الغريفي: لا يصنع أمن الوطن ملاحقة مشروع علمائي يمارس وظيفة دينية
القفول - محرر الشئون المحلية
قال خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول السيدعبدالله الغريفي: «لا يصنع أمن الوطنِ ملاحقة مشروعٍ علمائي يمارس وظيفةً دينية تتمثل في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتصدّي لكلّ المنكرات، بدعوى أنّه مشروع لا يملك شرعية رسمية». وتساءل الغريفي في خطبته التي ألقاها بعد صلاة العشاءين في جامع الإمام الصادق(ع) بالقفول أمس الخمس (30 يناير/ كانون الثاني2014): «متى كانت المسئوليات الشرعية محكومة للقرارات الرسمية؟، ومتى كانت الوظائف الدينية مرهونة بإرادات المؤسسات الوضعية؟، ومتى كانت التكاليف الإلهية تؤخذ من أنظمة السياسة؟»، مشيراً إلى أن «من السهل جداً أنْ يصدر حكمٌ ضدّ المجلس العلمائي ولكن من الصعب جداً أنْ يُلغى دور هذا المجلس مادام على هذه الأرض علماءٌ أخلصوا لدينهم ولمسئولياتهم الشرعية».
وأكد الغريفي أن «الوطن في حاجة إلى أمنٍ، هذا ما يؤمن به كلُّ الأطراف، هذا ما تؤمن به السلطة، وهذا ما تؤمن به قوى المعارضة، وهذا ما تؤمن به قوى الموالاة، وهذا ما يؤمن به كلُّ أبناء هذا الشعب». مبيناً أنه «مهما تعدّدت الرؤى والقناعات، فالأمر الذّي لا شكّ فيه أنَّ البطش لا ينتج أمناً».
وأردف «حينما نتحدّث عن أمن الوطن فهو أمن لا يتجزأ، ليس هذا الأمن فقط هو أمن السّلطة والحكم، بل يجب أنْ يكونَ أمناً لكلّ الشعب. الأمن واحد لا يتجزأ، أمن الشعب، أمن النظام، أمن الوطن كلّهِ».
وشدد الغريفي على أن «لا يصنعُ أمنَ هذا الوطن إلّا العدل، وإلّا الإصلاح السّياسي الحقيقي، وإلّا الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، هذه هي المنتجات الحقيقية للأمن، وواهم كلّ الوهم مَنْ تصوّر طريقاً آخر غير هذا الطريق، وواهم كلّ مَنْ اختار خياراً غير هذا الخيار».
وقال: «شمع أحمر يوضع على باب من خشب أو حديد أمر ما أسهله وما أيسره، ولكن هل يُمكن أنْ تُشمّع كلُّ القلوب، وأنْ تشمّع كلُّ العقول، وأنْ تشمّع كلُّ الإرادات؟».
وأضاف أن «ليس في هذا مكابرة أو غرور، نحن لن نسمح لأنفسنا إطلاقاً من واجبنا الشرعي أنْ نمارس ما يضرّ بأمنِ هذا الوطن، وبوحدةِ هذا الشعب، إلّا إذا تمرّدنا على تكليفنا الديني، وإلّا إذا خنا الأمانة وهذا مستحيل».
وأفاد بأن «الخلاصة لسنا مرعوبين من حكم حلّ العلمائي، فالمجلس لم يوجده قرار رسمي حتى يلغيه قرار رسمي، ويُؤسفنا أنْ نقول إنّ المشهد السّياسي في هذا البلد وحتى اللحظة لا يحمل مؤشرات التحرك في اتجاه الانفراج».