الغريفي: الإصلاح السياسي يُحصِّن الوطن من منزلقات الطائفية... والسلطة مطالبة بإنتاج الثقة
الدراز - محرر الشئون المحلية
أكد عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، أن الإصلاح السياسي «يحصّن» الوطن ويحميه من منزلقات الطائفية، مشدداً على ضرورة أن تفتش السلطة عن «وسائل لإنتاج الثقة، وليس مزيداً من القسوة والعنف. إننا نريد لهذا الوطن أن يكون خالياً من الأزمات والتصدعات».
الغريفي وخلال كلمة ألقاها في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، ظهر أمس الجمعة (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، حذّر من اللعب بأوراق الطائفية، من خلال «مجموعات الإرهاب والتطرف».
وقال: «ليس مرفوضاً أن ينتمي الإنسان إلى مكون طائفي أو اجتماعي أو سياسي، ما دام يمتلك قناعة هذا الانتماء». ورأى أن «شعب البحرين بأصالته وقيمه ووعيه ووطنيته من الصعب أن ينجر إلى معترك طائفي، فقد عاش هذا الشعب بكل مكوناته تأريخاً من المحبة والأخوة والتسامح، فهل يمكن أن يتفاجأ باصطفافات طائفية تنسف هذا التاريخ؟».
وأضاف «إننا نعترف أن المرحلة التي يعيشها الوطن تمتلئ بالتوظيفات الطائفية البغيضة، الأمر يفرض على كل المخلصين أن يحاصروا هذه التوظيفات خشية أن ينزلق الوطن إلى منزلقات طائفية خطيرة، وندعو الجميع لمواجهة هذه المحاولات، من خلال مبادرات صادقة».
وأوضح أن التحصين الحقيقي لمواجهة المنزلق الطائفي يكون من خلال «توفير الأجواء الصالحة لمعالجات جذرية لأزمات الوطن».
وبيّن أن محصنات المنزلق الطائفي تبدأ بـ «إشاعة ثقافة المحبة والتسامح، مما يساهم في تحصين الوطن، وإن شعباً محصناً بثقافة المحبة والتسامح لا يمكن أن تعبث به مشروعات الطائفية».
وحذر من «اللاعبين» بأوراق الطائفية، من خلال مجموعات الإرهاب والتطرف، التي تزهق الأرواح في كثير من بلاد المسلمين، «وهي تمظهرات لقوى لاعبة بالأوراق الطائفية».
وذكر أنه حينما لا تمارس السلطة السياسية تمييزاً بين أبناء الوطن، وحينما يشعر أبناء الوطن أن لا تمييز بينهم، فإن ذلك يحصن الوطن من منزلقات الطائفية.
وشدد على ضرورة «نشر الخطاب التوحيدي الذي يحارب كل التشققات، ومحاربة الخطاب الطائفي التحريضي التخويني، الذي يزرع الكراهية والعداوة والصراع والاحتراب، مما ينتج واقعاً طائفياً مدمراً».
وفي سياق آخر، تحدث الغريفي عن «ردود أفعال منفعلة»، على إثر كلمته التي ألقاها الأسبوع الماضي، وتحدث فيها عن استهداف المجلس العلمائي، قائلاً: «إن الصنف الأول: ردود فعل متشنجة ومنفعلة، معبأة بالسباب والشتم والمطالبة بالسجن والاعتقال، ولم أجد دليلاً واحداً رداً على طلبنا بأن يعطونا دليلاً على طائفية المجلس العلمائي في بياناته وخطاباته ومشاريعه، بل قالوا إن برامج المجلس طائفية! ما هو الطائفي في برامجه؟ هل موسم عاشوراء طائفي، هل تعليم أبناء المذهب أحكامهم الفقهية طائفية؟».
وأضاف «ثم جاء اتهام آخر بالتحريض على العنف والإرهاب، أين هذه الادعاءات، أين أدلتكم؟ نحن ندين الإرهاب، ونعتبر الإرهاب جريمة إنسانية ودينية... ولكننا ندين جميع أنواع الإرهاب، والله لو ثبت لي أن أية جهة تمارس الإرهاب بالدليل... لسمَّيتها وأدنتها».
وأكد أنه «لا يمكن لي في يوم من الأيام أن أدعو أو أساند الإرهاب، بل نحن ضحية الإرهاب، نرى الاعتداء على الأرواح حرام».
وفي سياق ديني، تحدث عالم الدين الغريفي عن موسم الحج، مشيراً إلى أن الكثيرين يتمنون أن يكونوا مع الحجاج، ويطوفون ويسعون ويرمون الجمرات، «كم هي أمنية كبيرة، إلا أن الكثير الكثير تمنعهم موانع كثيرة من الوصول إلى بيت الله عز وجل». وقال: «أود أن أبشركم أنكم تستطيعون أن تكونوا حجاجاً وأنتم في وطنكم، يُكتب لكم ثواب الحج، ثواب حجة أو حجتين أو عشر حجات، وإذا كنا نعيش عشق الحج، هنا بعض الموارد التي يمكن أن نحصل من خلالها على ثواب الحج، فقد ورد في الروايات أن من أكثر من قراءة سورة الحج أعطي من الحسنات بعدد الحجاج والمعتمرين».