"داعش" يعلن عن 10 وظائف شاغرة
الوسط - المحرر السياسي
يسعى تنظيم داعش إلى تعزيز عمليات جلب أفراد إلى خلافته المزعومة، بحسب ما ورد في تقرير أشار إلى أن التنظيم نشر إعلانات وظائف، من بينها وظائف معلمي مدارس، ومدربي لياقة بدنية، ومسئولي إعلام، وصناع قنابل ممن لديهم دافع حقيقي أصيل، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (12 أبريل/ نيسان 2015).
وكتب متطرف بريطاني في سوريا يقدم نفسه باسم أبو سعيد البريطاني، في إعلان توظيف يتضمن وصفا مفعما بالحيوية انتشر على الإنترنت: «الإخوان في قسم صناعة القنابل هم العمود الفقري لكل عملية تقريبا» وذلك بحسب ما أوردت مصادر بريطانية.
وتحت اسم «أبو سعيد البريطاني»، كتب الجهادي: «إن الإعراض عن القتال علامة على ضعف الإيمان، لكن هناك فرص عمل لمسؤولين صحافيين، ومدربي لياقة بدنية، وأيضا صانعي القنابل»، حسبما ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أول من أمس (الجمعة).
وبحسب القائمة التي ضمت 10 وظائف، وتم نشرها مطلع هذا الشهر، على المتطوعين تعليم الأطفال في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وكذلك تطبيق تفسير «داعش» العنيف للشريعة، ورعاية الجرحى من المقاتلين. وجاءت وظيفة المسؤولين الصحافيين على رأس القائمة للعمل بما يسمى المركز الإعلامي للتنظيم، فضلا عن وظائف لأطباء وطهاة، وميكانيكيين، للمساعدة على استمرار العمليات العسكرية.
وكتب أبو سعيد البريطاني: «تخيل أجر إعداد سيارة ملغمة بالمتفجرات ليقوم أخ بتنفيذ عملية تفجير على خطوط العدو، سيكون لك أجر هذا الأخ الذي يضغط على الزر ويرسل 50 كافرا إلى الجحيم».
وكانت الوظيفة، التي تصدرت القائمة بحسب ما أوردت المصادر البريطانية هي وظيفة مسؤولي إعلام في مكتب «داعش» الإعلامي.
الجدير بالذكر أن التنظيم الوحشي، الذي يرفع راية سوداء ويُعرف باستخدامه للإنترنت في نشر أفكاره وتجنيد الأفراد، ظهر خلال الصيف الماضي من خلال عمليات عسكرية خاطفة مفاجئة على العراق وسوريا. وقام التنظيم بنشر مقاطع مصورة مصنوعة باحترافية كبيرة لعمليات قطع رؤوس وقتل جماعي.
مع ذلك تحتاج حتى «داعش» إلى بعض مهارات الحياة اليومية، إضافة إلى قطع الرؤوس، والتفجيرات الانتحارية. وفي حين كتب أبو سعيد البريطاني أن عدم الإقدام على القتل «علامة من علامات ضعف الإيمان».
وذكر أن تنظيم داعش بحاجة أيضا إلى مساعدة فنية لا تتعلق بالقتال، حيث يبحث عن طهاة، وعمال ميكانيكا، وحراس في نقاط تفتيش، وضباط شرطة. وكذلك هناك حاجة إلى أطباء، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى تقرير صحيفة «دايلي ميل»، الذي ذكرت فيه أن تنظيم داعش أعدم أخيرا عشرة أطباء برصاصات في الرأس، بسبب رفضهم معالجة مقاتلين مصابين في صفوفه.
وجاء في إعلان آخر نشره أبو سعيد البريطاني يطلب معلمين في مدارس: «تصور الأجر الذي تحصل عليه مقابل تعليم طفل التوحيد والجهاد».
وأصبح «هاشتاغ».. «وظائف في تنظيم داعش» على موقع «تويتر» دعابة حظيت بانتشار واسع تسخر من ماري هارف، نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بعد تصريحاتها خلال مقابلة أجريت في شهر فبراير (شباط) على قناة «إم إس إن بي سي». وهناك أيضا حاجة إلى «شرطة إسلامية»، حسبما جاء في الإعلان الداعشي، لتتجول في الشوارع من أجل فرض قواعد الزي الإسلامي وغيرها من قواعد بالعنف.
وكتب أبو سعيد البريطاني: «إنهم من ينفذون عمليات الجلد وقطع الرؤوس العلني. إنهم يسيرون في الشوارع وهم يحملون عصيا، ويعاقبون كل من يخرق القانون. إن وظيفتهم هي ضمان إغلاق المتاجر وقت الصلاة، وفي حال ارتداء النساء لملابس مخالفة للقواعد الإسلامية، حيث يتم معاقبة الأخ، أو الأب، حتى يتأكدوا بعد ذلك من التزام النساء بالزي الشرعي». كذلك حسب الإعلان فإن دولة «داعش» في حاجة إلى إداريين، وحجّاب، وحراس، في المحاكم الشرعية، رغم أن القائمة تتضمن تحذيرا للجواسيس بأنه «سيتم قتلهم فورا»، وهذا التحذير موجه إلى «أي كافر يقرأ هذا الإعلان ويظن أن بمقدوره اختراق التنظيم».
مع ذلك، لا تتوقف محاولة التنظيم لبسط الهيمنة والنفوذ عند البالغين، بل تمتد إلى الأطفال. وتذكر إعلانات الوظائف الحاجة إلى معلمين في مدارس من أجل تعليم «الجيل القادم تعاليم الإسلام الصحيح». وكتب البريطاني: «كل ما يبذله الطالب من جهد ويقوم به من أفعال بفضل تعليمك له سوف يعود عليك بأجر كبير. الكثير من هؤلاء الأطفال هم أبناء وبنات المجاهدين والشهداء». وآخر وظيفة من الوظائف العشر المتوفرة هي وظيفة مدربي لياقة بدنية يقومون بتدريب الجهاديين على الركض، والقفز، ومساعدتهم في بناء العضلات. وكتب البريطاني أيضا: «يأتي بعض الأخوة إلى هنا وهم زائدو الوزن، وبالتالي يحتاجون إلى حرق الدهون. كذلك في بعض معسكرات التدريب يتم تعليم كيفية الهجوم والدفاع بالسكين وغيرها من أساليب الدفاع».
وأبو سعيد البريطاني هو عمر حسين، حارس أمن سابق في متجر «موريسونز» من «هاي ويكومب»، ذهب إلى سوريا في يناير (كانون الثاني) 2014، وتولى في البداية عمليات التدريب، وقاتل في صفوف جبهة النصرة، أحد أفرع تنظيم القاعدة، قبل أن ينشق وينضم إلى «داعش». ويعتقد أنه في نهاية العشرينات من العمر، وظهر في مقاطع مصورة دعائية أخرى لتنظيم داعش وهو يحثّ الغرب على إرسال قوات برية حتى يتمكن المتطرفون من إرسالهم مرة أخرى «واحدا تلو الآخر في توابيت».
وتعهد البريطاني بالرد على الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم داعش. وفي المقطع المصور نفسه حث البريطاني المسلمين في الغرب على شنّ هجمات في بلادهم «لبث الرعب في قلوب الكفار». وبعد قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، خلال شهر أغسطس (آب)، ظهر أبو سعيد في برنامج «نيوز نايت» على قناة «سي إن إن» باسم مستعار، هو العولقي، من أجل الثناء على عملية القتل. وقال: «أنا أكره المملكة المتحدة. والسبب الوحيد الذي يمكن أن يدفعني للعودة إليها مرة أخرى هو وضع قنبلة في مكان ما».