70 % من الرجال وأقل من 20% من النساء يتمتعون برغبة جنسية عفوية
غريزة الجنس... رغبة أم حافز بشري؟
الوسط – محرر المنوعات
تفتقر الأفكار المضللة الخاصة بالشهوة الجنسية داخلنا، إلى النظر للصورة الأكبر، وتتسبب في تعاسة البشر على حد قول إيميلي ناغوسكي، الحاصلة على درجة الدكتوراه في السلوك الصحي ومديرة تعليم الصحة في كلية سميث كوليدج في نورثهامبتون بولاية ماساتشوستس الأميركية التي صدر كتابها الجديد عن علم الجنس بعنوان «تعالَ كما أنتَ» (Come As You Are) عن دار نشر «سايمون أند شوستر».
وما يلي حوار أجري مع ناغوسكي لمجلة «نيوساينتست» نشرته صحيفة "الشرق الأوسط":
الحافز والرغبة
لماذا تعتقدين أنه لا يوجد شيء اسمه «الحافز الجنسي» (sexual drive)؟
- تجيب ناغوسكي في حديث لمجلة «نيوساينتست»: «لأن الحافز هو نظام مخصص للتعامل مع قضايا تتعلق بالحياة أو الموت مثل الجوع أو البرد، في حين إنك لن تموت إذا لم تمارسي الجنس. مع ذلك قد يقول علماء الأحياء إنه إذا لم نتكاثر، فسيكون هذا شكلا من أشكال الموت والفناء»، كما تقول ناغوسكي. صحيح أن هذا الطرح يتم استخدامه عند إضافة الرغبة إلى الطريقة التي يتم بها تشخيص أشكال الاضطرابات الجنسية خلال حقبة السبعينات، في محاولة لتفسير الرغبة الجنسية باعتبارها حافزا. ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بالجنس، لا يوجد دليل مادي على وجود آلية للحافز.
والحافز كما يتم تعريفه في القواميس العلمية، هو شعور غريزي طبيعي يدفع المرء نحو تحقيق هدف أو إشباع حاجة.
ما الذي يحدث هنا؟
إذا كان الجنس حافزا، فينبغي أن تكون الرغبة عفوية وتلقائية، مثل الجوع. أي عندما ترى شخصًا مثيرًا جنسيًا، أو تمر بخاطرك فكرة مثيرة جنسيًا، يحدث تنشيط للرغبة الداخلية أو الرغبة في ممارسة الجنس. وتسمى هذه «رغبة عفوية». ويبدو هذا الأمر وكأنه ظهر من الفراغ ولا أصل له.
لكن هناك شكل آخر من أشكال الشعور بالرغبة وهو أيضا صحي وطبيعي ويسمى «الرغبة القائمة على الاستجابة» التي تحدث فقط عندما يكون اهتمامك هو رد فعل لإثارة خارجية، فمثلا إذا توجه الشريك نحوك وبدأ بتقبيل رقبتك، فتقول لنفسك وقتها: «نعم صحيح، ممارسة الجنس فكرة جيدة».
الرغبة العفوية
هل تعتقدين أن غياب الرغبة العفوية أمر طبيعي؟
نعم، فإذا شبهنا الرغبة الجنسية بالجوع، سيكون الأمر كالتالي: عندما لا تشعر بالجوع أبدًا، لن تكون هناك أي عواقب وخيمة مما يجعل من هذا اضطرابًا، وسيتم التعامل مع الأمر باعتباره مشكلة طبية بحاجة إلى حل. مع ذلك لا يترتب على الشعور بالجوع العفوي للجنس أي عواقب وخيمة، فهو ليس مشكلة صحية أو اضطرابا.
أعتقد أننا نتوقع من الجميع أن يكون لديهم رغبة عفوية لأن هذا هو الحال بالنسبة إلى أغلب الرجال.
ما نسبة الأشخاص الذين يشعرون بهذا الشكل من الرغبة؟
يشعر نحو 70 في المائة من الرجال برغبة عفوية، وتتراوح نسبة النساء اللائي يشعرن بالرغبة العفوية في أغلب الأوقات بين 10 و20 في المائة. ويعتمد الأمر على السياق بالنسبة لنا جميعا.
ما رأيك في العقاقير التي يتم تصنيعها من أجل علاج «عدم وجود» الرغبة العفوية لدى النساء؟
تم تقديم طلب أخيرا بالموافقة على دواء يسمى «فليبانسرين» مرة أخرى إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية. ويستهدف الدواء تحفيز الرغبة الجنسية العفوية. أعتقد أن مصنعي الدواء يعتقدون أن الرغبة العفوية هي الشكل الطبيعي الوحيد من أشكال الشعور بالرغبة الجنسية. وأريد أن نبدأ جميعًا في النظر إلى الرغبة القائمة على الاستجابة باعتبارها شكلا صحيا وطبيعيا. مع ذلك قد يظن الكثيرون ممن لا يشعرون بالرغبة العفوية أن تلك الرغبة أمر ممتع، ويشعرون أنهم محطمون لعدم شعورهم بها.
مع ذلك فإن الرغبة العفوية ليست أمرًا ضروريًا للشعور بلذة ومتعة جنسية. وتتساءل ناغوسكي: هل فكرة اشتهاء البشر للجنس أهم من استمتاعهم بالعملية الجنسية التي يمارسونها؟ وتجيب: أفضل طريقة لإفساد حياتك الجنسية هي الاعتقاد أن هناك خللا ما في طريقة شعورك بالرغبة الجنسية.