العدد 4536 بتاريخ 06-02-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


الغريفي: الرشد السياسي يُصلح الأوطان ويحمي الشعوب ويُكرِّس العدل ويزرع الأمن

الوسط - محرر الشئون المحلية

السيد عبدالله الغريفي

رأى عالم الدين السيدعبدالله الغريفي أن الأنظمة تضيق بأي حراك شعبي عند غياب ما وصف بـ «الرشد السياسي»، مؤكداً أن الرشد السياسي يصلح الأوطان، ويكرس العدل، وغيابه يدمر الأوطان.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (6 فبراير/ شباط 2015) بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، استشهد الغريفي بقصة النبي سليمان (ع) مع ملكة سبأ بلقيس، وهي القصة المذكورة في القرآن الكريم، مشيراً إلى أن هناك دروساً مهمة جداً في هذه القصة القرآنية «دروس مهمة جدًا، يجدر بالساسة والقادة في هذا العصر أن يتعلموها وأن يطبقوها».

وتحدث الغريفي عن درس «الرشد السياسي يصلح الأوطان»، قائلاً: «الرشد السياسي يصلح الأوطان، ويحمي الشعوب، ويكرس العدل، ويزرع الأمن، وينشر المحبة، ويصنع الازدهار، وينهي الأزمات، وينشط القدرات، ويحصن البلدان، ضد المكائد والأخطار، أما إذا غاب الرشد السياسي فالنتائج مرعبة ومدمرة، فساد الأوطان، وعناء الشعوب، وانتشار الظلم، وغياب الأمن، وشياع الفتن والصراعات، وركود الازدهار، وتراكم الأزمات، وخمود القدرات، واستباحت البلدان».

وتحت تساؤل «ما هي المؤشرات لغياب الرشد السياسي؟»، أوضح الغريفي أن المؤشر الأول: المكابرة وعدم الاعتراف بالفشل السياسي، فكثير من الأنظمة تعيش إخفاقات وإفلاسات سياسيةً، واضحةً كل الوضوح، إلا أنها تتباهى بالنجاحات والإنجازات السياسية رغم كل المآزق التي تحاصر أوضاعها، وترهق شعوبها».

وأضاف المؤشر الثاني: إنتاج الأزمات، فالأنظمة التي تملك رشداً سياسياً لا تنتج أزمات، ولا تسمح للأزمات أن تتشكل، وإذا حدثت هذه الأزمات بفعل أسباب استثنائية، سارعت هذه الأنظمة إلى محاصرتها، وعملت جادةً وصادقةً لكي تعالجها، وتنهي وجودها، بينما الأنظمة التي لا تملك رشداً سياسياً فهي تتغذى على إنتاج الأزمات، وخلق الصراعات، والمآزق والإرباكات في السياسة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».

وتابع «المؤشر الثالث: الخشية من حراكات الشعوب. حينما يكون الرشد السياسي هو الموجه فإن الأنظمة لا تخشى من وجود أي حراك شعبي، ما دام هذا الحراك سليماً، ورشيداً، وصادقاً، ومخلصاً للوطن، وساعياً من أجل الإصلاح، ومعتمداً كل الأدوات المشروعة».

وأردف قائلاً: «أما إذا غاب الرشد السياسي، فإن الأنظمة تضيق بأي حراك شعبي، مهما كانت نزاهته، ونظافته، وعقلانيته، ورشده، وسلميته، واعتداله، مما يدفعها إلى مواجهته، ومحاصرته، واتهامه، وإنهائه».

واستدرك «نحن لا نتحدث عن حراكات متطرفة تعتمد العنف والإرهاب، والوسائل غير المشروعة، فهذه مطلوب إيقافها ومحاصرتها والتصدي لها، كونها تشكل خطراً على الأوطان، وعلى أمن الأوطان، وعلى مكونات الأوطان، هذه الحراكات التي تذبح البشر كما يذبح الخراف، وتحرق الأحياء في أبشع وأقسى صورة، نعم هذه الحراكات يجب أن تتوحد البشرية في التصدي لها ومواجهتها».

واعتبر أن «الخلط بين هذه الأنماط من الحراكات المتطرفة، والحراكات الأخرى النظيفة الرافضة للعنف والإرهاب والتطرف، والتي تمثل إرادات الشعوب وطموحاتها المشروعة، فهو خلط مشبوه، يهدف إلى التشويش والتشويه، ومحاصرة الحقوق والحريات، وهكذا تتشكل المآزق والاحتقانات والأزمات».

وقال: «كم هي الأنظمة في غنى عن هذا لو مارست رشداً سياسياً، يدفعها لاستيعاب هذه الحراكات النظيفة والمخلصة للأوطان، لتصنع منها قوى فاعلة تساهم في بناء البلدان، وحماية أمن الأوطان، والدفاع عن كرامة الشعوب»، مشيراً إلى أن «بهذا تتحول القوى السياسية الشعبية الفاعلة مكونات ناجحة في صنع الواقع السياسي، وفي شراكة جادة مع أنظمة الحكم، بعيداً عن هيمنة الهواجس المرعبة المتبادلة».

وأكد أن «الرشد السياسي لدى الأنظمة قادر أن يصنع «الثقة» عند الجماهير، حينما تحسن الأنظمة الظن بهذه الجماهير، وحينما تنفتح على مطالبها، وحينما تمكن لإرادتها، وحينما تكون نبضاً يمثلها، وحينما تلامس كل همومها وآلامها، بيد الأنظمة الحاكمة أن تخلق الثقة بينها وبين شعوبها، وبيدها أن تقتل هذه الثقة».

كما رأى الغريفي أن «الطريق إلى إنتاج «الثقة» ليس عسيراً، ولا صعباً، ولا مجهولًا، إلا أن أغلب الأنظمة تخطئ هذا الطريق، ليس الطريق إلى قلوب الشعوب سياسات باطشةً، وخيارات قاسيةً، وممارسات ناقمةً، ليس الطريق إلى قلوب الشعوب رصاصات، وملاحقات، ومداهمات، ومحاكمات، وزنزانات، الطريق أسهل وأسهل وأسهل من كل هذه الخيارات الصعبة والمؤذية والظالمة». وأضاف «هذه الخيارات ترهق الشعوب الكثير الكثير، وتكلف الأنظمة الكثير الكثير، وهذه الخيارات تحمل الأوطان الكثير الكثير»، مؤكداً أن «هنا تأتي القيمة كل القيمة للرشد السياسي، الذي يحاسب كل النتائج، ويحاسب كل الأرباح والخسائر، بعيداً عن الانفعالات، والمزاجات الذاتية، وبعيداً عن الأهواء المنفلتة».



أضف تعليق



التعليقات 5
زائر 3 | مصخرة 1:20 ص للأسف: فاقد الشيئ لا يعطيه
رد على تعليق
زائر 5 | الله يحفضك سيدنه 2:23 ص هؤلاء القوم هم ابناء القوم لايتعاملون مع الانسان الى بالبطش وهم يعلمون نهايتهم فى نار جهنم ه اهمشى عندهم الدنيا ولو مرة يفكروون الى اخرتهم لنجحو لرضى الله الله سبحانه يقول اليهم لاتظلمو وهم مصرين على عنادهم ويظلمون هل قدرو بهادا الظلم اطفاء الثورة والحراك لم يقدرو لانه الشعب الثائر يمثل الاكثريه فى البلد والله ياخد الحق المسلوووووب رد على تعليق
زائر 6 | شكرا سيدنا 2:30 ص نحن لا نتحدث عن حراكات متطرفة تعتمد العنف والإرهاب، والوسائل غير المشروعة، فهذه مطلوب إيقافها ومحاصرتها والتصدي لها، كونها تشكل خطراً على الأوطان، صح لسانك .. هذا ما نقوله بالضبط .. البحرين تعاني من هؤلاء الارهابيين ويجب اجتثاثهم شكرا سيدنا رد على تعليق
زائر 7 | يجب اولاً 5:29 ص التصدي للأرهاب اليومي ضد اهالي البلده وقطع روؤس الفتنه حتى تولد ومن ثم تمارس (الرشد السياسي) كما قال شيخكم .. رد على تعليق
زائر 9 | سياسة الترهيب 11:50 ص فرض النفس و زرع الخوف في قلوب الناس, اسلوب غير حضاري لغصب "الاحترام" بالترهيب...ينسون ان هناك اناس لا يهابون الا الله. الاحترام يكتسب ولا ياخذ بالقوة أو الترهيب, سياسة لا يفقها صغار العقول اللتي تعميهم قناعتهم بسياسة الترهيب و التخويف عن الحقيقة و يضظنون انهم في موقف القوة
كلام جميل لكن حتى جماعتنه يا سيد بيقفون ضدك, لا يوجد اصلاح لهذا النظام قبل اصلاح نفوسنا بانفسنا! شعب أناني نصف يتغطى بلحاف المظلومية و متواكل, و نصف بظن أنه بالسكوت و الاختباء ستمر العاصفة دون ان يتاذى رد على تعليق