«الداخلية» تُفتش منزل الشيخ عيسى قاسم...وتفرق مسيرة احتجاجية في الدراز
فتّشت قوات الأمن صباح أمس الثلثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) منزل عالم الدين البارز الشيخ عيسى قاسم الكائن بمنطقة الدراز. وقالت وزارة الداخلية على «تويتر» إنها كانت تبحث عن مطلوب في قضية أمنية. وخرجت مسيرة احتجاجية مساء أمس فرّقتها قوات الأمن.
تفتيش منزل الشيخ عيسى قاسم... و«الداخلية»: نبحث عن مطلوب بقضية تفجير
الدراز - محرر الشئون المحلية
فتّشت قوات الأمن صباح أمس (الثلثاء) منزل عالم الدين البارز الشيخ عيسى قاسم الكائن بمنطقة الدراز، وذلك بحثاً عن مطلوب في قضية تفجير باص، وذلك بحسب ما أوضحت وزارة الداخلية عبر حسابها على «تويتر».
إلى ذلك، قال مدير عام المباحث والأدلة الجنائية عبر حساب وزارة الداخلية الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «الشرطة فتشت مسكناً في منطقة الدراز صباح اليوم (أمس الثلثاء) بعد الاستئذان من ساكنيه ومرافقتهم بحثاً عن شخص مطلوب في قضية تفجير باص بمنطقة البديع بتاريخ (20 نوفمبر/ تشرين الثاني) الجاري».
كما بثّ موقع وزارة الداخلية على «تويتر» مقاطع مصورة كانت تحت عنوان «مقتطفات من عملية تفتيش منزل صباح اليوم بالدراز بحثاً عن مطلوب في قضية تفجير، علماً أن العملية موثقة بالكامل».
وأظهرت مشاهد في مقاطع الفيديو عدداً من رجال الأمن المدنيين الذين كانوا يرتدون الأقنعة السوداء، يقومون بعملية تفتيش مرافق المنزل بحضور نجلي الشيخ عيسى قاسم، فيما كان أحد رجال الأمن يحمل ورقةً بيده ويسأل أحد أبناء الشيخ قاسم عن اسم والده، ويجيب الابن عن اسم والده قائلاً «عيسى أحمد»... ومن ثم يسأل أحد الشرطة الملثمين عن أسماء الموجودين في المنزل، ويدخل بعد ذلك الملثمون غرفة غرفة لتفتشها، فيما يسمع صوت إحدى السيدات في مقطع آخر وهي تسأل أفراد الأمن الملثمين عن مبتغاهم.
هذا، وقد تجمع عدد من رجال الدين والأهالي صباح أمس أمام منزل الشيخ عيسى قاسم في وقفةٍِ تضامنية تعبيراً عن رفضهم لعلمية تفتيش المنزل، فيما حضر الشيخ عيسى قاسم وطلب من الحضور الانصراف فوراً.
وعقب أحد المشاركين في الوقفة التضامنية «لو كان الأمن يبحث عن شخص فعلاً فكان بإمكانه معالجة الأمر بطريقة أخرى، ولكن المقصود هو توجيه رسالة سياسية معينة الى الشيخ عيسى قاسم في هذا الوقت بالذات، وهو خطوة تعطي مؤشرات سلبية للمرحلة المقبلة».
وانتشرت لاحقاً دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت لإقامة فريضتي صلاة المغرب والعشاء خلف الشيخ عيسى قاسم بالدراز تعبيراً عن التضامن معه. وعقب الصلاة تجمع عدد من المصلين وحاولوا الخروج الى الشارع العام حيث قام رجال الأمن بالتصدي لهم وتفريقهم بمسيل الدموع.
هذا، وشهدت منطقة الدراز والمناطق المحيطة بها توتراً أمنياً مساء أمس، فيما تعطلت حركة المرور نحو الساعة السابعة مساء على شارع البديع.
ومن جانبها، أصدرت فعاليات دينية وسياسية بيانات أدانت من خلالها «تكرار القيام بتفتيش منزل الشيخ عيسى قاسم بحجج واهية». واستنكرت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة ما اسمته «استهداف منزل الشيخ عيسى احمد قاسم وتفتيشه وترويع أهله». واعتبرت جمعيات (الوفاق، «وعد»، التجمع القومي، التقدمي، الإخاء)، في بيان لها امس الثلثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، خطوة الأجهزة الأمنية «استفزازية لفئات واسعة من الشعب البحريني لم تهدئها عملية التصوير التي بثتها وزارة الداخلية على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي».
وربطت قوى المعارضة الخطوة «بالمزيد من الاحتقان السياسي» الذي تشهده البلاد على خلفية تنظيم الانتخابات النيابية والبلدية، لافتة إلى «مسألة التهرب من تنفيذ التعهدات التي أطلقتها السلطات إزاء توصيات تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الإنسان العالمي».
وقالت المعارضة في بيانها إن محاولة تجاهل الأزمة السياسية «لا يغيّر من الواقع شيئا وان استمرار الانتهاكات وتهديد المواطنين وإرهابهم لا يزيدهم إلا إصراراً على التمسك بمطالبهم المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتشييد دولة المواطنة المتساوية التي تحترم حقوق الإنسان، وذلك من خلال الشروع في الحل السياسي الذي يأتي عبر التفاوض الجاد بضمانات محايدة».
يشار إلى أن قوات الأمن سبق أن فتشت منزل الشيخ عيسى قاسم، وذلك عند الساعة الواحدة من فجر (الجمعة 17 مايو/ أيار 2013).
وقد أكد حينها رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن أن وزارة الداخلية أصدرت بياناً رسمياً أوضحت فيه تعرض قوة من الشرطة، كانت بالمنطقة في مهمة لحفظ الأمن والتصدي لأعمال الشغب والتخريب، لعمل إرهابي تمثل في إطلاق نار من سلاح محلي الصنع، أصيب على إثره اثنان من أفراد الشرطة.
وأشار آنذاك إلى أن التعامل مع هذا العمل الإرهابي، استدعى طلب دعم وإسناد من قوة مكافحة الإرهاب لتتبع مصدر إطلاق النار وتكثيف أعمال البحث والتحري واتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة تجاه المتورطين، مضيفاً أنه أثناء ذلك، تم الاشتباه في سيارة نقلت المتورطين في هذا العمل الإرهابي، ووجدت متوقفة في محيط عدد من المنازل، وعليه تم تطويق الموقع بهدف البحث عن هؤلاء الإرهابيين والكشف عن هوية صاحب السيارة المشتبه بها، بحسب بيان رسمي صدر في ذلك الوقت.