مستبعدا أن تكون العقيدة الدينية سببا في عدم الولاء للوطن
وزير الدفاع القطري: الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من التركيبة السكانية لدول المنطقة
الوسط - المحرر السياسي
قال وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية، لصحيفة الشرق الأوسط إن دول الخليج اتخذت قرارها ببدء العمليات في اليمن عندما نفدت كل الوسائل لإقناع الحوثيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن تدخل دول إقليمية في الشأن اليمني «لن يزيد الأمر إلا تعقيدا».
وقال العطية: «إن الجانب الحوثي أصر على الاستمرار في مخططه المتمثل في تجاهل السلطة الشرعية المنتخبة في اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار هناك، ولم يكتفِ بذلك، بل بدأ في تهديد أمن واستقرار بعض دول المنطقة ومنها السعودية، وهو ما دفع مجلس التعاون لاتخاذ قراره المتمثل في القيام بعمل عسكري في اليمن حفاظا على المنطقة».
وذكر أن الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من التركيبة السكانية لدول المنطقة، مستبعدا أن تكون العقيدة الدينية سببا في عدم الولاء للوطن، مضيفا: «إن العدل والمساواة في كل شيء واحترام معتقدات الآخرين كفيل بالاحتفاظ بالولاء للوطن، وهو ما ينطبق على السنّة والشيعة على حد سواء». وشدد على أن إيران دولة كبيرة وجارة في المنطقة، وقال: «نتعامل مع إيران على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل طرف، مع احترام سيادة كل دولة على أراضيها».
واستطرد وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري: «يمكن أن يكون هناك اختلافات في بعض وجهات النظر، ولكن ذلك لا يؤثر على احترام كل طرف سيادة الطرف الآخر، وهو المبدأ الذي يجري التعامل فيه مع إيران وغيرها»، مبينا أن دول المجلس كفيلة بأن تحافظ على مصالحها وتمنع أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي طرف كان. وأشار إلى أنه زار السعودية - أخيرا - والتقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، بتكليف من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وناقش اللقاء العمليات العسكرية الجارية وخصوصا الضربة الجوية، علاوة على الجهد الجوي المطلوب لهذه العملية وتنسيق ذلك الجهد بين الأطراف كافة المشتركة في العمليات، مؤكدا أن الضربات تسير حسب ما هو مخطط لها، وتحقق الأهداف المرسومة لها للوصول إلى الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية وحماية الشعب، ومنع أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة الأمن في تلك البلاد.
وأكد أن التدخل البري في اليمن ليس واردا في الوقت الحالي، مضيفا: «نعتقد أن الدعم الجوي المقدم للقوات المسلحة الشرعية في اليمن سيكون كافيا للسيطرة على مفاصل الدولة كافة»، مشددا على أنه «في حال اتخذ قرار سياسي للقيام بأي عمل آخر فإن قطاعات القوات المسلحة كافة في قطر ستكون في خدمة الأشقاء في عملية عاصفة الحزم».
وقال إن دول التحالف لديها آليات لجمع المعلومات المتعلقة بالأهداف العسكرية وهي المستهدفة في تلك العمليات، إضافة إلى أن الأسلحة والذخيرة المستعملة للعملية الحالية شديدة الدقة، كذلك تفادي الأحياء السكنية والتركيز على المعسكرات والتجمعات العسكرية، وهو ما يجعل المدنيين بمنأى عن الضربات. ولفت وزير الدفاع القطري إلى أن اتفاقيات دفاع مشترك تربط بين دول مجلس التعاون، تنص على أن أي اعتداء على أي دولة يعتبر اعتداء على جميع الدول، مبينا أن تلك الاتفاقات قد طبقت في أزمات حدثت في الماضي، وأضاف أنه ليس هناك أدنى شك بأن دول المجلس لن تتردد في دفاع بعضها عن بعض تحت أي ظرف وبغض النظر عن نوع التهديد ومن أي اتجاه.