الغريفي: الخطاب الذي ينتج صراعاً طائفياً ومذهبياً هو خطابٌ لا يحمل همَّ الوطن
الدراز - محرر الشئون المحلية
قال السيدعبدالله الغريفي، في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أمس الجمعة (10 أبريل/ نيسان 2015): «إن الخطاب الذي ينتج صراعاً طائفياً ومذهبياً هو خطابٌ لا يحمل هم الوطن».
واستكمل الغريفي في خطبته أمس ما بدأه الأسبوع الماضي تحت عنوان «نريد خطاباً يحمل هم الوطن»، وقال: «نتابع هذا العنوان، وهو عنوانٌ يشكل ضرورة وحاجة، فمقاربته ليست من أجل الاستهلاك السياسي، والترضية والممالأة، والمداهنة على حساب مصلحة الوطن والشعب، بل هي مقاربة تحاول أنْ تساهم في التصحيح والإصلاح، والبحث عن مسارات التهدئة والحلول الحقيقية، لكي لا تطول محنة هذا الوطن، ولكي لا تستمر معاناة هذا الشعب».
أضاف أن «هذا يفرض أنْ تكون المقاربات السياسية رشيدةً، صادقةً، جريئةً، معتدلةً، وإلا كانت سبباً في مزيدٍ من التأزيم، والإرباك، وإضاعة الفرص الحقيقية لإنقاذ الوطن، ومعالجة أوضاعه».
وتابع الغريفي «تقدم الحديث عن واحدٍ من أبرز هموم الوطن وهو الأمن، فأي خطابٍ لا يحمل هذا الهم فهو خطاب لا يعبر عن انتماءٍ صادقٍ للوطن، ولا يعبر عن وعي بمصالح الوطن، نتناول هنا هماً آخر لا يقل أهميةً وقيمةً عن الهم الأول، هذا الهم هو الوحدة والتقارب، فمهما تعددت الانتماءات والمكونات والطوائف والمذاهب وهو أمر مشروعٌ بكل تأكيد، مادام قائماً على أساس الحرية في الاعتقاد والانتماء والاختيار، أقول مهما تشكل هذا التعدد فإن الوطن يحتضن كل هذه التنوعات، ليصهرها في الهم المشترك والهدف الموحد، وهذا ما يفرض على الخطاب الديني والثقافي والسياسي أنْ يحمل هم الوحدة والتقارب بين أبناء الوطن الواحد، وبين أبناء الأمة الواحدة، فما أحوج المرحلة وهي تواجه أعقد التحديات، وأشرس المؤامرات، وخطابات التمزيق والتفتيت، وإنتاج الصراعات والعداوات، واستباحة الدماء والأعراض والأموال، ونشر الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية، ما أحوج هذه المرحلة إلى لغة المحبة والتسامح، وخطاب الوحدة والتآلف والتقارب».
وشدد على أن «لا رابح من الفتن والصراعات إلا أعداء الوطن، وأعداء الأمة، ولا خاسر إلا الوطن وأبناء الوطن، ولا خاسر إلا الأمة، وشعوب الأمة».
ورأى الغريفي أن «الخطاب الذي ينتج صراعاً طائفياً ومذهبياً هو خطابٌ لا يحمل هم الوطن، مهما تبرقع أصحابه بألف برقع وبرقع، وبألف شعار وشعار، كاذب هذا الخطاب، ومدمر هذا الخطاب، ومرفوض هذا الخطاب، وخائن هذا الخطاب».
وواصل حديثه «مادمنا نعيش ذكرى شهادة السيدالصدر رضوان الله عليه، وهو الذي جسد خطاب الوحدة أروع تجسيد، وهو الذي كرس حياته لقضايا الأمة بكل مذاهبها وطوائفها وانتماءاتها، نستشهد بواحد من خطاباته التي وجهها للشعب العراقي، وقد تجلى فيه بوضوح هذا النفس المتعالي على الكراهية وعلى كل الانتماءات والصراعات المذهبية والطائفية، والمحلق في الآفاق الرحبة المنفتحة على المحبة والوحدة والتآلف والتقارب... أيها الشعب العظيم إني أخاطبك بكل فئاتك وطوائفك، بعربك، وأكرادك، بسنتك وشيعتك... وإني منذ عرفت وجودي ومسئوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء من أجل العربي والكردي على السواء... فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام».
ونبه الغريفي إلى أن «هذا هو الخطاب الذي يخدم أهداف الشعوب، ويكرس وحدتها، ويحصن أمنها، واستقرارها، وازدهارها، ويدفع عنها كل المكائد والمؤامرات».