«التوعية» تدشن شعار عاشوراء البحرين «كربلاء ثورة دين وعقل وإرادة»
قاسم: البدعة ظلم لثورة كربلاء
الوسط - محرر الشئون المحلية
شدد الشيخ عيسى قاسم على أن «من الظلم لثورة كربلاء أن يدخل إحياء ثورة الإمام الحسين شيء من البدعة وهي المثل العظيم في الأصالة والنقاء الإسلامي والاستمساك الشديد بالإسلام»، محذراً من أن «يتخذها متخذٌ مثاراً للطائفية البغيضة - من هذه الطائفة أو تلك الطائفة - وهي التي كانت من أجل وحدة الأمة وعزتها، وتوحيد جهودها على طريق الله الواحد الأحد العظيم».
واعتبر قاسم، في كلمته التي ضمت عدداً من التوجيهات التربوية والأخلاقية، خلال تدشين جمعية التوعية الإسلامية، مساء الاثنين (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) بمقر الجمعية في الدراز، شعار عاشوراء البحرين 1436هـ «كربلاء ثورة دين وعقل وإرادة»، بحضور نخبة من العلماء والباحثين والمثقفين ورواد الخدمة الحسينية، وجمهور غفير احتشد في الحفل الحسيني، أن «ثورة كربلاء ثورة دين حق وإيمان عميق، وثورة إرادة عملاقة لا توقف منها أمام التحديات ولا تردها عن المطمح الكبير والهدف العالي الشدائد، وثورة رؤية فسيحة ممتدة تخترق حدود الزمان والمكان وثورة إحساس غزير دفاق لكرامة الإنسان بما هو إنسان».
وأوضح أن «كربلاء ثورة على الفسق والتمرد الجاهلي على الله سبحانه وعلى التحرر من قيم الدين وأحاكم الشريعة وعدلها، ثورة على تعملق الغرائز المادية وسيادتها وعلى قرار الإنسان ومسلكه، ثورة على حب الدنيا الذي يقضي على إنسانية الإنسان ويفصله عن هدف الحياة، وثورة على العمى والجهل والضلال، هي ثورة على الأهداف الدونية الحقيرة التي تصد الإنسان بما هو إنسان عن هدفه الكبير».
ودعا قاسم للابتعاد عن تلوث أجواء عاشوراء بأي لون من ألوان الهبوط الأخلاقي، وأي مظهر من مظاهر الفسوق والفجور. مشيراً إلى أن «يستقبل موسم إحيائها من بعض خطباء المنبر الحسيني أو العلماء أو أهل الإنشاد ومن أي المشاركين في هذا الإحياء من غير الاستعداد الكافي الذي يتطلبه برغم ما لكربلاء من الأهمية البالغة في تقييم الدين وما لهذا الإحياء إذا جاء ناجحاً وبالمستوى المطلوب من أثار إيجابية ضخمة على صلاحها على حياة الأمة وصلاحها». موضحاً أن «يتخذ موسم عاشوراء وكأنه موسم قبيلة أو أسرة وموسم أمجاد لها أو ظهور وشهرة لها أو كسب أنصار ومتعطفين معها. أو أن يتخذ وكأنه موسم تجاري بحت من خطيب من الخطباء فيدخل في مساومات طويلة شاقة ملحة مغالية على أجور ما سيقدمه في خطابته، فهذا ليس مما يليق بمكانة كربلاء وموقع كربلاء وثورة الإمام الحسين عليه السلام وشأنه العظيم ورساليته الكبرى».
ولفت قاسم إلى أن «ثورة كربلاء ثورة على خمود الإرادة، على فتورها، على استسلامها للظروف المحيطة وهي تملك أن تغير ولو على المدى الطويل، ثورة على نفس تقبل أن تهون أو تهان، ثورة على كل تخلف في وضع من أوضاع النفس الكريمة كان وضعاً علمياً، كان وضعاً عاطفياً، كان وضعاً روحياً، كان أي وضع من الأوضاع الكريمة للنفس من الأوضاع الإنسانية».
وأشار إلى أن هدف كربلاء هو «هدف عميق شامل، في تحقيقه تحقيق كل ما تتطلبه سعادة الإنسان في حياته الحاضرة والحياة التي هو صائر إليها حتماً، وكل عاقبتنا أن من بعد هذه الحياة حياة هي أبقى وهي الحيوان الحق، هدف كربلاء للإصلاح الشامل المنطلق من إصلاح الإنسان».
وقال قاسم: «إن لكربلاء استحقاقاً عاماً على الأمة كلها، ولتنظر الأمة لما كانت كربلاء؟ ولمن كانت؟. وعلى يد من كانت؟ وماذا أعطاها الإمام العظيم لهذه الأمة؟ ولماذا ضحى من أجل ذلك؟ وماذا أعقبت ثورته من آثار وبركاته؟ لتعرف من بعد ذلك، ماذا تعطي لثورة الإمام الحسين مما عساه أن يمثل شيئاً من المكافأة لتلك الثورة وتضحياتها الكبار وهدفها العملاق، والأمة فيما تعطيه لكربلاء الإمام الحسين عليه السلام إنما تعطي في الحق الكثير لدينها ونفسها حاضرها ومستقبلها دنياها وآخرتها، والحسين (ع) لا ينتظر عطاءً من الأمة إنما كل انتظاره وكل التضحيات كان من أجل الله وطمعاً في ثوابه».
وشهد حفل التدشين مشاركة شعرية حسينية حزينة للشاعر عبدالله القرمزي، فيما شارك الرادود عبدالأمير البلادي بقصيدة حسينية، وختم الحفل بآبيات حسينية للخطيب الحسيني الملا إلياس المرزوق.
ويأتي التدشين ضمن إطلاق جمعية التوعية الإسلامية للنسخة الرابعة عشرة من مشروعها السنوي الموسمي «عاشوراء البحرين»، والذي يضم حزمة مميزة من الفعاليات والأنشطة والخدمات والصادرات النوعية، ويمتد طيلة شهري محرم وصفر 1436هـ.