة أهمية ضمنية تتمثل بتقديم درس لكبرى الشركات المطورة للألعاب في فهم ما يريده اللاعبون، إذ إنه في حين تركز تلك الشركات على تقديم ألعاب أكثر واقعية ذات ذكاء صناعي للشخصيات يحاكي الواقع وقصص متفرعة تتغير وفقا لقرارات اللاعبين، تقدم لعبة «يوكا - ليلي» عالما خياليا مليئا بالرسومات الملونة اللطيفة، ذلك أن اللاعب يتحكم بـ«حرباء على رأسها وطواط» تهاجمهما مخلوقات غريبة في بيئة جميلة، ويجب على هاتين الشخصيتين الطريفتين جمع نوتات موسيقية للتقدم في عالم اللعبة. أي إنها أبعد ما يمكن عن الواقعية والذكاء الصناعي.
ويدل هذا الأمر على تركيز الشركات المصنعة للألعاب على مجموعة محددة من الفئات التي تتوقع أنها ستعجب المستخدمين. وبالنظر إلى تاريخ فئة هذه اللعبة (من فئة ألعاب المنصات والقفز)، نجد أنها كانت ذات شعبية كبيرة في فترة نهاية ثمانينات ومنتصف تسعينات القرن الماضي بإطلاق ألعاب مثل «سونيك» و«ماريو» و«ريمان» وغيرها، لتنتقل إلى عالم الألعاب ثلاثية الأبعاد في منتصف تسعينات القرن الماضي بألعاب «سوبر ماريو 64» و«دونكي كونغ 64» و«وايب اسكيب» و«كراش بانديكوت». ومع قدوم الجيل التالي لأجهزة الألعاب الإلكترونية، تقدمت هذه الألعاب بشكل أكبر نظرا لتوافر قدرات عالية على معالجة الرسومات وسعات أكبر للتخزين، وذلك بإطلاق ألعاب مثل «سوبر ماريو سانشاين» وإصدارات جديدة من لعبة ريمان وغيرها. إلا أن الجيل الذي يليه (أجهزة «بلايستيشن 3» و«إكس بوكس 360» و«وي») انتقل إلى التركيز على ألعاب القتال من المنظور الأول وتجاهل هذه الفئة من الألعاب بشكل شبه كامل (إلا بعض الألعاب التي استطاعت التسلل، مثل سوبر ماريو غلاكسي» وإصدار جديد من «ريمان» مع استمرار ألعاب أجهزة الجيل الحالي («بلايستيشن 4» و«أكس بوكس وان» و«وي يو») على التركيز على ألعاب القتال من المنظور الأول، مع إطلاق بعض ألعاب المنصات.
ويدل هذا الأمر على عدم تقدير الشركات المبرمجة لأهمية هذه الفئة من الألعاب للاعبين والمتعة الكبيرة التي تقدمها، عوضا عن محاكاة الواقع الذي لا يبحث عنه جميع اللاعبين. ونجد أن الكثير من اللاعبين قد سارعوا وساهموا لإنجاح تمويل هذه اللعبة بأي مبلغ متوفر، الأمر الذي يعني أن السبب وراء عدم تطوير الشركات لهذه الفئة من الألعاب ليس عدم رغبة اللاعبين بشرائها، بل لأن تلك الشركات قررت ما الذي ستقوم بتطويره. وأثبت اللاعبون لتلك الشركات أنهم ما يزالون يملكون القرار تجاه ما الذي يرغبون اللعب به، وأن الشركات الكبيرة المبرمجة للألعاب ما تزال لا تفهم ما الذي يريده اللاعبون. وستطلق لعبة «يوكا - ليلي» في أكتوبر (تشرين الأول) العام المقبل على الكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس» وأجهزة «بلايستيشن 4» و«إكس بوكس وان» و«وي يو» في اليوم نفسه، مع تقديم مراحل إضافية وأعداء نهاية مراحل جدد ونمط لعب جماعي محلي وعبر الإنترنت ولغات مختلفة للعبة، مع إمكانية تقديم موسيقى من عزف أوركسترا كاملة في حال وصل التمويل إلى قيمة 1.5 ملايين جنيه إسترليني (نحو 2.27 مليون دولار أميركي). وتجدر الإشارة إلى أن اللعبة استطاعت الوصول إلى قيمة 1.3 مليون جنيه إسترليني (نحو 1.97 مليون دولار أميركي) وقت كتابة هذا الموضوع من تمويل نحو 39 ألف لاعب، مع بقاء 43 يوما حتى انتهاء زمن حملتها. ويمكن زيارة موقع التمويل الجماعي للعبة بإتباع الرابط التالي: https:--www.kickstarter.com-projects-playtonic-yooka - laylee - a - 3d - platformer - rare - vival
ويقدم موقع «كيكستارتر» منصة لأصحاب الأفكار لعرض ما لديهم وطلب التمويل من الناس في فترة محددة. وإن وصل المشروع إلى قيمته المفترضة، فسيلتزم صاحبه بالتطوير. وتعتمد المنصة على تمويل أعداد ضخمة من المشاركين عبر الإنترنت بمبالغ صغيرة لحصول صاحب الفكرة على قيمة عالية للتمويل، مع تقديم أفضليات لمن يساهم بمبالغ أكثر من غيره، يحددها كل مشروع.