العدد 1539 بتاريخ 22-11-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةاستحقاقات 2006
شارك:


من أدب الانتخابات

الأختان اللقيطتان... والخط الفاصل

الوسط - محرر الشئون المحلية

تنشط بصورة ملحوظة قبل الموعد الفاصل في الانتخابات أختان «لقيطتان» (غير شرعيتين) كما يحلو للبعض أن يصفهما، الكبرى تدعى (شائعة)، والصغرى تدعى (رشوة)، فأينما حللت تجدهما تتجولان في الشوارع العامة والمقار الانتخابية، فضلاً عن مجالس الناخبين.

وللأختين مواقف مثيرة، تربك الأجواء الانتخابية وتقلب الطاولة على مترشحين وترفع آخرين إلى السماء. وتعتبر الأخت الكبرى شائعة بمثابة سلطة تشريعية تبث سمومها في المجتمع وتنفذ هذه السموم سلطتها التنفيذية أختها الصغرى رشوة0

أما وسائل الإقناع عند الشقيقتين (البرنامج الانتخابي) فتتلخص في شعار «صوتوا إلينا ترى إحنا من منطقتكم ولا تصوتوا للغريب - ماراح أنقصر بحقكم - تفضلوا هذه الهدايا الكبيرة للعيال».

ويقف مستوى الوعي الديمقراطي لدى مستعملي الأختين في تسقيط الآخرين وعدم احترام المنافس، فليس لديهم وجود أمام المنابر التي تنتقد أداء الحكومة، ويحرصون على عدم تفويت نومة القيلولة أثناء إقامة المسيرات التي تطالب الحكومة بنتفيذ وعودها للناس، كما أنهم بعيدون تماماً عن الندوات السياسية حتى لو كانت في جميع المحطات الفضائية وخلاصة القول : «إن علاقتهم بالانتخابات كعلاقة والدي باللغة الأرجنتينية».

تعريف الشائعة: «كل قول أو فعل صادر عن شخص عاقل وبالغ ومسئول، وفقاً لأحكام القوانين المحددة لذلك، غير مستند إلي حقائق أو قرائن أو أدلة قاطعة أو غير متفق مع أحكام العقل والمنطق أو الشريعة الإسلامية أو النظام العام أو الآداب في المجتمع وتؤدي إلي إثارة القلاقل والاضطراب». وتزداد وتيرة الأختان مع قرب التصويت، مصطلحات مثل «سوق الشائعات» أو «بورصة الشائعات»، و«صوتك رأس مالك» و«لسانك حصانك إن صنته صانك».

وتعتمد الأختان (الرشوة والشائعة) وسائل عدة للترويج لهما، منها وسائل مادية مثل: بوسترات ورقية، استخدام خدمة البلوتوث، استخدام برامج الفوتو شوب وتحريف صور المترشحين. ووسائل معنوية مثل بث الاشاعات القولية (إشاعات خاصة تمس الحياة الشخصية للمترشح وأيضا إشاعة موجهة الى حزب المترشح أو الكادر الذي يعمل معه). وعلينا أخيراً ألا ننسى أن الممارسات الخاطئة التي لعبتها الأختان (شائعة ورشوة) ناتجة عن عدم وعي وإدراك الكثيرين طوال فترة الإصلاحات السياسية التي عاشتها البحرين وعدم حضور المنابر التي تتميز بالطرح الواعي والجريء والبناء. بعد يومين تنتهي الانتخابات، ولن تجد للأختين اللقيطتين أثراً، فسوقهما رابحة مادامت الانتخابات لم تنته، أما بعد الحصاد الانتخابي فإنهما تنتقلان إلى مقرهما الرئيسي بين المؤسسات المترهلة والمجتمعات قليلة الوعي



أضف تعليق