أكد أن النيل من مقدسات أي مذهب جريمة ومعول هدم لوحدة الأمة
قاسم: السلطة أرادت للانتخابات نتيجتها السلبية المتوقعة بإقصاء «المعارضة»
الدراز - محرر الشئون المحلية
قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، إن: «السلطة أرادت الانتخابات أن تأتي بنتيجتها السلبية المتوقعة من الجميع، وبالكيفية الإقصائية للمعارضة وناخبيها ومترشحيها لو كان للمعارضة مترشحين، وليس للمعارضة فعلاً أي مترشح، وأن يكون حالها لنوعٍ خاصٍ من المترشحين، هو من حال (خلا لكِ الجو فبيضي واصفري)، وأن تكون صورية وهزلية لا تقنع الداخل ولا الخارج».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، تحدث قاسم تحت عنوان «هكذا أرادوها»، قائلاً: «هكذا أرادوها وما كان لهم أن يريدوها كذلك... انتخاباتٌ تفرّدت السلطة بالتخطيط لها ووضع هندستها، وبرسم أهدافها المحددة، ومن توصل ومن لا توصل إلى عضوية المجلس النيابي، ومن أي نوعٍ ستكون القوانين والمواقف، ولأي سياسة سيكون انتصار هذا المجلس، ومن سيخذل ومن سيحارب -أي هذا المجلس- وسيقسو عليه من طرف الشعب أو الحكومة، كل ذلك جاء من تخطيط جهة واحدة هي الجهة الحكومية».
ورأى أن «السلطة هي صاحبة التخطيط الوحيد لهذا المجلس، والذي يضمن أن يكون في خدمة أهدافها».
وأضاف «أرادوا لهذه الانتخابات الفشل لا النجاح، وعزوف الشعب لا أن يتحمس لها، وأرادوا لنتائجها من النوع الذي أفرز أزمات الوطن المتتالية، والنزاع المتفاقم بين الحكومة والشعب، وأن يبقى النفق المظلم هو حظّ هذا الوطن، وما هكذا كان ينبغي لهم أن تكون الانتخابات، أن تكون من هذا الاتجاه ومن هذا المستوى وهذا التردّي».
واعتبر أن «مجلساً نيابياً تنتجه هذه الانتخابات لا صلة له بما قد ادعي من ديمقراطية، ولا يصلح أن يمثل حتى واجهة مكذوبة لها، ولا يملك شيئاً من القدرة على تلميع موقف السلطة، كيف مجلسٌ باسم مجلس نيابي له انتسابٌ للديمقراطية وهو جزء من السلطة وتحت إمرتها كما كان سابقه؟ المجلس السابق المشترك معه المجلس المُرتقب تخطيطاً وتركيبةً وهدفاً، كان يسابق السلطة ويسبقها في التشديد على الشعب والتضييق على حريته، ويحرضها على التنكيل بأحراره، وعدم الإفراج عن أحدٍ من السجناء، ويحرّض على المبالغة في العقوبات لأبنائه والتهجير المقيت، هكذا كان دور المجلس السابق، والمجلس النيابي الحاضر من جنس ذلك المجلس بل هو أخسّ صورة».
وتساءل: «هل يرتقب الشعب من المجلس المنتظر من الانتخابات القادمة أن يكون المجلس المنتصر لقضايا الشعب؟ الحريص على نيله حقوقه والتمتع بالحرية التي يستحقها وأن يخرج بالوطن من أزمته الخانقة بشِعبها المتعددة».
وأضاف متسائلاً أيضاً: «كيف يندفع المواطن لانتخابات لا يرتقب منها إلا خيبة الأمل، وسوء النتائج؟»، مشيراً إلى أن «أمامنا أيام ويظهر الموقف الحقيقي للشعب من الانتخابات القادمة، ويكشف ذلك الموقف عمّا هو نظر الشعب لقيمتها وجدوى نتائجها أو عدم جدواها، وبرهان كل ذلك، سيكون في حجم المشاركة أو المقاطعة».
وأضاف «كأن خير ما أرادت الحكومة أن تدفع بالشعب من خلاله للانتخابات وتشجعه على المشاركة هو تصاعد وتيرة استدعاءات النساء... وإيقافهنّ، وهذا أمرٌ أكبر خطوة يمكن أن تدفع الشعب إلى المشاركة هو هذا الفعل الذي يثير غيرة كل غيور».
وفي سياق آخر من خطبته، تحدث قاسم تحت عنوان «كان من كان فهو عدو الأمة»، مؤكداً أن «عدواً للأمة كان من كان، أراد أو لم يرد، علم أو جهل، التفت أو لم يلتفت، من أساء لوحدة الأمة الإسلامية، وأتى بعملٍ أو بكلامٍ فيه هدمٌ لوحدتها وفرقة بين المسلمين.
وشدد على أن «الأمة كلّها من أهل مذهبه وغير أهل مذهبه عليها مواجهته بما يكفّه عن فعله ويعيده إلى رشده كان من السنة أو من الشيعة، تسمّى باسم أنه عالم أو مثقف، كان حاكماً أو محكوماً، كان خطيباً أو كاتباً، مفتياً أو داعية، وأياً كان».
ورأى أن «دوره هذا مضرٌ بالدين، معادٍ للأمة، مقوضٌ لوحدتها، ناقضٌ لأمنها، منهكٌ لها، مثيرٌ للحروب بين أبنائها، ولابد أن يأتي الإنكار وتأتي الهبّة الرادعة في وجه صاحب هذا الدور من الشيعة لو كان شيعياً بدرجة الحماس والجدية والاندفاعة التي يواجهونه بها لو كان سنياً، وأن يكونوا المبادرين بالإنكار عليه إطفاءً للفتنة، وأن يتخذ السنة الموقف نفسه منه لو كان سنياً تحقيقاً لغرض الوئام وتحاشياً عن الحساسيات المذهبية».
وأكد أن «النيل من مقدسات هذا المذهب أو ذلك المذهب، السب لرموزٍ من أتباع هذه الطائفة أو من تلك الطائفة فضلاً عن التكفير لأهل مذهبٍ إسلامي من أهل مذهبٍ إسلامي آخر، جرائم في حقّ الأمة ومعاول لهدم وحدتها وفتح طريقٍ واسعٍ لاحتراب الطوائف. فلا يصح للأمة بكل طوائفها وعلى جميع المستويات من علماء وخطباء ومفتين وكتّاب وغيرهم السكوت عليها».
ونوّه إلى أن «هذا لا يعني مصادرة الحوار ومناقشة القضايا المختلف عليها، وطرح الآراء العلمية بأسلوب هادئ موضوعي غير مستفزّ، وخاصة في إطار العلماء الأعلام، والنخبة الفكرية المتدينة».
وفي سياق عاشوراء، أكد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، على ثبات شعائر عاشوراء، وعدم اعتبار أية ممارسة جديدة على أنها شعيرة من شعائر عاشوراء.
وقال: «إن إحياء عاشوراء يمثل إحياءً للدين وذكر أهل البيت (ع)، بما أن ذكرهم فيه وبه ذكر الدين، فهل باب إحياء عاشوراء مفتوح على مصراعيه نضيف إليه كل ما نريد؟ وكلما يرد على خاطرنا بلا قيد ولا شرط؟ ثم أن ندعي بأن كل ما أدخلناه في الإحياء فهو شعيرة نصرّ على التمسك بها ونعطيها وزن الثوابت الشرعية؟ الأمر ليس كذلك بالتأكيد يا عموم الأخوة المؤمنين، وإلا خرجنا بالدين عن حدوده، ووجدنا أنفسنا من بعد حينٍ أمام دين غريب، قد دخله من هوانا وقصورنا وعصبيتنا وجهلنا الكثير، وقاتلنا ووجدنا أنفسنا من بعد حينٍ كذلك أننا نقاتل من أجل هذا الدين المختلق، ونُقتل في سبيله، وهل هذا إلا من المنكر الفظيع».
وأوضح أن «إحياء عاشوراء له أساليبه المنصوصة كبيان حقيقة ثورة الإمام الحسين (ع) وقيمتها الكبرى في إحياء الدين، والندبة لمصابه الأليم، والبكاء الإيماني لرزّيته، كما أن له أساليبه المباحة الخارجة عن الحرمة والكراهة، البعيدة عن الشبهة، غير الموهنة للمذهب، أو المؤذية لمن يمارسه الأذى الذي لا ترتضيه الشريعة».