"داعش" يكفر المُبلغ عن"برجس"... و"شرعيان": عصابة مجرمة وصنيعة استخباراتية
الوسط - المحرر السياسي
لم يحظ مطلوب أدرجته وزارة الداخلية السعودية على قوائم المطلوبين أمنياً، طوال الـ13 عاماً، بمثل الاهتمام الذي حظي به نواف شريف العنزي، الشهير بـ «برجس» على المستوى الشعبي، فلا يكاد يوجد سعودي لم تمر عليه صورته، سواءً في وسائل الإعلام المرئية أم المسموعة أم شبكات التواصل الاجتماعي ، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة اليوم الثلثاء (28 أبريل/ نيسان 2015).
وفيما استنفرت أجهزة الأمن للبحث عن «برجس» المتورط في قتل رجليْ أمن شرق الرياض قبل نحو شهر، أصدر تنظيم «داعش» الإرهابي فتوى بـ «تكفير» من يبلغ عنه، باعتباره «مرتداً عن الإسلام». وتداول مغردون متعاطفون مع التنظيم الفتوى، التي جاء فيها: «إن إبلاغك الداخلية عن المطلوب نفاق أكبر، واعلم أن إيواءك المطلوب الذي تطارده الداخلية والتستر عليه واجب شرعاً، والنفاق الأكبر مخرج من الملة، أي كفر وسمي نفاقاً لأن الذي يبلغ الداخلية يخفي بلاغه عن الناس، أما إذا أظهره وجاهر به فيسمى «مرتداً»، واعلم أن إعانة الداخلية في نشر صورته أو نية الإعانة داخل في حكم الردة، لأن الكفر ربما يكون بالقول أو الفعل أو النية».
بدوره، استنكر أستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور الشريف حاتم العوني، ما يروج له «داعش»، قائلاً: «متى كان المجرمون أهلاً لإصدار الفتاوى؟!»، لافتاً إلى أن «داعش» «عصابة مجرمة جاهلة، هم أنفسهم يجب القضاء عليها وإراحة المسلمين من شرورها».
وقال العوني لـ «الحياة»: «المطلوب العنزي بانتمائه لهذا التنظيم الإجرامي، ومشاركته في عملية اغتيال شهيدي الواجب شرطيي الرياض، وبسعيه في التفجير والاغتيال، يكون بذلك كله مجرماً لا يجوز التستر عليه، ويجب شرعاً الإبلاغ عنه، وصح عن الرسول أنه لعن الله من آوى محدثاً، أي لعن من تستر على مجرم، لأنه سيكون شريكاً له في إجرامه، مستحقاً لإثمه في قتله وسفكه الدماء».
فيما اعتبر عضو مجلس الشورى قاضي محكمة الاستثمار العربية خبير الفقه والقضاء في جامعة الدول العربية الشيخ الدكتور عيسى الغيث، أن الإبلاغ عن المطلوب العنزي «واجب شرعاً، والتستر عليه محرم، بل كبيرة من كبائر الذنوب». وقال لـ»الحياة»: «التستر على العنزي منكر عظيم، وخيانة دينية ووطنية وإنسانية».
وأضاف الغيث: «تنظيم «داعش» حينما يأمر بالقيام بهذه العملية في هذه الظروف، وخلال هذه الأيام التي تواجه الأمة العربية والإسلامية عدوها الفارسي الصفوي، فهذا دليل جديد على كون «داعش» صنيعة استخباراتية فارسية صفوية صهيونية صليبية، مهما خدعوا الدهماء بشعارات براقة خبيثة، تزعم خدمة العرب والمسلمين. في حين أن «داعش» يحقق مكاسب للأعداء وبكل وضوح، وبناء عليه فإني أعتبر كل منتمٍ لـ «داعش» مجرماً إرهابياً مستباح الدم، لكونه قرر مسبقاً استباحة دمائنا».
ورأى أنه «لا حل لمن رفع السلاح إلا الرصاص والسيف الأملح، ولو كان بالفكر لواجهناه بالفكر، ولكنهم أحقر من أن يواجهوننا بذلك. وإنما يقومون بأعمالهم القذرة في المناطق الرخوة، باستهداف كوادر صغيرة وجاهلة لتحقيق أجنداتهم الاستخباراتية الحقيرة».
وكانت وزارة الداخلية السعودية حذرت قبل أيام من التعامل مع المطلوب نواف العنزي، الذي ظهر باسم حركي «برجس» ويتحدث اللهجة المغاربية، أو تقديم أي نوع من المساعدة له أو إخفاء أية معلومات عنه، يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة، أو يخفي معلومات تدل عليه، وذلك بعد إعلانها إلقاء القبض على المتهم في جريمة إطلاق النار على دورية أمن في شرق الرياض منتصف جمادى الآخرة الماضي، يزيد أبو نيان. الذي أقرّ خلال التحقيق الذي تم معه بقيامه بإطلاق النار على رجليْ الدورية وقتلهما. بعد أن تلقى الأوامر من عناصر «داعش» في سورية، مبيناً أنه التقى مع شريكه في ارتكاب هذه الجريمة من خلال تنسيق وترتيب قام به عناصر التنظيم ، والتقيا قبل نحو يومين من ارتكابهما الجريمة. وتولّى هو إطلاق النار. فيما تولى الآخر قيادة السيارة وتصوير الجريمة لإرسالها للتنظيم الإرهابي.
والتحق نواف العنزي (برجس) بالجماعات الإرهابية خارج المملكة، وهو شخصية وهمية بالنسبة للمتورط الآخر في العملية الإرهابية يزيد أبونيان، الذي أكد أنه لا يعرف من هو برجس، سوى بالاسم الحركي ذاته، إذ إنه اختفى مباشرة بعد تنفيذ العملية الإرهابية. وكان يعمل في أحد القطاعات العسكرية قبل أن يطوى قيده، وهو مطلوب لدى جهات حقوقية وأمنية، إلا أنه لم يظهر ضمن قوائم وزارة الداخلية السعودية للمطلوبين أمنياً.