طالب بإطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم العلماء والتوقف عن الاعتقال السياسي
الغريفي: خطابنا تحكمه ضوابط الشرع ولا يمكن أن يدعو للعنف
بني جمرة – مالك عبدالله
قال عالم الدين السيدعبدالله الغريفي السلطة ان «خطابنا تحكمه ضوابط الشرع والدين ولا يمكن ان يدعو للعنف والعبث بالأموال والأعراض».
وتابع الغريفي في كلمته التي ألقاها السيدمحمد الغريفي في الوقفة التضامنية مع الشيخ عبدالجليل المقداد والعلماء المعتقلين في جامع الإمام زين العابدين (ع) في بني جمرة «لا نسمح لأنفسنا بأن نمارس عنفا أو تطرفا أو ارهابا فهي ممارسات غير مشروعة في منظرونا الفقهي فكما لا نرضى بأن يمارس العنف ضدنا أيضا لا نرضى بالعنف تجاه الآخرين».
وأكد الغريفي أن «خطابنا لم يكن يوما من الايام خطاب ارهاب أو عنف وقد حاربنا العنف والارهاب والتطرف، كيف لا؟، ونحن ضحايا العنف والإرهاب وشواهد الماضي والحاضر دليل على ذلك»، وأشار إلى انها «أكاذيب السياسة وقد أصاب الشيخ عيسى قاسم النصيب الأوفر من هذا الكذب والظلم، لأنه كان ولايزال شديدا في محاسبة الأوضاع الفاسدة في البلد وكان ولايزال جريئا في رفض كل أخطاء السلطة وصلبا في الدفاع عن حقوق هذا الشعب»، على ما عبر.
وطالب الغريفي بـ «إطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم العلماء والرموز».
وشدد الغريفي على أن «من مصلحة الوطن أن يتوقف الاعتقال السياسي وان يطلق سراح سجناء الرأي فمادام هناك معتقلو رأي فهناك أزمة سياسية تعصف بالوطن ومتى وجدنا السجون خالية من نشطاء الرأي فهو مؤشر كبير على معافاة الوطن».
واستكمل الغريفي «اننا من خلال الوقفة التضامنية نطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي وإذا أصر النظام على بقائهم في السجون فيجب أن تتوفر لهم كل الحقوق التي تتضمنها المواثيق الدولية، وخاصة أنه شاع وجود الانتهاكات لهذه الحقوق وأكدت ذلك منظمات حقوقية عالمية، كما أن الانباء من داخل السجون تشير إلى أوضاع صحية متردية لبعض السجناء ومنهم علماء»، محملا «السلطة مسئولية أي خطر تتعرض له حياة المعتقلين».
وعبر الغريفي عن تضامنه «مع المعتقلين في الوطن وبالخصوص الرموز العلمائية والسياسية ونحن لا ننطلق في الوقفة من منطلقات طائفية أو حسابات سياسية بحتة ولا نبحث عن منتجات عنف وأزمة»، مؤكدا أن «سجناء الرأي هم ضحية سياسة ظالمة (...)، وأن أي خيار سلمي مشروع مدافع عن هؤلاء هو بعض نصرة»، وتابع «لقد دعوهم للتنازل عن حقوقهم المشروعة وحريتهم ولكنهم رفضوا ومارسوا مسئوليتهم من خلال الرأي وكان مصيرهم السجن».
ونوه الغريفي الى أن «مسئوليتنا الشرعية أن نقف معهم وندافع عنهم وأن نسعى من أجل خلاصهم وألا يغيبوا في أي حوار أو تفاوض أو مشروع».
من جهته بين رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدمجيد المشعل أن «الوقفة تأتي للتضامن مع العلماء المعتقلين وللتعبير عن وحدة موقف مع العلماء المعتقلين في السجون وفي مقدمتهم الشيخ عبدالجليل المقداد الذي هو أحد العلماء الكبار في حوزة الإمام زين العابدين (ع)»، وتابع «نقف لنعبر عن احتجاجنا على اعتقال هذه الثلة التي لم ترتكب جرما سوى انها وقفت مع الحق ورفضت الظلم، سوى انها ساندت الشعب ووقفت مع الشعب صفاً واحداً في المطالبة بحقوقه المشروعة»، وواصل «ان هذا الموقف هو موقف جميع العلماء سواء كانوا خلف القضبان أو خارج السجن، فأولئك هم عمقنا ونحن امتدادهم وسيبقى الخط العلمائي رافضا للظلم ومساندا للحق والعدل».
وأضاف المشعل ان «وجود هؤلاء العلماء وراء القضبان لهو أكبر دليل على الظلم وتجاوز جميع الحدود وخصوصا أنهم لم يرتكبوا جرما فهم لم يعتدوا بل عبروا عن رأيهم وموقفهم الواضح في رفض الظلم»، وتابع «وهم ساندوا العدل وأكدوا ضرورة الإصلاح الجدي والجاد وهذه القيم هي قيم إلهية ودينية لا يسع أي عالم أن يتخلف أو يتخلى عنها»، وأوضح أن «الوقفة اليوم لنبلغهم اننا معهم وأن الاهداف والمطالب التي انطلقوا من أجلها هي حية في فكرنا وضمائرنا وستبقى شعارا وسلوكا نمارسها وسنبقى صفا واحدا مع الشعب».
وأردف المشعل «المجلس الإسلامي العلمائي والحوزات العلمية كلهم صف واحد مع مطالب هذا الشعب ومع المطالب التي سجن من أجلها العلماء»، معتبرا ان هذه «الانتهاكات دليل على رفض الإصلاح الجدي (...)».
أما مدير حوزة الإمام زين العابدين (ع) الشيخ فاضل الزاكي فأشار إلى أنه «في الوقت الذي نرى الأمم تؤكد احترام العلماء وخصوصا في ظل توجيهات الإسلام إلا اننا نجد في البحرين العلماء يقبعون خلف القضبان حيث يجب أن يكون السارقون ونهابو أموال الشعب والمفدسون خلفها»، وتابع «نحن نعيش الذكرى الثانية لاعتقال الشيخ عبدالجليل المقداد وعدد من العلماء لنقف في هذه الذكرى استنكارا وإدانة لاستمرار اعتقال العلماء بسبب تعبير عن رأيهم وقيامهم بواجبهم الديني والوطني في رفض الظلم».
وأوضح الزاكي أن «اعتقال العلماء هو واحدة من الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبت ويستمر ارتكابها في حق الناس»، وتابع «رغم كل ما وثقه تقرير بسيوني مما تعرض له المعتقلون ومنهم العلماء إلا أن أحدا ممن مارس هذه الانتهاكات لم يعاقب»، وختم «نحن نجدد باسم الحوزات العلمية المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين وفي مقدمتهم العلماء والرموز وبقاءهم في السجن هو استفحال للأزمة».