العدد 4459 بتاريخ 21-11-2014م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: تهديد مقاطعي الانتخابات محاولات فاشلة... والناس ينتظرون الحل الحقيقي ليشاركوا فيها زحفاً

الشيخ عيسى قاسم

وصف إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، تهديد من سيقاطعون الانتخابات النيابية والبلدية التي ستقام اليوم السبت (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، بأنها «محاولات فاشلة»، مشيراً إلى أن الناس تنتظر انتخابات الحل الحقيقي لتزحف للمشاركة فيها زحفاً.

وقال قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (21 نوفمبر 2014): «الناس ينتظرون انتخابات يظنّون فيها خيراً غير هذه الانتخابات، ليزحفوا للمشاركة فيها زحفاً، ويتسابقوا مسرعين لها، وهي انتخابات الحل الحقيقي لا غيرها».

وتحت تساؤل «ارتباكٌ أو سخرية؟»، رأى قاسم أن «من حق المواطن أن يسأل هذا الذي يجري على يد السلطة من الارتباك، أو من سخرية بالشعب؟ استدعاءات... وتوقيفات، وتحقيقات، وإهانة وازدراء، هذا من جهة، ومن جهة ثانية تصل رسائل المشاركة في الانتخابات إلى زوج المرأة الموقوفة والسجينة وأبيها وأخيها وأهلها من رجالٍ ونساء بالمشاركة في الانتخابات، وكأن هؤلاء النساء الموقوفات والمسجونات من المنبوذات حتى عند أعزّ عزيز عليهنّ، ويأتي مثل ذلك في حق أحبة وأهالي الموقوفين والسجناء من الرجال».

وأوضح أن «هؤلاء السجناء والسجينات ليسوا منبوذين ولا مجرمين، إنهم أحرار طالبوا بحقوق هذا الشعب، وهم محل اعتزاز الشعب الحر، ومحل تقديره، وهم أحبةٌ من الأحبة العظام، وهذه هي شيمة الشرفاء الأحرار وشأن الإنسان المؤمن والمواطن الغيور على وطنه الذي يحب الخير لشعبه وأمته».

وتساءل: «أليست هذه الدعوة الموجهة لأهالي السجناء والسجينات (...) هي دعوة ممعنة في إهانة المواطنين، دعوةٌ تريد من المواطن أن يوقع على وضع مؤلم له، ظالم في حقه، مقضّة لمضجعه، ومباركة له وتشجيع، وإعلان لتأييده لاستمرار السجن والأذى والتعذيب لعزيزه وحبيبه من ولدٍ أو أخٍ أو زوجٍ مثلاً؟».

وأضاف: «تدعوني للمشاركة في الانتخابات وابني أو ابن ابني أو ابن ابنتي أو أخي أو ابن عمي سجينٌ ظلماً عندك؟ ماذا تريد أن تقول لي؟ تريد أن تقول لي بأن سجينك البريء ظالمٌ وأنا عادل؟ تريد أن تقول لي أفعل ما أشاء بابنك بابن بنتك، بأخيك، بابن ابنك، بابن عمك، بابن خالك، وعليك أن تذعن وتخضع وتسجد إليّ؟».

وتابع «هنا يُسأل، أهذا ارتباك في الموقف الحكومي بسبب ظروف الانتخابات وما تتوقعه من حجم المقاطعة لها، أم هو المبالغة في السخرية من المواطنين، أم هما الأمران معاً؟ ولأي شيء يرجع هذا التهافت الواضح بين دعوى أن الانتخابات حرّة ومن أجل الديمقراطية وترسيخها كما عليه إعلام السلطة، وبين أن يُمنع على المواطن المعارض المقتنع بعدم جدواها وبضررها على الشعب إبداء رأيه فيها إلى أن يبلغ الأمر حدّ التهديد والوعيد لمن يبدي رأياً معارضاً، أو يظهر كلمة بهذا الشأن!».

واعتبر أن «الحكومة تعطي بهذه الديمقراطية الغريبة لنفسها الحق في أن تقول ما تشاء، بشأن هذه الانتخابات تشجيعاً على المشاركة فيها لإنجاحها النجاح الإعلامي المطلوب لها، وأن تهدد وتتوعد المتخلّف عنها تخويفاً وإرعاباً خارج الدين وحتى خارج الدستور والقانون، وتمنع في الوقت نفسه إبداء أي رأيٍ سلبي بشأنها، وفي هذا برهانٌ قاطع لصدق هذه الديمقراطية ولعمل المجلس النيابي القادم على إيجادها وتركيزها».

وأردف قائلاً: «من ديمقراطية السلطة في هذا الوطن، ومن عدلها، واحترامها للدين، أن تحكم على الكلمة الدينية لنصرة الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السياسة، والدفاع عن حرمة المسجد والقرآن والصلاة، بعقوبة المتفوّه بها، في مسجدٍ من مساجد الله، وتحشّد ضدها كلّ أتباعها من الإعلاميين كما تعدّها تنجيساً للدين لتدخلّها في السياسة، كلمة دينية تُقال في نصرة الدين هي تنجيس للدين، هذا من جهة».

وأكد أن «الفتاوى التي تعين السياسة لتحقيق مآربها، والمباركة لما تراه السياسة، وكثيراً ما ترى السياسة الحق باطلاً، والباطل حقّاً، وكثيراً ما ترتكب السياسة من ظلمٍ وانتهاكٍ للحقوق والحرمات، تلك الفتاوى هي فتاوى مباركة، ومثابٌ عليها من السلطة، وتًنشر في الصحف شبه الرسمية والموالية ويُروّج لأهلها».

وذكر أنها «فتوى تناصر السياسة وظلم السياسة دينٌ قويم، ودليل على طهارة الدين، وعدل الدين ورقيّه، وفتوى تُقال في نصرة الدين، كلمة دينية ليست بمستوى الفتوى تقال لنصرة الدين تنجيسُ لدين الله، هذا قول السياسة».

وخاطب من وصفهم بـ «أهل السياسة»، قائلاً: «فعلتم كل ذلك، وتفعلون، وكل ذلك عدلٌ منكم، وديمقراطية تقدمة، ويا أهل السياسة، خاطبتم الأموات فضلاً عن الأحياء بالمشاركة، وأوصلتم خطابكم بها إلى بيوت السجناء وهم في مقابر السجون، وأنتم لا ترجون النتيجة المطلوبة لكم من ذلك، وما كان هناك حاجة لشيء من هذا كلّه ولا غيره لإنجاح الانتخابات الإنجاح الحقيقي وكثافة المشاركة فيها لو كانت انتخاباتكم غير هذه الانتخابات، وليست بتصميمها وهندستها وهدفها المرسوم لها من قبلكم الذي لا يزيد الطين إلا بلّة، والمشكلة إلا عمقاً وتركزّاً واتساعاً».

وأضاف «انتخابات من النوع الذي يؤمّل فيها المواطن خيراً يندفع إليها ولو وجدت متاعب في طريقه للمشاركة فيها، وانتخابات لا تحمل معها إلا اليأس والبؤس والتأزيم لا يحركه إليها شيء ولو فُرش الطريق إليها بالسجاد الفاخر والرياحين».

وخلص إلى أن «التعويل في المشاركة والمقاطعة ليس على الإعلام والإعلام المعاكس المضاد، وإذا أثّر هذا الإعلام أو ذاك، إعلام حكومة أو إعلام معارضة، إذا أثّر هذا الإعلام أو ذاك على القليل من المواطنين وإذا دفعت المصالح الشخصية بعض الأشخاص إلى المشاركة، والعصبية بعض الأشخاص إلى المقاطعة، فإن الوعي والتقدير الدقيق لمصلحة الوطن ومضرّته من هذه الانتخابات هو الذي يحدد موقف الكثيرين من مسألة المقاطعة والمشاركة، الكثيرون إنما يحدد موقفهم أنه يقاطع أو يشارك إنما هو وعيه، فهمه، إدراكه للمصلحة والمفسدة من هذه الانتخابات».

وختم قاسم هذا السياق من خطبته بالقول: «إذا أعطت تهديدات الدولة للمعارضين للمشاركة، والإشاعات بالأضرار اللاحقة للمتخلّف عنها، دفعاً وانخداعاً تحت عامل الخوف للبعض للمشاركة، فإن الأحرار الناظرين إلى خير الوطن كُثرٌ إن شاء الله في هذا الوطن، وهؤلاء إذا كانوا على رأي المقاطعة فلن تفصلهم عن رأيهم هذه المحاولات، ويرونها محاولات فاشلة».



أضف تعليق



التعليقات 3
زائر 10 | لن نخضع 10:23 م لن ترهبونا ولن نخضع لإبتزازكم السياسي الرخيص. شعب البحرين الأصيل سيشارك في الإنتخابات ولن تجرونا لمواجهة تودي بهذا الشعب لحرب أهلية والعياذ بالله. رد على تعليق
زائر 14 | حفظك الله 10:36 م والله يجعلك ذخرا للمسلمين رد على تعليق
زائر 21 | حفظك الباري 11:43 م نعم القائد انت يا أبا سامي كلام لا يستطيع فهمه إلا العقلاء رد على تعليق