الدواسر سيدخلون المعترك الانتخابي بخمسة عشر مترشحاً للنيابي والبلدي...
ناخبون من القبيلة مسرورون... لكنهم سينتخبون الأكثر شعبية و... كفاءة
الوسط - سعيد محمد
إذا قدر لك أن توجه سؤالاً لأي مواطن بحريني ينتمي الى قبيلة الدواسر في البحرين، أو في المملكة العربية السعودية عما يعنيه ترشح 15 مترشحاً من القبيلة للانتخابات البرلمانية والبلدية التي ستفتح صناديقها يوم السبت، فإن الجواب لن يكون مشتركاً على عموماً، لكن ثمة عبارات ستجدها في الإجابة ضمناً متشابهة وموحدة، وهي تلك التي تتصل بالحق الذي منحه الدستور لأي مواطن تنطبق عليه الشروط للمشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً حالهم في ذلك حال أية عائلة أو... قبيلة.
ويرى بعض المواطنين من المنتمين الى القبيلة أن ترشح هذا العدد للانتخابات يعد أمراً ملفتاً، لكن ذلك - بحسب قولهم - أمر طبيعي لتوزع العائلة في مختلف محافظات المملكة، وهو على أية حال لا يختلف كثيراً عن أسماء بعض العائلات التي ترشح منها أكثر من مترشح أيضاً، إلا أن الأمر المهم الذي يجمع عليه الناخبون المنتمون الى هذه القبيلة هو أن الدعم العائلي أمر مهم بالنسبة الى المترشحين والمترشحات، وعلى أنهم مسرورين لتكرار أسماء المترشحين من العائلة في أكثر من دائرة، إلا أن الأكثر شعبية وكفاءة هو الذي سيحظى بدعم العائلة وكذلك بدعم الناخبين من الدائرة ممن لا ينتمون الى العائلة بحسب قول ناخبة من العائلة تعمل في احدى الأجهزة الحكومية.
الدستور أعطاهم الحق!
أما المواطن «أ. الدوسري» فيعتقد أن وجود كوادر مؤهلة لخوض الانتخابات من العائلة أمر يدعو للاعتزاز من دون شك، ومن هنا، فإنه لا يقبل أي تشكيك في نوايا المترشحين والمترشحات، سواء من عائلته أم من غيرها، لأن الدستور أعطاهم الحق كما أعطى كل مواطن تتوافر فيه الشروط القانونية التي حددها قانون الحقوق السياسية.
ويلفت الى نقطة رئيسية وهي أن مترشحي العائلة، وبينهم سيدة، لن يكون في مقدورهم الفوز اعتماداً على الدعم العائلي فقط، بل يلزم أن يكونوا قادرين على تحمل المسئولية، ولأن الوقت كان كافياً في الفترة الماضية للتعرف على البرامج الانتخابية للمترشحين والمترشحات، وما حفلت به الليالي الماضية من أنشطة وتحالفات وشد وجذب، كفيل بأن يقدم العينة للناخبين جميعاً.
لكن ماذا عن المترشحين أنفسهم؟ لا يبدو الأمر غريباً اطلاقاً بالنسبة الى المترشح بالمحافظة الشمالية (...) الذي اكتفى بالقول :»الدافع الرئيس هو خدمة البلد... أياً كانت الأقوال و»الافتراءات الأخرى»، فهذا لا يهمني أبداً وآمل أن تصدقني أنت أيضاً».
جيش... كبير
من هم الدواسر؟ ولماذا سميت قبيلتهم بهذا الاسم؟ قد تكون الإجابة على السؤالين الآنفين أكثر دقة على لسان و»يد» الكاتب والمؤلف البحريني ابراهيم راشد الدوسري الذي يصف في كتابه الذي صدر في العام الجاري تحت عنوان «ذاكرة البديع» قبيلة الدواسر بأنها قبيلة عربية كبيرة تتصف بالقوة والمنعة , كانت متوطنة في المنطقة الممتدة من جنوب نجد إلى السروات , وهم يرجعون في أصولهم إلى قبيلة تغلب, وعندما قدم عليهم زايد الملطوم اليماني وصاهرهم لحقت به عدة بطون وافخاد مكونين مع بن تغلب وبني وائل والتي سبق ذكرها مصاهرات.
ويرجع المؤلف سبب تسمية هذه القبيلة إلى أن لهم جيشاً كبيراً يسمى «دوسر», وفي رواية أخرى تعني التسمية «الداء السائر» الذي إذا دخل مدينة دمرها وإذا أغار على قبيلة أبادها. وكانت كتيبة من بني تغلب بن وائل تسمى «دوسر» وكتيبة أخرى من بكر بن وائل تسمى الشهباء, هاتان الكتيبتات كانتا تحاربان في صف عمرو بن هند في العصر الجاهلي. قبيلة الدواسر يسكنون قبل هجرتهم للبحرين في وادي بنجد عرف بوادي الدواسر, كما كانوا يسكنون منطقة الأفلاج من نجد أيضاً وكانت قبيلة الدواسر التي قدمت إلى البحرين العام1262هـ, الموافق العام 1845م, قد سكنت في المنطقة التي عرفت فيما بعد بقرية الزلاق, وكان لديهم كما يذكرالمؤرخ ج ج. لوريمر في مطلع القرن الماضي نحو800 منزل في البديع و 200 منزل في الزلاق. ويضيف ج ج . لوريمر على حديثه عن البديع فيقول: البديع هي قرية تقع على ساحل جزيرة البحرين بالقرب من ركنها الشمالي الغربي, وتمتد نحو ميل على البحر وعمقها نحو 300 ياردة وتتكون من ثلاثة أحياء تسمى: فريق العمامرة, وفريق الدام, وفريق البديع, والأخير هو أقدمها في أقصى جنوبها.
ويواصل لوريمر حديثه فيقول :»ويوجد عدد لا بأس به من المنازل الحجرية تشمل 5 أو 6 مبان مبنية بالحجر الصلد ولها طوابق عليا , إلى جانب عدد كبير من أكواخ البوص, ويحتوي فريق البديع على برج وسكان البديع يضمون (800 منزل) والعمامرة (100 منزل) والهولة (50 منزلاً) وقدر العدد الكلي للسكان بنحو (8000 نسمة) , والبديع واحياء الدام معظمها من الدواسر, ويأتون بمياههم من الآبار في مزارع النخيل من قريتي الدراز وبني جمرة, وأما أهالي حي العمامرة فيأتون بالماء من بئر توجد إلى الشرق قليلاً من منازلهم ومعظم الناس يشتغلون بصيد اللؤلؤ , ولهم أكثر من 100 قار»