العدد 4621 بتاريخ 02-05-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يثير القلق والاستياء

بروكسل - أ ف ب

تراقب الحكومات والشعوب الأوروبية عن كثب ما ستؤول إليه الانتخابات البريطانية بعد أيام معدودة أما الرسالة الموجهة إلى لندن فتختصر بترحيب بها في العائلة الأوروبية ولكن ليس بأي ثمن.

ومن باريس إلى باليرمو وصولا إلى برلين وبروكسل، أثار رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون الخشية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي بتعهده أجراء استفتاء حول عضوية بلاده فيه في حال إعادة انتخابه في السابع من مايو/ أيار.

ولا يبدو أن الأوروبيين مستعدون للتوصل إلى تسوية حول كافة المطالب البريطانية بتعديل المعاهدات الأوروبية، وخصوصا في ما يتعلق بحرية الحركة، واحدة من اهم ركائز الاتحاد الأوروبي بالنسبة لدوله الـ28.

وتقول آنا نوريس دزوغوسوفا (54 عاما) السلوفاكية المتزوجة من بريطاني لفرانس برس "لن اضحي ابدا بحرية الحركة من اجلهم".

اما زوجها تيد نوريس، الموظف السابق في مجلس اللوردات، المجلس الاعلى في البرلمان البريطاني، فيوضح انه شعر بـ"الخوف" من عقلية "ابن الجزيرة". ويضيف "اذا كانت بريطانيا تريد مغادرة الاتحاد الاوروبي، فلندعها تذهب في طريقها".

وتراقب دول أوروبا الشرقية، من الاعضاء الجدد في الاتحاد الاوروبي، الانتخابات البريطانية عن كثب خاصة ان مئات الآلاف من مواطنيها انتقلوا الى بريطانيا بحثا عن فرص عمل مستفيدين من تخفيف القيود على الهجرة منذ عقد من الزمن.

ويريد كاميرون تعديل القواعد المرتبطة بالهجرة وبالمخصصات التي يفترض ان يحصل عليها المواطنون الاوروبيون في بريطانيا.

ولكن تتزايد الشكوك حول تصويت البريطانيين فعليا لصالح خروجهم من الاتحاد الاوروبي في حال نظم كاميرون الاستفتاء الذي يعد به في 2017.

ويقول باول ماشالا (43 عاما)، الفني البولندي الذي يعمل في صيانة السكك الحديد في بريطانيا منذ 2005، "نعتقد ان البريطانيين لن يوافقوا على مغادرة الاتحاد الاوروبي حتى في حال تنظيم استفتاء".

ويقسم ماشالا وقته بين بريطانيا وجاروسلاو (جنوب بولندا) حيث زوجته وابنه، ويوضح ان البولنديين في بريطانيا لا يعتقدون بفرض قيود قاسية على الحركة حتى اذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وتمتد الشكوك حول خروج بريطانيا الى المانيا، القوة السياسية والاقتصادية في اوروبا.

ويقول انغو سبيتش (38 عاما) في احد مطاعم فرانكفورت "لا اعتقد ان البريطانيين سيستمرون في هذه الخطة حتى النهاية. لا يجب التقليل من اهمية اعتماد بريطانيا على اوروبا".

وتستفيد فرانكفورت وباريس كثيرا في حال فقدت لندن اهميتها كمركز مالي اثر خروجها من الاتحاد الاوروبي.

ويسافر سبيتش مرتين شهريا الى لندن للعمل، ويوضح اذا "فرضت قيود اضافية على الدخول، فسأقلل من زياراتي الى لندن".

وفي بروكسل تزيد الخشية من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وقد اثبتت لندن نفسها كعضو فعال على اعتبار انها ثاني اكبر اقتصاد في الاتحاد الاوروبي، وواحدة من اهم القوى العسكرية، فضلا عن كونها عضو في مجلس الامن الدولي ودولة نووية عضو في حلف شمال الاطلسي.

وبدا رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود جونكر الاسبوع الماضي وكأنه يلوح بالتسوية عبر حديثه عن احتمال اجراء تغييرات على معاهدات حول قضايا معينة، ولكن حرية الحركة ليست ضمنها.

وليس سرا على احد ان بعض المسؤولين في بروكسل يفضلون فوز رئيس حزب العمال اد ميليباند لتفادي الاستفتاء الذي يخطط له كاميرون.

وموقف كاميرون الصارم ابعد عنه حلفاء كان من الممكن ان يساعدوه على فرض بعض التعديلات التي يأمل بها، ومن بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

ويقول دبلوماسي فرنسي طلب عدم الكشف عن اسمه "ليس على حلفاء بريطانيا ان يدفعوا ثمنا باهظا لذلك".

وفي حال فوزه بالانتخابات، فان قضية خروج بريطانيا ستكون على رأس برنامج القمة الاوروبية في حزيران/يونيو حيث من المتوقع ان يعرض كاميرون مطالبه بالكامل.

ويتفق المحللون مع المواطنين الاوروبيين على انه من المستبعد ان تخرج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

ويوضح غريغوري كلايز، من معهد "بروغل" للابحاث ومقره بروكسل، لوكالة فرانس برس انه "ايا كان من سيفوز بالانتخابات فان الخيار الافضل لبريطانيا هو البقاء في الاتحاد الاوروبي. لا اعتقد بجدية مسألة المغادرة".

اما ماتس بيرسون، مدير مركز "اوبن يوروب"، فاشار الى انه من المرجح ان يختصر الاستفتاء بمسألة "الهجرة مقابل العمل". واوضح امام جلسة نقاش في بروكسل الشهر الحالي ان "علاقة بريطانيا بالاتحاد الاوروبي تجارية اي انها قائمة على دراسة الكلفة والارباح، ليست عاطفية كما في مناطق اخرى من القارة".

ومن شأن خروج بريطانيا ان يهدد العلاقات الشخصية عبر القارة. وفي هذا الصدد تقول ايفغينيا هريستوفا (56 عاما)، المترجمة من بلغاريا، "ابني يعمل في مصرف في لندن ولديه الجنسية البريطانية، وسيكون من الصعب علي الذهاب لزيارته. مجرد التفكير في الصفوف الطويلة امام السفارة البريطانية يرعبني".



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | عُدنا 6:34 ص وجودها ماله معنى لا عملتها نفس عملة أوروبا يورو ولا الفيزا نفس الشي شنو نستفيد خل تطلع رد على تعليق