قاسم: حادثة «حسينية الأحساء» عدوان جاهلي وفوضى تقوّض أمن الأمة
الدراز - محرر الشئون المحلية
اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، حادثة حسينية الأحساء، بأنها «من أمقت ألوان العدوان الجاهلي حيث لا خلفية من دينٍ ولا عقلٍ ولا ضمير إنساني، ولا عقلانيةٍ لهذه الجريمة البشعة».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، رأى قاسم أن الحادثة «واحدة من سلسلة طويلة متكررة من حوادث من هذا المستوى القذر الغريب عن الإسلام، والذي تحوّل إلى ظاهرة تنذر بالفوضى العامة المُقوّضة لأمن الأمة، ظاهرة عدوانية ظالمة، وإرهاب بهيمي يطال الشيعي والسني، والمسلم والمسيحي، ويتلذذ بالدماء المتدفقة واللحم المتناثر للأبرياء».
وقال إنها «ظاهرة تبتدئ أولاً بالإساءة للإسلام، بتقديم صورة زور عنه بأنه دينٌ عدواني فوضوي سفاك للدماء، لا يتورّع ولا يشبع من القتل وإحداث الدماء، ويعادي الأمن والحياة، ها هي الصورة التي يقدمها الإرهاب السائد الآن عن إسلامنا العزيز الكريم».
وأضاف «ليت حكومات المسلمين تتوقف عن تغذية هذا الإرهاب ومدّه بأسباب التوسع والقوة، ومن أبرز ذلك مواصلتها لمعاداتها لشعوبها، ومناهضتها لمطالبتها بحقوقها».
وأشار إلى أن «ظاهرة الإرهاب بما صارت إليه من امتداد وتوسع وقوة وقدرة على البطش، وانفلات من القيم لتمثل مأساة أمة أهدى أمة، ومأساة دينٍ أقوم دين، مأساة أخوّة أمتن أخوّة، وهي وليدٌ مشئوم لسياسةٍ ظالمة باطشة بالشعوب ما زالت تصرّ عليها حكوماتٌ عديدة من حكومات المسلمين».
وفي سياق آخر من خطبته، تحدث قاسم عن ثورة كربلاء، مشيراً إلى أن «معركة كربلاء ليست لمرة واحدة في التاريخ، ويوم عاشوراء ليس يوماً شاذاً من بين كل الأيام، وإنما كل أرضٍ كربلاء، وكل يومٍ عاشوراء(...)، وعاشوراء المعركة بين العقل والجهل، بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة، بين قيم الدنيا وقيم الآخرة، بين إرادة الخير وإرادة الشر في كل مجتمع وفي كل نفس إلا نفسٍ عصمها الله بعصمته».
وبيّن أن «ثورة كربلاء ثورة الدين الحق على دينٍ مغشوشٍ مزوّر ممزوج بالجاهلية، مسخّر لخدمة الطواغيت، مُخدّر للأمة، إباحيٍ إلى حدٍ كبير، مبرر للظلم، يشرّع للأثرة والنهب والاستحواذ بغير حقٍّ على الثروة، أتبحث عن دينٍ بهذا الوصف؟ إنه موجودٌ بكثرة هذه الأيام».
وقال: «إنها ثورة عقلٍ في قمة النضج والرُشد والبصيرة، على عقول قاصرة مّجة بلا رشد ولا حكمة ولا بصيرة، ثورة عقل تنّور بهدايات الله على عقول لعبت بها الجاهلية وأعمتها الشهوات وأضلّها الطغيان».
وأفاد بأن «كربلاء ثورة القيم الروحية الطاهرة في أعلى طهرها ونقاوتها على قيم الطين الهابطة، والشهوات المادية المتدنّية والحيوانية والبهيمية حين تكون السيادة لها على الإنسان».
وأكد بأنها «ثورة الإرادة الإيمانية الحية القوية الخيّرة على إرادة الشر في الطغاة والإرادة المسحوقة والمهزومة للأمة، أمام الرغبة والرهبة ودنيا السلطان وبطشه ونقمته».
وأفاد بأن «نصرة الحسين (ع) في أي زمانٍ تحتاج إلى عقل، ودين، وحياة، وروح، وبصيرة عملية وخبرة بطبيعة الجبهات وإرادة وقدرة وثبات، وروح تضحية، دين واعٍ قويم لا زيغ ولا تحريف فيه، وعقل نابه رشيد محتفظ ببصيرته، وخبرة بطبيعة الجبهات التي تخوض الصراع، وإرادة خيّرة وراءها نفس تعشق الحق وتنفر من الباطل ولا يلتقي معها في شعور، وقدرة ثبات أمام هول التحديات، وروح تضحية بكل ما في الدنيا، والحياة فيها في سبيل الله غير هيّابة، ولا متلكئة ولا مترددة، إنه لزادٌ كبير صعب المنال، ولا يمكن أن تتوفر عليه نفس إلا بجهاد طويل مرير، وكل ما هو من هذه العدّة الكريمة الثقيلة الغالية والعالية لا يتوفر للإنسان إلا بالإعداد والمصابرة والمجاهدة، وخوض ألوان التجارب الصعاب، وتربية حكيمة رشيدة واعية خيّرة خبيرة نظرية وعملية معها».