الغريفي: لا جدوى من لقاءات ليست بمستوى الحوار الجاد
الدراز - محرر الشئون المحلية
قال عالم الدين السيدعبدالله الغريفي: إن الإصرار على تغييب الحوار الحقيقي راكم التعقيدات، وأبقى الأوضاع المأزومة في البحرين، فلا جدوى في لقاءات لا ترقى إلى مستوى الحوار الجاد، فيما أكد أن الأزمة البحرينية «سياسية بحتة»، وأنه يجب معالجة الأسباب الحقيقية للأزمة.
وفي خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز يوم أمس الجمعة (26 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، شدد على أن الحوار الحقيقي الجاد والصادق هو القادر على إنتاج «رؤية مشتركة» قادرة على أن تقارب الأزمة بكل موضوعية، وبعيداً عن كل أشكال التخندق والانحياز، وأن تكتشف الأسباب، وتضع العلاجات، على حد قوله.
وأكد على الأمن لهذا الوطن، قائلاً: «لا نريد لهذا الوطن أن يعيش هذه المخاضات القاسية، والأوضاع المأزومة، والمنعطفات الصعبة. ولا نريد لهذا الوطن أن تزهق فيه أرواح، وتسفك فيه دماء، ويسقط فيه ضحايا وجرحى ومعلولون، ولا أن يكون فيه سجون، ومعتقلات وزنزانات، ولا أن يكون فيه عنفٌ وإرهابٌ وتطرف، ولا أن يكون فيه تمييز أو طائفية أو مذهبية، ولا نريد لهذا الوطن أن يكون فيه عاطلون ومفصولون ومحرومون، ولا أن يكون فيه كل ما يسيء إلى سمعته ودينه وتاريخه وأصالته».
وأضاف «نعم نريد لهذا الوطن الأمن كل الأمن، والازدهار كل الازدهار، والخير كل الخير. ونريد لهذا الوطن المحبة كل المحبة، والتسامح كل التسامح، والأخوة كل الأخوة، والعدل كل العدل، والإنصاف كل الإنصاف، والإصلاح كل الإصلاح، ونريد لهذا الوطن أن تنتهي أزمته».
وتسائل: «هل في هذا الوطن أزمة؟»، مجيباً بقوله: «كل المتابعين لأوضاع هذا البلد يقولون هناك أزمة؟ النظام يقول إنها أزمة أمنية، وهي إنتاج قوى معارضة، وعبث شارع، وخطابات فتن، وممارسات تأزيم، فيجب أن تتوقف هذه المنتجات بكل معطياتها المتحركة على الأرض من احتجاجات ومسيرات وأعمال شغب، لكي تتوفر الأجواء الملائمة لانطلاق العملية الإصلاحية السياسية. وفي المقابل تطرح قوى المعارضة وقوى الشارع رأياً معاكساً، يقول: إن الأزمة في هذا الوطن هي أزمة سياسية بامتياز وهذه الأزمة إنتاج النظام، وقد أنتجت الأزمة السياسية تداعيات أمنية ومواقف قوى معارضة، واحتجاجات شارع».
ورأى أن «من الخطأ الفاحش التعامل مع هذه التداعيات والمواقف والاحتجاجات كأسباب للأزمة السياسية، في حين هي من منتجاتها، فالمنطق الرشيد يفرض أن تعالج الأسباب قبل النتائج، وإذا انعكس الأمر فسوف تبقى الأسباب وتبقى منتجاتها، وتبقى الأزمة السياسية».
وذكر أن «من الضروري أن تتجه المعالجات إلى أسباب الأزمة الحقيقية وهي أسباب سياسية بحتة وعندها تنتهي التداعيات والاحتجاجات بلا حاجة إلى هذا الكم من العنف الأمني الذي كلف هذا الوطن أثماناً باهظة من دماء وأرواح، واعتقالات، وملاحقات، واستنفارات، وخسائر مادية، وعرض سمعة الوطن إلى الكثير من الاهتزاز، وإلى الكثير من النقد، وأدخل البلاد في مآزق سياسية واجتماعية واقتصادية، وعقد مسارات الإصلاح، وعطل أشواط الحل، وغيب خيار المصالحة».
وفي سياق آخر من الخطبة، هنأ الغريفي العالم بميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم (ع)، قائلاً عنه «النبي العظيم والذي حظى بعناية كبرى في القرآن الكريم، وشكلت ولادته معجزة ربانية، ومظهراً من مظاهر القدرة الإلهية، وقد تحدث القرآن عن تفاصيل هذه الولادة في سورة (مريم) وفي سورة (آل عمران) كان السيد المسيح عليه السلام، رسول محبة وسلام، فما أحوج العالم اليوم إلى شعار المحبة والسلام، وهو يعيش أقسى موجات العنف والإرهاب والتطرف، وأسوء حالات الرعب والقلق واليأس والإحباط، وقد غابت في هذا العالم قيم الخير والطهر والفضيلة، هنا تكون الحاجة إلى نداءات السماء وإلى رسالات الأنبياء».
ودعاء إلى أن تكون ذكرى ميلاد المسيح «مناسبة لإعادة إنتاج الحب والتسامح والتآلف والتقارب بين أبناء البشر، ومواجهة العنف والإرهاب والتطرف».