العدد 4473 بتاريخ 05-12-2014م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: على الأمة الإسلامية ألا تصادق التكفير في خطه السني والشيعي

الدراز - محرر الشئون المحلية

الشيخ عيسى قاسم

رفض خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (5 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، التكفير سواء كان سنياً او شيعياً، وقال: «على الأمة الإسلامية ألاّ تصادق التكفير في خطّه السني ولا التكفير في خطّه الشيعي على الإطلاق».

وتحت عنوان «من أحوال الأمم»، قال قاسم: «سبق كلامٌ في عوامل تقدّم الأمم، وأنه لا تقدّم كما ينبغي وعلى الحقيقة من دون القيادة الصالحة، والعامل الثاني لهذا التقدّم هو وحدة الكلمة. تقدّم الأمة التقدّم المتكامل وفي كل مسارات البناء الصالح النافع الرشيد محتاجٌ بالضرورة إلى أن تعيش الأمة وحدة الكلمة، وألاّ يكون تباعدٌ بين مكوّناتها، وألاّ تباعد بين مكوّناتها الآراء والنزعات والمصالح المتفرقة، وألاّ تفقد الجامع الذي يحميها من الاقتتال، ويقيها من الاحتراب بعد الاحتراب، والفتنة المهلكة بعد الفتنة».

وواصل حديثه «ما كان للنموذج الأعلى للأمم الصالحة في الأرض، والذي تمثل في الأمة الإسلامية زمن حاكمية الرسول الأعظم (ص) لها، ما كان له أن يكون لو ابتليت الأمة في داخلها بألوان التمزقات وسادتها فوضى الحروب البينية وكانت قبائل أو أحزاباً أو طوائف متقاتلة، ما كانت قيادة الرسول الأعظم وهي القيادة القمّة التي لا توازيها قيادة، ما كانت تلك القيادة العملاقة لتكفي لإيجاد الأمة الإسلامية القوّية الشامخة، لو كانت تلك الأمة طوائف متنازعة وأحزاباً متقاتلة، ووحدة الأمة وكما سبق، لا تكون بلا تمحورٍ منها حول فكرةٍ بنّاءة أصيلة صالحة، ولقد كان تمحوّر هذه الأمة أيامه صلى الله عليه وآله وسلم حول أعظم رؤيةٍ وأصلح فكرةٍ وأحقّ مبدأ، وحول أعظم قيادة، وعندما كان تمحوّرها حول الإسلام والرسول وهما حبل الله المتين، بذلك كانت تلك الأمة العظيمة الشامخة العملاقة».

واستشهد قاسم بالآية القرآنية «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً، وكنتم على شفى حفرةٍ من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلّكم تهتدون» (آل عمران: 103)، وعلق قائلاً: «ما كان أمام الأمة العربية يوم ذاك إلا نار دنياً ونار آخرة، لولا أن أنقذها الله بالإسلام والرسول (ص)، تلك الأمة أناسٌ فرّقتهم الأفكار المتعددة الساقطة، والأهواء الأرضية السافلة، والعصبيات الجاهلية المقيتة، فأوهنتهم وتخلّفت بهم أشدّ التخلّف، ثم جمعت شتاتهم الفكرة الصالحة والرؤية الإلهية المُنقِذة، والأطروحة الرشيدة، ووحدت منهم الصفوف على هدى الله، وخلف القيادة الحكيمة القديرة من رسول الله (ص)، وانطلقت بهم على طريق البناء الرشيد ليكونوا من بعد ضلالهم وفرقتهم وتخلّفهم أهدى أمة، والأمة الأشدّ توحداً والأقوى والأبرز تقدّماً من بين الأمم، وهذا ما التفت إليه أعداء الأمة من داخلها وخارجها قديماً وحديثاً، فأعطوا الكثير من الجهد والتفكير والتآمر على وحدة الأمة، ومن أجل تمزيق شملها، ولتتواجه قبائل وأحزاباً وقوميات ومصالح وطوائف وأقطاراً في خصومات دائمة وحروبٍ دموية طاحنة، وقد وجدت المساعي الخبيثة لهدم وحدة الأمة وتمزيقها من التكفير وسيلة من أنجح الوسائل لتحقيق هذا الهدف، هو تكفير المسلم لأخيه المسلم على خلاف ما أنزل الله عزّ وجلّ، وجاء به الكتاب وبلّغ به الرسول (ص)، تكفيرٌ لا يُبقي حرمة من حرمات المسلم في دائرة الاحترام، ويهدر منه كل حرماته».

وذكر قاسم أن «ما أحدثه هذا التكفير الذي أخذ واقع الظاهرة في المجتمع المسلم ليس التباعد وخلق الفواصل الفكرية والنفسية في صفوف المسلمين وطوائفهم فحسب، بل حوّل الأمة في عددٍ كبيرٍ من أقطارها إلى أمة مذابح دموية داخلية جاهلية واقتتال بشعٍ شنيع، وإذا كان التكفير في أوّل ظهوره في تاريخ الأمة عن جهلٍ أو سوء نيّة فردية، فهو وليس لزمنٍ قريب فحسب تقف وراءه سياسة دولية معادية للإسلام والأمة الإسلامية، وقد أغرت نتائج التآمر العدائي لديننا وأمتنا الأعداء، وما أمدوا التنظيمات التي بنتها أيديهم الآثمة على أساسها وللترويج لها من قوةٍ باطشة، وثروة ممكنة، على مستوى الانتشار الواسع لظاهرة التكفير والفاعلية المدهشة التي تمتلكها في تفسيق وحدة الأمة وجاذبيتها الهائلة لشبابٍ مغرّر بهم، وعلماء من طلاّب الدنيا والباحثين عنها، وحروبٍ جاهليةٍ موقعةٍ لأكبر الخسائر بالإسلام والمسلمين وثروة هذه الأمة، أغراهم ذلك بأن تستمر جهودهم في توسيع هذه الظاهرة والزيادة في امتدادها».

وقال قاسم: «إذا كانت هناك ظاهرة تكفيرٍ تتخذ المذهب السني منطلقاً لها متحدثةً باسمه، مدّعية كذباً أنها الممثل الحقيقي له دون من عداها ممن ينتسبون لهذا المذهب الإسلامي الكريم، فإنه صار في نظر الأعداء أن لابد من ظاهرة تكفيرٍ تتخذ المذهب الشيعي منطلقاً لها وتتحدث باسمه، وتدّعي أنها الممثل الحقيقي لهذا المذهب الإسلامي الشامخ كذلك، والعمل جادٌ من أعداء الإسلام المتآمرين على الأمة، على تكوين هذه الظاهرة ودعمها وتغذيتها، وإيجاد الظاهرة الأخيرة من منطلق المذهب الشيعي، هذه الظاهرة العمل جادٌ من أعداء الإسلام المتآمرين على الأمة على تكوينها ودعمها وتغذيتها وإيجاد التنظيمات المتكفّلة برعايتها والقيام بها أو بنشرها والإخلاص لها وتعميمها، وكذلك تجييش الجيوش من أجلها، وفي كلا التكفيرين قضاءٌ على الإسلام والأمة الإسلامية، والعداوة من هذا التكفير أو ذلك التكفير ليس لهذه الطائفة بخصوصها، وليس لتلك الطائفة بخصوصها، التكفير السني عداوته للسني والشيعي، للإسلام كلّه، والتكفير الشيعي عداوته للسني والشيعي، للإسلام كلّه، ولذلك كان على الأمة الإسلامية ألاّ تصادق التكفير في خطّه السني ولا التكفير في خطّه الشيعي على الإطلاق».



أضف تعليق



التعليقات 21
زائر 1 | اتمنى كل خطبك تكون هكذا 8:44 م اتمنى خطبك تكون دينية و تقريب بين المذاهب و الاديان و الرقي بلفكر المعتدل
اما خطب زج الدين و السياسة هي الي تشدد المجتمع و تجعل كل طائفه تعمل لحالها
في النهاية الدين ثابت و عقيدة و السياسة متغيرة على حسب المصالح
العلمانية هي الحل رد على تعليق
زائر 18 | نعم اخي 1:46 ص نعم العلمانية هي الحل ....تحيا العلمانية !!
زائر 3 | بارك الله بك 9:54 م نعم قائدنا سير ونحن من ورائك
اطال الله في عمرك رد على تعليق
زائر 4 | الله يحفظك يا شيخنا الغالي 9:55 م الله يحفظك أيها القائد العظيم رد على تعليق
زائر 5 | نعم العالم 10:23 م نعم العالم أنت الذي لا تأخذه في الله لومة لائم
فلا يهادن شيعيا يكفر أخاه المسلم ولا يسكت عن سني يكفر أخاه المسلم
أنت كنز في هذا البلد وضمانة سلمه وأمنه ووحدته تستحق من الجميع المحبة والتقدير لو أنهم يعلمون رد على تعليق
زائر 10 | العنزي 11:18 م واللة كلام عدل يا شيخ عيسى قاسم بس وين راح تحصل من يمشي علية او يطبقة ان كان سني او شيعي راح تحصل ناس من الطرفين يدورون بس مصلحت نفسة الشخصية وماعليم من باقي الناس رد على تعليق
زائر 15 | محب الوطن الكوارث من اشتغال المذهبين الكريمين في السياسة 0900 1:15 ص شيخنا العزيز لا يخفي عليك التحارب بين المذهبين في لبنان والعراق واليمن حتى سوريا تحولت الثورة إلى الاقتتال بين المذهبين بالوكالة وذهب أبنائهم من شتى البلدان يقاتلون على الأرض السورية فهل شيخنا العزيز لا يصح أن نطالب بحقوق الشعب إلى بجمعيات شيعية أو سنية ومايصح أن نعمل جمعيات مختلطة من جميع الأطياف ونحنوا نشوف برلمان لبنان منقسم طاءفين مضرتة أكثر من منفعتة رد على تعليق
زائر 16 | انا سني 1:17 ص منطق رائع وكلام في محله اذا عالم الدين اتجه إلى نصح الأمة وترك السياسة لا أصبحنا من أرقى الأمم تحول رائع في خطب الشيخ عيسى قاسم وهذا شي يؤيده الجميع اتركوا السياسة التي تجلب التفرقة
ولاحظ كم سني سيؤيد ما قاله الشيخ أمس خلاف لخلافهم السابق معه أي أن الناس ليس طائفيين اذا وجدوا الحق والاعتدال رد على تعليق
زائر 23 | اخي الكريم 3:14 ص هل المطالبة بالحقوق للجميع تدخل سياسي تعتبره ؟ وهل المطالب فقط للشيعة ؟ متى نعرف الصح من الخطأ ؟
زائر 28 | لا 3:50 ص الذي أقصده أن رجال الدين ليصلح أن يتدخلوا بالسياسة لأنهم قدوه ويتكلموا بما أنزل الله واذا تكلم شيخ دين في السياسة بكل تأكيد استغل مكانته في نفوس الناس وقد يكون على خطأ ويصعب انتقاده والسياسة قذرة أما الحقوق لا ضير وفي ناس مختصين
زائر 17 | جديدة 1:30 ص لازم جلد الذات لاثبات وجهة النظر ؟
لا يوجد تكفير شيعي و لله الحمد رد على تعليق
زائر 20 | رد على زاءر 17 2:10 ص راجع كتاب الطهارة للخوئي الجزء الثاني صفحه84 في حكم من أنكر ولاية علي رضي الله عنه يعني كل واحد يقول أنه الإمام الأول أو الخليفة الأول بعد الرسول صلى الله عليه وسلم غير علي رض ك.......س أيضا طبعا ستجد طائفة كبيرة تخالف قول السيد الخوئي وهم الآن ..........
زائر 19 | محب الوطن ما علاقة المذاهب بالديمقراطية 1:54 ص شيخنا العزيز البرلمان يسمى بيت الشعب وليس بيت أي طائفة أو دين والأحزاب المشتعلة فيه ليست قائمة على أساس أي مذهب او دين وهي الف باء الديمقراطية وما علاقة أي مذهب او دين بالديمقراطية ونحنوا نشاهد البوذيين والمسيحيين وحتى الذين لايؤمنون بأي دين يمارسون الديمقراطيه على أحسن وجه فلماذا نقحم المذهبين الكريمين بالديمقراطية ونحنوا نعرف مساوئ هذا رد على تعليق
زائر 21 | ابوعلاوي 2:13 ص شكرا شيخنا الكريم على محاضراتك القيمه اخواني الاعزاء ان جميع الثورات ليس بها طائفية ولكن هناك من يرغب بجعلها طائفيه ومع الاسف هذى الامر جعل من الحاقد ويدعي الدين ان يقتل من غير تميز شيعي اوسني اومسيحي بس هو يحاول بقدر الامكان ان يقتل الشيعي شوف ماذاحدث لزوارباكستان الشيعه حرقوهم بالباصات واستهداف المساجد الشيعيه فقط ففضيلة الشيخ لم نسمعه قط بالتشجيع وانماهويرفض العنف تماما والعكس صحيح من السعيدي مثلا وهويسب جهارا رد على تعليق
زائر 22 | زائر 17 2:40 ص شكلك لاتقرأ ولا تسمع
ابسط مثال اذهب الى جامع النصف في مدينة عيسى وبعدين تعال رد على تعليق
زائر 24 | كلمة جميلة شديدة الرقة ؛ قليل سامعها 1 3:16 ص "على الأمة الإسلامية ألاّ تصادق التكفير في خطّه السني و الشيعي" كلمة جميلة لكنها رقيقة ؛ و كأنَّ خطرات النسيم تجرح خديها و مس الحرير يدمي بنانها. التكفير مشكلة رحَّلها لنا الأولون و هذا العصر هو أوان اشتعالها ؛ لا تعالج بهذه العموميات و المواعظ. فالأمة لا شأن لها بمعالجة أو مصادقة التكفير. بل المكلَّف الوحيد والمسئول أما الله، و صاحب الحل والربط في التكفير هم العلماء و المراجع فقط! رد على تعليق
زائر 25 | كلمة جميلة شديدة الرقة ؛ قليل سامعها 2 3:17 ص فما نعيشه الآن هو أنَّ كل شيعي هو مجوسي صفوي ؛ و كل سني هو ناصبي معادٍ لأهل البيت. إن أراد العلماء حل هذه المشكلة - و هم وحدهم القادرون على ذلك - على كل طرف أن يسأل الآخر : ما ذا تريد مني من قول أو فعل أن أعمله لتأمن جانبي و تصدق أني أعتبرك أخا لي في الإسلام؟ رد على تعليق
زائر 26 | كلمة جميلة شديدة الرقة ؛ قليل سامعها 3 3:18 ص بالنسبة للشيعة : أن يقول علماء السنة أنَّ الشيعي الذي يعتقد بأنَّ الله قد فرض طاعة اثني عشر إماماً هو أخ لنا في الدين، و لو خطئناه.
بالنسبة للسنة : أن يقول علماء الشيعية أنَّ السني الذي لا يعتقد بفرض طاعة اثني عشر إماماً هو أخ لنا في الدين، و لو خطئناه.
هذه هي البداية و ما لا يدرك كله لا يترك كله رد على تعليق
زائر 27 | ياريت شوي مراجعة 3:44 ص ياريت تت عادة قراءة ما قاله منذ سنوات الى الأسبوع الماضي واضح لهجة الانكسار بعد الخيبة الكبرى رد على تعليق
زائر 29 | محب الوطن السياسة داءمت الاحتكاك بين رجالها 1135 3:54 ص شيخنا العزيز لماذا لا نجنب الاحتكاك بين المذهبين ونبعدهم عن السياسة دائمة الاحتكاك بين رجالها لأن الاحتكاك بين الأديان أو المذاهب لا يأتي إلا بالكوارث رد على تعليق
زائر 30 | بداية البعد عن التكفير عدم تسيس المنبر الديني 5:10 ص المهم انت ايها المرجع الشيعي دع عنك تسيس منبرك الديني وتوظيفه سياسيا واعطاء غطاء للمتطرفين واهل الشغب والتطرف وان تكون عامل سلام وجمع كلمة لاعامل تفرقة وسينتهي التكفير والتطرف من الجانب الشيعي رد على تعليق