قاسم: الديمقراطية في البحرين قائمة على إقصاء طاقات وتضييق حريات
قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، إن وصف الديمقراطية في البحرين قائم على «تضييق على الحرية الدينية والمذهبية إلى حد ملاحقة مشاريع التلاوة للذكر الحكيم بالعقوبة، ومصادرة حق الصلاة في المساجد المهدمة، إقصاءٌ وتعطيلٌ لكفاءاتٍ وطاقاتٍ قادرةٍ مستهدفةٍ من حسٍ طائفي مُستَولٍ على السياسة وعلى خلفية المطالبة بالحقوق، وشراسةٌ ومواجهةٌ للمطالبة بالحقوق، سحبُ جنسياتٍ وتهجيرٌ للمواطنين من المنطلق نفسه والذنب ذاته».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (4 أبريل/ نيسان 2014)، تحدث قاسم تحت عنوان «ديمقراطيتنا المتميزة»، قائلاً: «في البحرين ديمقراطية، هكذا يقولون، الديمقراطية هنا سبّاقة، متميزة، فريدة، المستوى ذات مستوىً مثال وحقّ للديمقراطيات الأخرى أن تقتدي بها، وللمحرومين من الديمقراطية أن يقتفوا أثرها، دعونا نقول هكذا ولكن ما وصف هذه الديمقراطية المثال؟ مجلس شورى معيّن يتمتع بحق التشريع، مجلس منتخبٌ من اختيار السلطة التنفيذية وتصميمها الكامل».
وتحت عنوان «الاستكبار والاستضعاف»، أوضح أن «تاريخ الاستكبار والاستضعاف في الأرض ومجتمعات الإنسان تاريخٌ طويلٌ قديمٌ مقيم، لا تتخلله إلا انقطاعات استثنائيةٌ يسيرة المدة هنا أو هناك على يد حكم السماء حيث يرضى به الإنسان، وهذه الانقطاعات هي الواحات الخضراء الرائعة في حياة المجتمعات وكل ما عداها تكون الأرض غارقةً في الظلام والعذاب».
وأضاف «ما تُرك الإنسان لهواه إلا وطلب الاستكبار عملاً وتمسك به ما استطاع تعويضاً عمّا يحكمه من الشعور بالفقد والنقص، -إذا استسلمتُ للهوى كنتُ في داخلي محكوماً للشعور للفقد والنقص، فأحتاج إلى التعويض، هذا التعويض بالاستكبار الكاذب الظالم».
وذكر أنه «حتى يتحقق ما يريد –ذلك الشخص، ذلك الإنسان- من أسباب الاستكبار العملي الباطل، وأن يبقى له استكباره يجد أن لا بد له من استضعاف شركائه في الأرض والحياة ومن يريد أن يبني ويحتفظ باستكباره على حساب مصلحتهم وعزتهم وما يجدونه من فرص التقدم والازدهار –لابد أن أسلب منك كل شيء حتى أسودك وأستكبر عملياً عليك».
وأردف قائلاً: «في مقابل هذا المستكبر، ما من إنسانٍ إلا ويعز عليه أن يظل أسير الضعف والذل والهوان، وأن تكون حياته في شرنقة الظلم الذي يمارس في حقه من الآخرين، ليس من إنسانٍ ما لم يمسخ إلا ويتطلع إلى الخروج من هذا الذل والهوان وأن يتحقق له الخلاص، ومن هنا يبدأ الصراع وتبدأ المعركة، ولا تستقر الحياة حتى تنكسر إرادةُ الاستكبار وتنتصر روح العزة والكرامة والانعتاق».
هذا، وتطرق قاسم في خطبته للحديث عن «القضاء العادل»، مبيناً أن «هذه مقولة كل أنظمة الحكم في البلاد العربية بالنسبة للقضاء التابع لها، لكن ما أن يتغيّر وضع النظام وتأتي سلطةٌ جديدة، ويتعرض أهل السلطة السابقة لأحكام هذا القضاء إلا وحكموا عليه بالظلم، هو نفس القضاء، وأنهم يعانون من ظلمه بينما يتبجح النظام الجديد بعدل القضاء الذي أقام بنائه وصار يمتثل ما يُملى عليه من جانبه».
وأشار إلى أن «القضاء التابع لأي نظام عادلٌ حسب إعلامه بشرط أن لا يصيبه من عدله المدّعى الذي يعرف نفسه أنه ليس كذلك ما يعاني منه أهل مقاومته، فالقضاء التابع لأي نظام ليس فوق عدله عدلٌ حسب إعلان ذلك النظام، وينتهي هذا العدل ويتحوّل إلى ظلم حالما تدور الدوائر على النظام نفسه ويخضع عددٌ من رجاله إلى حكم ذلك القضاء ويذوقون من ظلمه وأحكامه الجائرة أو حتى العادلة ما يذوقون».