العدد 4610 بتاريخ 21-04-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


«بزيبز».. القنطرة التي سرقت الأضواء من أشهر جسور العالم

الوسط – المحرر السياسي

على مدى الأيام الستة الماضية كانت قنطرة خشبية عائمة على نهر الفرات تربط بشكل مؤقت بين عامرية الفلوجة ومقتربات العاصمة العراقية بغداد وتسمى «جسر بزيبز» قد سرقت الأضواء من أشهر جسور العالم بما فيها العائمة.

ووفقا لتقرير لصحيفة الشرق الأوسط انه بخلاف ما تتميز به جسور العالم الإستراتيجية من ميزات على مستوى التصميم والبذخ فإن جسر بزيبز الذي صار استراتيجيا رغم أنفه أصبح أمثولة للمعاناة الإنسانية لا يضارعه فيها سوى الجسر الحجري الذي يربط بين البوسنة والصرب الذي أقيم على نهر درينا بمدينة «فيتشيغراد» والذي خلده الروائي البوسني – الصربي (اليوغسلافي) الحاصل على جائزة نوبل إيفو اندريتش المتوفى في عام 1975، في روايته الشهيرة «جسر على نهر درينا». ففي تلك الرواية كانت الأمهات يصرخن ويولولن وهن يهرولن بين الصخور ورمال الشاطئ والمنحدرات القاسية ليتبعن بنظرات حزينة وعيون باكية أطفالهن الذين تم خطفهم من قبل الجنود ووضعوا في سلال من الخوص على ظهور الجياد للذهاب بهم إلى أرض أخرى وعالم آخر ومستقبل آخر بعيدا عن أمهاتهم وأوطانهم.

جسر بزيبز العراقي أصبح خلال هذه الأيام مادة إعلامية وإنسانية نادرة المثال، حين هبت آلاف العوائل من مدينة الرمادي هربا من احتمال دخول تنظيم داعش المدينة باتجاه بغداد. ولكي تصل إلى أطراف بغداد فإن عبور هذا الجسر الخشبي أصبح حلم هذه العوائل وكأن انتقالها من ضفته الغربية إلى الشرقية بمثابة كتابة حياة جديدة لهم.

ويقول المواطن عبد المجيد العيساوي الذي قدم مع عائلته إلى بغداد ليسكن مؤقتا مع ابنته المتزوجة في بغداد لـ«الشرق الأوسط» إن «المعاناة لا توصف سواء أثناء السير باتجاه الجسر أو عبوره الذي استغرق ساعات بسبب الكثافة البشرية فضلا عن أن العبور إلى الضفة الثانية وإن كان يصطدم بإجراءات روتينية صارمة فإنه يبدو وكأنه عبور إلى الحرية».

ويمضي العيساوي في وصف جسر بزيبز الذي يجهل سبب تسميته بهذا الاسم الاستثنائي إنه «ليس جسرا بالمعنى المعروف للجسور بل جسر حديدي عائم يربط ناحية عامرية الفلوجة بمقتربات العاصمة بغداد»، مضيفا أن «هذا الجسر لم يكن يهتم له أحد حين كان الذهاب من بغداد إلى الرمادي والفلوجة يمر من خلال الطريق الدولي السريع لكن سيطرة تنظيم داعش على الفلوجة ألغى المرور عبر الطريق السريع وصار جسر بزيبز هو البديل، ومن هنا جاءت أهميته الإستراتيجية لأنه همزة الوصل الوحيدة المتبقية مع مناطق غرب العراق».

ازدادت أهمية هذا الجسر أيضا بعد سقوط مدن وقرى أعالي الفرات القريبة من مدينة الرمادي وعلى امتداد منطقة الجزيرة وصولاً إلى مدينة هيت وما بعدها من مدن ونواح وقرى، فصار على الراغبين من سكنتها والمحتاجين لقضاء أعمالهم وأغراضهم في بغداد اختيار أحد طريقين، أما طريق النخيب الصحراوي المؤدي إلى مدينة كربلاء ثم إلى بغداد، وهو طريق صحراوي طويل جدا تشوبه الكثير من التعقيدات والصعوبات، أو الطريق الذي ينتهي بجسر بزيبز، بعد المرور بأطراف مدينة الرمادي وصولا إلى ناحية عامرية الفلوجة ثم الجسر، وهو طريق أقصر من طريق النخيب.

قضية نازحي الأنبار دفعت كبار سياسيي الأنبار من أعضاء برلمان ووزراء وحكومة محلية إلى تنظيم مظاهرة داخل المنطقة الخضراء لحمل الحكومة العراقية والسفارة الأميركية على اتخاذ الإجراءات الكافية لمساعدة الأنبار بعد تمكن «داعش» من احتلال مناطق جديدة عند مداخل مدينة الرمادي. وبينما واجه نازحو الأنبار شرط الكفيل للدخول إلى بغداد بسبب خشية السلطات الحكومية من إمكانية تسلل إرهابيين من بينهم فإن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار محمد الكربولي انتقد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» هذا التشدد قائلا إن «معاناة الناس في الرمادي لم ينظر إليها للأسف ببعدها الإنساني وإنما جرى التعامل معها من قبل البعض سواء كانوا في السيطرات ونقاط التفتيش أو حتى المسئولين بطريقة إدارية بحتة علما أن البرلمان صوت بإلغاء شرط الكفيل لأنه ليس إجراء قانونيا وليس من حق أية جهة العمل به دون قرار أو تشريع».

رئيس الوزراء حيدر العبادي قال خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس إن عملية النزوح الكبير من الرمادي خضعت لمنطق التهويل الإعلامي. وقال في بيان له إن «السلطات الحكومية والمحلية والأهالي استنفرت جهودها لاستيعاب النازحين، وإن موجة النزوح انحسرت، وإن الكثير من العوائل بدأت بالعودة».

لكن الأمم المتحدة أعلنت أمس عن نزوح أكثر من 114 ألف شخص في الأسبوعين الأخيرين نتيجة المعارك في الرمادي، معربة عن قلقها من المشكلات المتفاقمة التي يواجهونها. وأفادت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 8 آلاف من هؤلاء النازحين ما زالوا في الأنبار. وأوضح المتحدث باسم الوكالة الأممية أدريان إدواردز أن «نحو 54 ألف شخص غادروا إلى بغداد، و15 ألفا إلى السليمانية في كردستان العراق، و2100 إلى بابل». وأعربت المفوضية العليا عن «القلق إزاء الصعوبات التي يواجهها آلاف المدنيين العراقيين» الفارين من المعارك. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث أن «النازحين في محافظة الأنبار بلا مأوى وظروف حياتهم تسوء. كما أن النازحين الجدد منهكون ولا يسعهم الانتظار للوصول إلى أماكن أكثر أمانا». وتابع أن بعضهم «سار كيلومترات بلا ماء ولا غذاء».

 



أضف تعليق