الغريفي: ما أحوج الوطن في هذه المرحلة التي ازدحمت فيها التحديات الصعبة إلى بدء مشوار الإصلاح
الدراز - محرر الشئون المحلية
قال السيد عبدالله الغريفي في خطبته بجامع الامام الصادق (ع) في الدراز، أمس الجمعة (13 مارس/ آذار 2015): «ما أحوج الوطنَ في هذه المرحلةِ التي ازدحمت فيها التحدِّياتُ الصَّعبةُ، والأخطارُ المُرعبةُ، إلى أنْ تصدقَ النوايا، ويتحرَّكَ الرشد، وتتجذَّرَ الثقةُ، وتَسُودَ المحبَّةُ، وتتآزرَ الجُهودُ، وتتقاربَ الرُؤى، وتتآلفَ الإراداتُ، ويبدأ مِشوارُ الإصلاحِ».
حديث الغريفي جاء خلال استعراضه في الخطبة البيان الذي أصدره الشيخ عيسى قاسم الأسبوع الماضي، وبين الغريفي أن «بيان الشيخ عيسى قاسم خلص إلى أنه لا يُظنُ بالسُّلطةِ أنَّها ترى أنَّ الأوضاعَ يُمكنُ أنْ تبقى على ما هي عليه إلى ما لا نهاية، وأنْ لا إصلاحَ على الإطلاق، وإذا كان الإصلاح لا بدَّ من قُدوُمِهِ، فأيُّ يومٍ يتأخرُ يُشكِّلُ كارثةً وطنيةً، وضررًا بالغًا يَطال جميع الأطراف».
وفي موضوع آخر، تحدث الغريفي عن الخجل، وقال: «إن الخجل في شكلِهِ السَّلبي ظاهرةٌ نفسيةٌ تُعقِّد الموقفَ عند الإنسان، وتصادر لديه الجرأة، ومن أمثلة ذلك الخجلُ في السُّؤالِ، إذ تكونُ الحاجةُ للسؤال، سواءً أكانت الحاجةُ دينيةً أو ثقافيةً أو اجتماعيةً أو صحيةً أو غيرها، الخجلُ هنا ظاهرةٌ سلبيةٌ توقعُ الإنسانَ في الأخطاءِ والمنزلقاتِ والمخالفاتِ الشرعية، الخجلُ في قول الكلمةِ الحقَّةِ أو الناصحةِ، فالكثيرون لا يأمُرونَ بمعروفٍ ولا ينهونَ عن منكر، ولا يواجهونَ أوضاعًا خاطئة، لا يفعلون ذلك لأنَهم يخجلون أو لا يملكون الجرأة في أنْ يقولوا الكلمة، وهنا أيضًا يقعونَ في مخالفات شرعية حينما يجب عليهم أنْ يقولوا الكلمة، الخجلُ في ممارسةِ الالتزام الشرعي، كأنْ تترك المرأة المسلمة (الحجاب الشرعي) خجلًا حينما تكونُ في أوساطٍ غير ملتزمة».
كما تحدث الغريفي عن أن «أجمل ما يزين المراة الحياءُ والعفَّةُ، ويوم تفقد المرأة ذلك فقد فقدت كينونتها وطهرها ونظافتها، وإذا كانت صيحات هذا العصر تبحث عن هُوية المرأة، وكرامتها، وحقوقِها فإنَّ ذلك كلَّهُ حينما تنصنعُ المرأةُ وفق القيم والمثل العليا، وبهذا تتحصَّنُ المرأةُ ضد كلّ مشروعاتِ الابتذالِ والانسحاقِ والضياع والتخلُّف، والانئسار لكلِّ المعاني الهابطة، وإذا كان مطلوبًا أنْ تتحرَّر المرأة من كلِّ أشكال الظلم الأسري والاجتماعي والسِّياسي، فإنَّ أخطر ظلمٍ يواجه المرأة في هذا العصر هو العبثُ بهويتِها الرُّوحية والأخلاقية، فالحديث عن المرأة وعن قضايا المرأة إذا تفرَّغ من المضمون الروحي والأخلاقي تحوَّل حديثًا استهلاكيًا، رخيصًا، خاويًا، منخورًا، مهما تبرقَعَ بعناوينَ كبيرةٍ، وجذَّابةٍ ومثيرةٍ، إنَّنا لا نتعقَّد من شعارِ المطالبة بحقوقِ المرأة، وشعارِ الدفاعِ عن قضايا المرأة، ولكننا نصرُّ أنْ يكون هذا الشعار وفق منظور الإسلام والدِّين، كون المرأة على هذه الأرضِ تنتمي إلى الإسلام وتحمل هوية هذا الدِّين».
وبين الغريفي أن «المرأةُ في كلِّ أوطاننا تنتمي إلى الإسلام فلا يَصحُّ أنْ تُصاغ أوضاعُها وفق قيم تتنافى مع هذا الانتماء، وإذا كانَ البحثُ عمَّا يُعطي للمرأة كرامتِها وإنسانيتِها وحُقوقِها العادلةَ، فلن يتوافر ذلك أكثرَ مما يتوافر في قيم الدِّين، ولا أصدقَ ولا أرقى، مهما تضخَّمتْ العناوينُ، وتعدَّدتْ الأسماء، وتنوَّعتْ المؤُتمراتُ والمُلتقيات، وكَثُرتْ البياناتُ والقراراتُ، واحتفل العالمُ بيومٍ خاصٍ للمرأة».