العدد 4564 بتاريخ 06-03-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


الغريفي: لا مصلحة لأحد صادق في انتمائه لهذه الأرض أن تبقى البحرين في عناء

الدراز - محرر الشئون المحلية

الغريفي: كُلُّنا نحبُّ أنْ يتعافى الوطن

شدد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز السيد عبدالله الغريفي في خطبته أمس الجمعة (6 مارس/ آذار 2015)، على أنه «لا مصلحةَ لأحدٍ صادقٍ في انتمائه إلى هذه الأرضِ أنْ يبقى الوطنُ عَليلاً، وأنْ تبقى البحرينُ في عناءٍ».

وتحت عنوان «كلُّنا نحبُّ أنْ يتعافى الوطن»، قال الغريفي: «لا أعتقدُ أنَّ إنسانًا ينتمي إلى هذه الأرضِ لا يَهمُّهُ أنْ يرى الوطنَ يتعافى، لا أعتقدُ أنَّ إنسانًا ينتمي إلى هذه الأرضِ، لا يَهمُّهُ أنْ يرى البحرينَ بخير، لا أعتقدُ أنَّ إنسانًا ينتمي إلى هذه الأرضِ، لا يَهمُّهُ أنْ يرى هذا الشعبَ في أمنٍ وأمانٍ، فلا مصلحةَ لأحدٍ صادقٍ في انتمائه إلى هذه الأرضِ أنْ يبقى الوطنُ عَليلاً، وأنْ تبقى البحرينُ في عناءٍ، وأنْ يبقى الشعب مأزومًا لا يعيشُ الأمَن والأمان، إذا وُجدَ إنسانٌ يرى المصلحةَ في كلِّ هذه الأوضاعِ السَّيئة، فهو قطعًا لا ينتمي إلى هذا الوطن، وإلى هذه الأرضِ، وإلى هذا الشعب».

وأضاف «لا أريدُ أنْ أصنِّف أبناءَ هذا الوطن، فالتصنيفاتُ الظالمةُ أرهقتنا كثيرًا، ومزَّقت اللحمةََ فيما بيننا، وكرَّسَتْ الخلافاتِ والصراعات، وأنتجت الضغائن والعداوات. كُلُّنا نحبُّ أنْ يتعافى هذا الوطن، أنْ تنتهيَ كلُّ أزماتِهِ، أنْ تختفيَ كلُّ محنِهِ وبلاءاتِهِ، وآلامهِ ومعاناتِهِ، وكلُّ ما يكدِّرُ أوضاعَهُ، وكلُّ ما يُشوِّشُ أمنَهُ وأمانَهُ. أنْ تعودَ البسمةُ إلى كلِّ الشفاه، أنْ تَملأَ المحبَّةُ كلَّ القلوب، وأنْ ينغرسَ التسامُح في كلِّ النفوسِ، وألا نسمع أصواتَ الفتنةِ، ألا نسمع لغة التخوين والتحريض، ألا نجد في الشارعِ ملاحقاتٍ ومطارداتٍ، ألا نجد في المدنِ والقرى مواجهاتٍ ومصادمات، ألا نجد في هذا الوطن اعتقالاتٍ وزنزاناتٍ وإعدامات».

وذكر الغريفي «كلُّنا نحبُّ أنْ يتعافى الوطن، بالرفقِ لا بالشِدَّةِ يتعافى الوطن، باللطفِ لا بالعنفِ يتعافى الوطن، بالرأفةِ لا بالقسوةِ يتعافى الوطن، بالرحمةِ لا بالرَّصاصةِ يتعافى الوطن، بالورودِ لا بالحجارةِ يتعافى الوطن، بالمحبةِ لا بالكراهيةِ يتعافى الوطن، بالتأليفِ لا بالتفتيتِ يتعافى الوطن، بالتسامحِ لا بالشتائمِ يتعافى الوطن، بالكلمةِ الطيِّبة لا بالكلمة السَّيئةِ يتعافى الوطن».

ونبه الغريفي إلى أن «الشدَّة، العنف، القسوة، الرصاصة، الحجارة، الكراهية، التفتيت، الشتائم، الكلمة السيئة، مفرداتٌ تُدمِّرُ الوطنَ، تقتلُ أمنَهُ، تُمزِّقُ شعبَهُ، تزرعُ البؤسَ في أرضِهِ، تنشرُ الرُّعبَ في أرجائه، تسْرُقُ البهجة في عيون أطفاله، فما أحوجَ هذا الوطنَ لكي يتعافى؛ أنْ يُنهي مِن قاموسِهِ هذه المفرداتِ المُدمِّرة، وأنْ يستبدلَ عنها مُفرداتِ الرفقِ، اللّطفِ، الرّحمةِ، الرأفةِ، المحبَّةِ، الورودِ، التآلفِ، التسامحِ، الكلمة الطيِّبة، هذه المفرداتُ الخيِّرة أكَّدت عليها نصوصُ الدِّين، نقرأ في الرأفة والرحمة قوله تعالى متحدِّثًا عن نبيِّهِ محمَّدٍ (ص) «لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» (التوبة: 128)، إنَّه درسٌ للقادةِ والحكَّام أنْ يعيشوا آلام شعوبهم ومعاناة شعوبهم، وأنْ يحملوا همومهم، وأنْ يكونوا الرُّحماء الرؤفاء بكلِّ مَنْ يحكمونهم، ونقرأ في الرفق قوله (ص): (إنَّ الرِفقَ لم يُوضع على شيء إلَّا زانَهُ، ولا نُزعَ من شيء إلّا شانه)».

وأشار إلى أنه «ما أحوجَ مَنْ يتصدَّى لمواقعِ المسئوليةِ والقيادة والحكم أنْ يحمل درجة عالية من (الرِفقَ) وبذلك يملك القلوب والأرواح، بخلاف مَنْ يكونُ شديدًا، عنيفًا، قاسيًا، غليظًا، فإنَّ القلوبَ تنفرُ منه، وتكرهُهُ، قال تعالى في مدح نبيِّه محمَّدٍ (ص) «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران: 159)».



أضف تعليق



التعليقات 6
زائر 10 | بوعلي 11:56 م استمر يالشيخ وكلنا معاك بارك الله فيك دنيا واخرة رد على تعليق
زائر 12 | سلمت للوطن أيها العالم الجليل 1:15 ص اللهم احفظ العلماء والصلحاء في هذا الوطن العزيز والسيد الغريفي واحد منهم يريد مصلحة الوطن ويريد تقدم الوطن في كل المجالات فحفظك الله يا سيدنا الغريفي رد على تعليق
زائر 14 | كلنا نحب أن يتعافى الوطن 2:55 ص ياسماحه السيد مع الاحترام الشديد لتوجهات سماحتكم للوسطية ولم الشمل سيما هذا التغير مؤخرا ولكن العجيب أن هذا التوجه لايرقي إلا على مستوى الخطابة من خلال خطبة الجمعة ولا تريد التواصل أو حتى اللقاء مع القيادة أو أن تقوم بمبادرات شخصية
زائر 15 | الله 4:54 ص الله يحفضك سيدنه طول حياتك كلامك موزون ويصب قى صالح البلد الله يصلح هاده البلد من كل شر وسوء ياالله ياكريم هاده الشعب الطيب مايستاهل الي جرى اليه والله افرج عن معتقلينا ويرحم شهدائنا الابرار رد على تعليق
زائر 16 | تعب الشعب 4:59 ص ليش يا مسؤلوون ما تتركون عنكم هاده الشى هاده سنى وهاده شيعى ليش ماتعطون الشعب حقوقه من حقه ان يطالب بحقوقه يعنى هاده الاموال الي عطيتونهه ............والاجانب الشعب اولا منهم الله يصلح البلد البلد ماشى الى الاسوى وشكرا سيدنه على هاده الاكلام الموزون والله يحفضك وصبر شعب البحرين الطيب رد على تعليق
زائر 18 | فاهمها غلط اللخو.. 11:03 ص المسألة ليست مسألة سني و لا شيعي و لا حتى بانياني... المسألة هل عندك واسطة لو لاء؟