علماء دين: وفاة الشيخ الجمري خلفت ثلمة في الوطن يصعب سدها
الوسط - أحمد الصفار
خلف رحيل فقيد الوطن والعلماء الشيخ المناضل عبدالأمير الجمري أجواء من الحزن والأسى على جميع أرجاء المملكة، إذ جاء نبأ وفاته كالصاعقة على نفوس جميع من أحبوه وعايشوه وعرفوه سواء في داخل البحرين أو خارجها، وخصوصاً علماء الدين الذين كان منهم وبينهم في أوقات الرخاء والشدة. ويعد تاريخ الشيخ الجمري سجلاً حافلاً بالكفاح والمطالبة بالحقوق المشروعة للمواطنين من دون تفريق أو تمييز، وهنا نترك بعضاً من انطباعات علماء الدين بفاجعة وفاته:
المحفوظ: سنتمسك بثوابت الفقيد
قال الشيخ محمد علي المحفوظ: «إن الشيخ الجمري يعتبر خسارة كبيرة للوطن لأن حضوره كان واضحاً على الساحة الاجتماعية والسياسية والإسلامية، وخصوصاً عندما تبنى مجموعة مطالب الناس فيما يرتبط بالدستور التعاقدي وإعادة المجلس النيابي، وكان حضوره لافتاً في انتفاضة التسعينات، وهو شخص أجمع عليه شعب البحرين، ولاشك اليوم أن افتقاده يشعرنا ببالغ التأثر والحزن كشعب ولكن عزاءنا في قوله تعالى: (وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)» (البقرة: 155 و156). وأردف «عزاؤنا أيضاً في ثبات الشيخ الجمري على مواقفه التي تبناها فعندما تمت إعادة البرلمان في العام 2002 قال: (ليس هذا البرلمان الذي طالب به البحرينيون شيعة وسنة)... ومن المصادفات أن الفقيد ينتقل في فترة حساسة جداً بعد فترة مقاطعة لذلك البرلمان الذي احتج عليه، ثم مشاركة بدأت بأزمة فلم يعقد المجلس النيابي كما أريد له، فرحل الشيخ في وقت صعب وكأنما يعبر بموته وغيابه عن حال احتجاج على ما لم يتحقق مما طالب به وعمل وعانى من أجله، لذلك فإن الشيخ الجمري استحق كل التقدير والاعتزاز والاحترام، وهذا ما سيقوم به شعب البحرين، وأتصور أن الحضور والتفاعل لحظة الغياب سيكون كبيراً ومؤثراً ومعبراً وسنبقى إن شاء الله متمسكين بالثوابت الدينية والمطالب العادلة والمشروعة لشعب البحرين التي عمل من أجلها الشيخ الجمري».
الجودر: وفاته تذكير بدعوته للوحدة الوطنية
واعتبر الشيخ صلاح الجودر الفقيد ممن قدموا الكثير لهذا الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية، في الوقت الذي كانت البلاد تمر فيه باحتقان سياسي، مؤكداً أن فقدانه يعد مصاباً كبيراً للأمة والشعب البحريني، فقد كان من الجيل الأول الذي خاض التجربة البرلمانية في العام 1973، معزياً عائلة الشيخ الجمري ومتمنياً أن يدخله الله فسيح جناته وأن يكون هذا المصاب بمثابة تذكير بمواقفه ودعوته إلى الوحدة الوطنية ووقوفه في الكثير من المفاصل التاريخية، فيما رأى الشيخ جمعة توفيق أن الراحل كان شعلة من شعل النشاط الدعوي ويمثل رمزاً من رموز المذهب الجعفري وبوفاته سيترك فراغا يصعب سده.
العصفور: تحمل الكثير من المعاناة من أجل الناس
وأعرب الشيخ مجيد العصفور عن مشاعره في هذا المصاب قائلاً: «(إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة)، والشيخ الجمري يشهد له الجميع بعلمه الغزير واهتمامه بقضايا المجتمع وتحمله الكثير من المعاناة من أجل التوصل لحلول عادلة لقضايا الناس، وتشهد له قيادته الحكيمة للساحة في فترة التسعينات ولولا مرضه لما نافسه أحد في هذا المجال، وأتمنى أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يعوض هذه الأمة بعلماء يسدون هذه الثلمة ويملأون هذا الفراغ».
القطان: كان من المخلصين الذين عملوا لوطنهم
عن نفسه، نقل الشيخ عدنان القطان تعازيه الحارة لأسرة الفقيد، داعياً المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته، فهو رجل يحسبه من رجال الدين المخلصين الذين عملوا لوطنهم، سائلاً الله أن يخلف على أبنائه خيراً فيه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، لافتاً إلى أن ما جرى هو سنة الحياة فالله كتب الموت على كل البشر بمن فيهم نبيه محمد (ص).
المريخي: موت العالم بمثابة موت أمة
الشيخ راشد المريخي علم من «الوسط» نبأ وفاة الشيخ الجليل وكان ذلك مفاجئاً بالنسبة له، وقال في هذا المصاب: «إن موت العلماء هو موت أمة، وإن موت أمة أهون على الله من موت عالم، فالعالم إذا مات ماتت الأمة بأكملها، ونسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح ويرفع درجات الفقيد في الآخرة ويمن على أهله بالصبر والسلوان».
الهاشمي: حمل هموم المواطنين على مدى 40 عاماً
إلى ذلك، تحدث السيدكامل الهاشمي عن بعض مآثر فقيد الوطن بالإشارة إلى أنه كان شخصية وطنية ودينية متميزة بمعنى الكلمة، فقد جمع من خلال أدواره التي قام بها بين الهم الوطني والهموم الإسلامية العامة، ومثل دور الشخصية القيادية التي حملت هموم المواطنين على مدى أكثر من 40 عاماً، فناضل من أجل المطالب المحقة لشعب البحرين بسنته وشيعته واستطاع أن يتجاوز الحدود والفواصل المذهبية والطائفية ليعطي صورة مشرقة عن الشخصية البحرينية التي تكافح وتنافح من أجل الجميع في هذا الوطن، آملاً من الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يحشره مع النبيين والصديقين، وأن تتحرك كل الشخصيات الوطنية والدينية في هذا الوطن الصغير مقتديةًً بالمثل العليا الكبرى التي كافح من أجل تحقيقها?