العدد 1540 بتاريخ 23-11-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةاستحقاقات 2006
شارك:


هل تنتصر لنفسها أم تخذل قريناتها ويعاد سيناريو 2002؟

بنات حواء... انتخاب المرأة أو الرجل وحيرة ما بعدها حيرة!

الوسط - عبدالله الملا

يلوح في الأفق السيناريو المحبط للمترشحات في العام 2002 حين خذلت المرأة قرينتها المرأة في الانتخابات النيابية، ولم تحصل أية مرشحة من المرشحات على فرصة الفوز في الانتخابات وخرجن من الباب الواسع فيما اكتسح الرجال كراسي البرلمان والمجالس البلدية في مشهد كان متوقعاً نظراً لحداثة التجربة واقتناع المرأة في تلك الفترة بضرورة منح دفة القيادة إلى الرجل القادر على تحمل الضغوط وتحقيق المطالب.

ويبدو المشهد مختلفاً عن العام 2002، فبعد أن فازت المرأة بمقعد في الانتخابات النيابية بالتزكية، تسعى بقية المترشحات إلى حجز بطاقات أخرى ويرى كثيرون أن الفرصة مؤاتية للمرأة بأن تفوز بأكثر من مقعد نيابي، إلا أن البعض يراها مهمة صعبة في ظل وجود تكتلات قوية ونواب سابقين ومستقلين يملكون صيتاً، بل إن بعضهم بات يمسك بزمام الأمور وحدد عدد الأصوات المتوقعة، إلا أن ذلك يبقى من حكم المغيبات حالياً حتى تبوح صناديق اقتراع السبت بخفاياها وتتكشف الحقيقة.

«الوسط» ترصد في هذا الاستطلاع آراء المرأة في مختلف محافظات المملكة لتلمس حظوظ المترشحات في الانتخابات المقبلة...

حيرة ولا شيء غير الحيرة!

كانت الحيرة واضحة على ملامح وجه المواطنة هالة الشايجي من محافظة المحرق حين سألنها عن حظوظ المرأة، أخذت تحرك رأسها يميناً وشمالاً وعادت لتقول:» والله، أظن أن بعض النساء لهن حظوظ في الفوز في الانتخابات المقبلة، لكن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث في الانتخابات لأن الكلام شيء والواقع شيء آخر». لكي لا تتهرب الشايجي عن السؤال كررناه بصيغة أخرى فيما إذا كانت تفضل انتخاب المرأة أو الرجل فردت: «بالنسبة إلي سأرشح رجلاً في المجلس النيابي، لكن في المجلس البلدي سأرشح امرأة، ولو وجدت امرأة في المجلس النيابي على قدر المسئولية لاخترتها ولكني لم أقتنع بجميع المترشحات». تتنهد الشايجي وتأخذ ثواني لتستجمع ما ستقوله هل تعرف شيئا، أنا لم أقتنع حتى بالرجل الذي حددت بأني سأنتخبه للمجلس النيابي ولكن ماذا أفعل في ظل وجود مستويات متقاربة من الكفاءة وأتمنى فعلاً لو كانت هناك نساء قويات في الشخصية ولهن تجربة في السياسة كما في المحافظة الوسطى مثلاً لانتخبتهن من دون تردد، ولكن من يدري ربما أغير رأيي في اللحظة الأخيرة خصوصاً أن الرجال لم يقدموا لنا أدنى ما كنا نطمح إليه وكل ما فعلوه هو التصريحات والبطولات في المجلس بل إن بعضهم لم نكن نعلم بوجوده في المنطقة إلا في هذه الفترة حيث تراه حاضراً في كل المناسبات...».

لا أعرف المترشحين وسأنتخب مع زوجي!

وفي المحافظة الشمالية كان لـ «الوسط» حضورها، إذ التقينا بهاشمية السيدباقر التي أكدت لنا أنها لا تعرف فيما إذا كانت الدائرة التي تنتمي إليها تحوي مرشحة أم لا، ولكنها ترى أن وصول المرأة إلى المجلس النيابي أمر صعب للغاية. وبالنسبة إلى المترشح الذي اختارته فتقول: «كنت غير مقتنعة بالانتخاب حتى وقت قريب، ولكن الأهل أخذوا في الحديث معي مراراً وتكراراً وحاولوا إقناعي بانتخاب أحد الأشخاص في المنطقة وبعد أن أقنعي زوجي فقد اخترت المترشح ولا أتوقع أن ألجأ إلى انتخاب المرأة في يوم من الأيام إلا إذا كانت هناك امرأة أقوى من كل المترشحين وبإمكانها مواجهة القضايا والدخول في الصعاب».

أما المترشح للمجلس البلدي فيظل مجهولاً إلى هاشمية وتقول إنها ستحاول أن تحسم قرارها في الأيام القليلة المقبلة. وعلى مقربة من هاشمية كانت أم طاهر تهم بدخول المنزل بعد أن اقترب وقت صلاة المغرب، لحقنا بها عند الباب وسألناها عن رأيها في ترشح المرأة فأجابت: «هذا يا ولدي منكر الزمن، والله النسوان ويش ليهم بالبرلمان يقعدون صوب لرجال، الله يدفع البلة»... أخذت في خطاها على عتبة المنزل فوجهنا لها سؤالاً أخيراً: من ستنتخبين؟ فردت «ما أدري بس يقولون أولادي الشيخ اللي مرشح روحه أحسن من أي أحد، خلني أروح أصلي لربي أحسن ليي»!

سأنتخب المرأة المناسبة إن وجدت!

من المحافظة الشمالية نطير إلى محافظة العاصمة، ولدى بدرية يوسف وجهة نظرها الخاصة بشأن انتخاب المرأة، إذ تقول: «من جهتي كنت لاختار المرأة ولا غير المرأة في الانتخابات المقبلة سواء في المجلس النيابي أو البلدي لأننا سئمنا وصول الرجال ولاسيما إلى المجلس النيابي فلم تتحقق المطالب أو الوعود التي تغنى بها المرشحون في العام 2002». وتواصل «ولكن لاختيار المرأة شروط عدة، ولابد أن تمتلك الجرأة والشجاعة والحنكة السياسية فإذا ما أرادت أن يكون لها رقم فاعل في المجلس النيابي فعليها أن تكون بقوة الشخصيات والكوادر الموجودة بجانبها وإلا كانت رقماً هامشياً وعندها سيكون وجودها وغيابها واحداً، ومع ذلك أتمنى أن تصل أكثر من امرأة إلى المجلس النيابي فلربما استطاعت النساء تحقيق ما عجز عنه الرجال طوال أربع سنوات». وتتفق حورية (أم نورة) وهي من المحافظة الوسطى مع بردية يوسف في ضرورة اختيار المرأة بشروط دقيقة، ولكنها ترى أن «نلاحظ أن المرأة لا تتمكن من الإمساك بزمام الأمور في المواقع القيادية، ولذلك من الصعب على المرأة أن تتأقلم مع الوضع وخصوصاً داخل البرلمان»، وعند سؤالها عن نجاح المرأة في البلدان المتطورة في مجالس القرار أشارت إلى أن المرأة في الدول الغربية قطعت أشواطاً كبيرة لتصل إلى هذا المستوى، إلا أنها في النهاية لم تنف إمكان نجاح المرأة في المجلس النيابي لأن ما أدلت به يظل وجهة نظرها الخاصة وهي تقر بأن كثيراً من زميلاتها وأهلها يختلفون معها فيما قالته. وبالنسبة إلى المجلس البلدي فتؤكد حورية أنه من الصعب على المرأة أن تتأقلم على الأجواء داخل المجالس البلدية وخصوصاً أن الممثل البلدي يتعامل بصورة مباشرة ومن حواجز مع الناس والأهم من ذلك أن النائب البلدي يتولى مهمات الخدمات ونعلم أن الخدمات هي من الحاجات الضرورية التي لا غنى عنها ولذلك فإن العضو البلدي دائماً ما يكون تحت ضغط الأهالي.

حظوظ المرأة كبيرة...

وفي استطلاع سريع مع بعض المترشحات للمجلس النيابي، أكدت كثير منهن أن حظوظ المرأة في الفوز بمقاعد نيابية تزداد يوماً بعد يوم والدليل على ذلك قوة الحضور في مقارهن الانتخابية، وخصوصاً من النساء. ونوهت إحدى المترشحات بأنها تلقت تأكيدات من كثير من الناخبات أنهن لن يصوتن لأحد غيرها. ولعل منيرة محمد من المحافظة الجنوبية هي من أكثر النساء تفاؤلا بفوز المرأة في الانتخابات المقبلة، وتشير إلى أنها أقنعت كل عائلتها بالتصويت للمرأة لأن الرجال حصلوا بحسب قولها على فرصتهم في الانتخابات الماضية وفشلوا في تحريك الكثير من الملفات التي أمل المواطنون بتحريكها من تحت قبة البرلمان، وتقول: «كل ما حصلنا عليه مجرد وعود وردية، وأتمنى أن تفوز النساء بمقاعد في المجلس النيابي والمجالس البلدية وأنا متأكدة أن المجلس سيكون فاعلاً وقوياً بوجود المرأة وخصوصاً أن لدينا نساء يمتلكن من الخبرة والدراية في المجال السياسي أكثر حتى من بعض الرجال». وتستطرد «ولا ننسى أن لدينا الكثير من القضايا التي تهم المرأة، والمرأة هي الأحق والأدرى بطرح هذه القضايا وإذا ما حدثت محاولات لعرقلة هذه القضايا فإن المرأة ستعمل على متابعتها أكثر من الرجل الذي غالباً ما ينشغل بقضايا أخرى». وفي ظل هذه الحيرة التي تعيشها بنات حواء، فهن لم يحسمن حتى الآن أمرهن بشأن انتخاب المرأة يظل الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل الاحتمالات... المرأة التي رشحت نفسها للانتخابات المقبلة لا تأمل طبعاً أن يتكرر سيناريو ومشهد انتخابات 2002 وتتطلع إلى قريناتها ليحسموا الكلمة هذه المرأة، وخصوصاً أن النساء هن السواد الأعظم من أبناء هذه الجزيرة الصغيرة، فإلى من ستضحك صناديق الاقتراع يوم السبت المقبل يا ترى؟ هل تبتسم للمرأة أم تسجل لها محاولة ثانية على التوالي، الإجابة ستكون يوم الحسم



أضف تعليق