العصفور: فقدنا شخصاً لا يُعوض وإنساناً بمعنى الإنسانية
المناعي: الشيخ الجمري عاش وطنياً ومات وطنياً
الوسط - عبدالله الملا
أكد عضو مجلس الشورى السابق محمد المناعي أن البحرين فقدت برحيل الشيخ عبدالأمير الجمري رمزاً وطنياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكداً أن «الجمري عاش وطنياً ورحل وطنياً»، مضيفاً أنه «من المحزن أن تفقد المملكة شخصية كالشيخ الجمري».
وأشار المناعي إلى أن الشيخ الجمري كان - بلا شك - رمزاً معروفاً على الحراك السياسي، وداعية معروفاً على مستوى الوطن وخارجه، وأنه بذل كل حياته في خدمة الدين والوطن، موضحاً أن «لكل من الوطنيين أساليبهم في خدمة الوطن ولكن في النهاية كل الأساليب تصب في المصلحة العامة وهذا ما انتهجه الجمري في حياته، فقد حفلت حياته بالنضال والعمل والاجتهاد».
وأضاف أن «ما يعزينا هو أن الموت حق على كل شخص، وقد فقدنا بالأمس شخصاً عزيزاً ناضل في دراسته العلمية وناضل في واجبه العملي داخل البرلمان في العام 1973 وخارج البرلمان حتى توفاه الله، ونحن نتقدم إلى أسرة الفقيد الغالي بخالص التعازي والمواساة ونتقدم إلى شعب البحرين بالعزاء لرحيل هذا الشخص الكبير في علمه وعمله».
من جهته بين رفيق الشيخ الجمري في دراسته في النجف الأشرف الشيخ عبدالحسين العصفور أن الجمري كان مثالاً للإنسانية بكل ما تحمله الإنسانية من معانٍ، مؤكداً أن الكلمات لا يمكنها أن تصف هذا الشخص مهما وصلت إليه، وقال: «لقد كان صديقاً حميماً، عطوفاً وعشنا معه في النجف الأشرف فترة طويلة جداًً»، مضيفاً أن الجمري كان شخصاً يحب العلم والعلماء، واللسان يقصر عن وصفه ووصف علمه».
ويواصل العصفور «عشنا معه في حب حتى انتهت المدة ورجعنا إلى البحرين واستمرت العلاقة على ما هي عليه، ولا أبالغ حين أقول إن الجمري بفراقه خلف فراغاً كبيراً ولا أبالغ حين أكرر وأكرر بأنه إنسان بكل ما للكلمة من معنى».
الجمري في برلمان 1973
بعد اثنتي عشرة سنة قضاها الشيخ الجمري في تحصيل العلم في النجف الأشرف منذ العام 1969 حتى العام 1973، عاد إلى البحرين بعد استقلالها ووضع دستور الدولة من قبل المجلس التأسيسي، وكانت عودته بناءً على طلب مؤكّد من منطقته من أجل أن يرشِّحَ نفسه لعضوية المجلس الوطني، وحيث كان طلب المنطقة أكيداً فقد استفتى الراحل في الموافقة على الطلب كلاً من المرجعين الدينيين الشهيد السيدمحمدباقر الصدر والشيخ محمد أمين زين الدين «قدس سرهما»، إذ أفتاه الأول بوجوب الموافقة، والثاني بالجواز، وبناءً على ذلك قَفَلَ الراحل عائداً إلى البحرين بأهله وعياله، ولم يكن ذلك موافقاً لرغبته الحقيقية، إذ كان راغباً جداً في مواصلة الدراسة لعلَّه يحصل على شيء يعتد به من العلم. وكيف كان فقد رجع ورشّح نفسه لعضوية المجلس الوطني متجنباً ما يمارس في هذه الأمور من الدعاية وتوزيع الصور ووضع الملصقات التي تبيِّن أهداف المرشّح وتدعو الناس إلى انتخابه وتم انتخابه عضواً في المجلس عن الدائرة الانتخابية السادسة عشرة مع الشيخ عيسى أحمد قاسم, وكان رصيدهما بالنسبة إلى أصوات الناخبين على مستوى عموم الدوائر الانتخابية أعلى الأرصدة, وكان لهما مع كتلتهما الإسلامية في المجلس الوجود الفاعل, والمواقف الواضحة والجريئة.
وبعد حلِّ المجلس الوطني بسنتين في 23 محرم 1397هـ (1977م) عُيِّنَ الجمري قاضياً في المحكمة الكبرى الشرعية - الدائرة الجعفرية - وعُزِلَ عن القضاء بسبب خلافات حصلت بينه وبين المسئولين في عدة أمور، وبسبب مؤاخذات حادّة من قِبَلِهم عليه على أساس مواقف إسلامية كانت له، وتصريحات من قِبَله تشجب عدة قضايا تُمارس في البلد، وذلك من منطلق النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد عزله اعتُقِل، واستُدعيَ للتحقيق عدة مرات وأُلقيَ عليه أكثر من اتهام، إلا أنّه وبسبب اطمئنانه بصواب مواقفه لم يتراجع وواصل نشاطاته المختلفة وارتباطه الوثيق بعموم الناس?