العدد 4060 بتاريخ 18-10-2013م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


رأى أن من يعطِّل حل الأزمة يضر بنفسه قبل غيره

قاسم: الحراك الشعبي في البحرين غير مرتبط بظروف ومعادلات سياسية في المنطقة أو العالم

الدراز - محرر الشئون المحلية

الشيخ عيسى قاسم

أكد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم، أن الحراك الشعبي في البحرين غير مرتبط بأية ظروف أو حركات أو معادلات سياسية في المنطقة أو العالم، سواءً أكانت إيجابية أم سلبية.

وأوضح قاسم في خطبته يوم أمس الجمعة (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، أن «الشعب هنا لا يربط مصير حراكه بأي نوع من الظروف والمعادلات السياسية في المنطقة أو في العالم، إيجابية كانت أو سلبية، وهو آخذ على نفسه أن يستمر في حراكه العادل المسالم مهما يكن من أمر هذه الظروف والمعادلات».

وتحت عنوان: «الإرهاب هو الإرهاب»، قال قاسم: «الإرهاب هو الإرهاب، جاء من شعب أو حكومة، وجاء من جماعة دينية أو غير دينية، الإرهاب الظالم واحد، هو طريق مظلم ومسلك هدّام ومناقض للدين، ومقوّض للأمن العالمي والقيم الإنسانية، ويشل حركة الحياة وينشر الفوضى، ويزعزع بنية المجتمعات، وينحرف بجهود المجتمع البشري من فكرية وعملية إلى العدوان ومجابهته والرد عليه بعدوان مثله، بل يزيد عليه أضعافاً وأضعافاً».

وأضاف «ما انتشر هذا التوجه -التوجه للإرهاب- المدمّر وتربى عليه جيل واحد إلا حطّم الحضارات والحياة، ولا يخرج الإرهاب الظالم عن هويته الساقطة وخسّته وبهيميته أن تتبناه حكومة من الحكومات وتحت أية ذريعة من الذرائع، فضلاً عن أن يكون وسيلتها المفضلة أو التي ترى فيها ملجأها الأخير في الاستمرار في حكمها الغاشم وسلطتها المطلقة وأثرتها الطاغية وتماديها في الاستبداد».

وتساءل: «لماذا المزيد من التشدد والتصعيد؟ لأن المطالب بحق الشعب أن تكون له إرادة في حكمه، ورأي محترم في تقرير مصيره، وكلمة معتبرة في إدارة الشأن العام المتعلق به، ظالم جائر متجاوز لحقه خارج عن حده، ألهذا يكون التصعيد؟ الإجابة بنعم على هذا السؤال لا تجري على لسان منصف عاقل يعي ما يقول ويقدّر ما يقول، أو لأن التشدد سيردع المطالبين بالحقوق ويخرسهم إلى الأخير أو لزمن غير قريب؟».

ورأى أن «تجربة الحراك التي امتدت لسنتين وما زاد على ثمانية أشهر قد أثبتت بما فيه الكفاية استحالة أن يكون ذلك برغم شدة القمع، ومر المعاناة وفظاعة الخسائر، ونشر الرعب والأحكام القضائية القاسية، التي طالت ألوف المواطنين، وتوديع العدد الكبير من الشهداء في سبيل إقامة الحق واستقامة الأمور وتصحيح المسار، الذي يعاني من انحراف هائل عن الصواب حسب موازين الحق والعدل، وكرامة الإنسان، وقيمة المواطن، ومصلحة الوطن، المسار الذي يصادم الدين ويعيش حالة انفلات عن أحكامه وقيمه».

وأضاف متسائلاً: «أو هل لأن طول المدى وتعطيل الحل العادل لأكبر مدة ممكنة سيلقي باليأس في قلوب المواطنين ويجعلهم يتراجعون مختارين تحت تأثيره؟ احتمال ساقط، فهذا شعب مؤمن مؤمل في الله سبحانه مما ينقذه من حالة اليأس والإحباط ويمده بالطمأنينة لنتيجة جهاده في سبيل الحق. أو هل ينطلق تشدد السلطة وتوجيه الضربات الموجعة للشعب المعارض، من انتظار تغيّر في الظروف المحيطة والمعادلات السياسية المؤثرة، بما يكون في صالح بقاء الأوضاع الظالمة على ما هي عليه من واقع بلا تغيير؟».

وقال قاسم: «إذا كان لهذا التشدد من أثر فهو مزيد من إيمان الشعب بضرورة الإصلاح، والاستقامة على طريق المطالبة به من غير توقف ولا هوادة، والكل يدرك أن المأزق الذي يعيشه الوطن ليس مأزق شعب دون حكومة، ولا فئة دون أخرى، وأن الحل ليس حاجة طرف واحد دون طرف، وتعطيل الحل العادل ليبقى المشكل على ضراوته، وليزداد إضراراً بالوطن كله، وبكل مكوناته، وبثروته وإنسانه وحاضره ومستقبله، ومن يعطل الحل يتحمل تبعة هذا كله ويضر بنفسه قبل أن يضر بغيره، وليس على أرض الواقع في هذا الصراع قوي على الإطلاق وضعيف على الإطلاق، فلكل طرف فيه نصيب من قوة ونصيب من ضعف، ولا مجال لإنكار ذلك وما إنكاره إلا مكابرة».

وفي جانب آخر من خطبته، تحدث قاسم عن الطائفية، فتحت عنوان: «الطائفية محرقة»، نبّه إلى أن «الطائفية في عالمنا الإسلامي محرقة للأمة، وقاضية على الدين ومقوّضة للأمن، وعاصفة بالاستقرار، وآتية على حلم الوحدة، وتمتد الطائفية داخل هذه الأمة بأثرها السلبي على الأمن الاقتصادي العالمي لما للأرض الإسلامية من تغذية العالم بسبب من أسباب الطاقة المتوافرة في الأرض والمنتجة فعلاً. وأثرها الضار في ذلك واسع ومفزع، وأمتنا لا تعيش عزلة عن العالم وعلاقاتها متشابكة مع بقية أجزائه ودوله سياسياً وأمنياً، والاضطراب الهائل والفوضى العارمة في إطار هذه الأمة لا يقف عند حدودها، ولابد أن يمتد بآثاره المحطمة إلى الشعوب والأمم الأخرى».

وأضاف «من ناحية دينية إسلامية عامة، فإن كل أنواع الظلم من المنكرات الكبرى التي يرفضها الدين الحق، ويشدد العقوبة عليها، وليس له أي تسامح بشأنها، والفتنة الطائفية والتسبب فيها وإشعالها وتغذيتها، وبما لها من آثار تخريبية خطيرة مرّت صورة منها ظلم واضح للدين والأمة والإنسانية، فهي محرمة قطعاً، ولا مجال في الإسلام للقول بإباحتها والقائل بذلك مفترٍ كذّاب على الإسلام أو لا فقه له به على الإطلاق».

وأشار إلى أن «المذهب الجعفري موقفه واضح كل الوضوح من هذا الأمر وهو في وضوحه لا يقبل الشبهة أبداً، ومدرسة أهل البيت (ع) شديدة الحرص والتأكيد على وحدة الأمة والحفاظ عليها من التصدّع...».

وأكد أن «لغة السب والشتم والكلمات الساقطة البذيئة للرموز والمقدسات، عند هذا الطرف أو ذلك الطرف من طوائف المسلمين، من أقوى أسباب الفتنة وعوامل إشعالها، ولغة أهل الإيمان لا تأتي بذيئة ولا فاحشة، ولا مستهترة ولا متعدية، ولا ساقطة ولا متهوّرة، ولا يأتي من مؤمن ما يدعو لتفجير الأوضاع بين المسلمين وإدخالهم في فتنة عمياء طاغية مهلكة».

وعبّر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، عن إدانته وشجبته واستنكاره لما حدث في مدينة الأعظمية في العراق، من جماعة باسم الشيعة مما يدخل في هذا الباب، والشيعة منه براء ومذهب أهل البيت عليهم السلام يستنكره أشد الاستنكار ويبرأ منه كل البراءة.

وقال: «ما أقسى فتاوى التكفير التي ملأت الساحة الإسلامية على وجود الأمة، ووحدتها وهداها وسلامة الدين، وما أشد عداوتها له وأبعدها عن فكره ومصلحته، وهذه الفتاوى وراء كل فتنة عمياء في هذه الأمة، ووراء هذه الانفلاتات الخطيرة. وفتاوى التكفير هذه لا منطلق لها إلا الكيد الأسود بالإسلام أو الجهل الفاحش بمقوماته وأحكامه».

وحذَّر من تلك بقوله: «إذا ترك علماء الإسلام من كل المذاهب أو من مذهب واحد منها لهذه الفتاوى لأن تمتد، وتتسع وتتسرب إلى عقول الأجيال، وتحكم نفوسها فعلى الإسلام والأمة الإسلامية السلام، والعلماء شركاء كبار بصمتهم في هذه الجريمة لو سكتوا».



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 3 | رجل بقامة وطن 10:27 م الله يحفظك يا أبا سامي في زمن عز فيه الرجال الدين لا يخافون في الله لومة لائم رد على تعليق
زائر 4 | لقد اسمعت 1:02 ص لقد اسمعت لو ناديت حي ولكن لا حياة لمن تنادي رد على تعليق