العدد 3819 بتاريخ 19-02-2013م تسجيل الدخول


الرئيسيةأرشيف اخباري
شارك:


كلمة الشيخ عيسى قاسم حول العودة الى البحرين... بتاريخ 9 مارس 2001

السلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون ورحمة الله بركاته

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغويِّ الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمد لله وحده وصلى الله على صفوة أنبيائه ورسله محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين أيها الإخوة الكرام يا أبناء الإسلام يا عشَّاق القرآن أنتم جزء من أمة وأمتكم أكبر الأمم، فكرا هدفا منهجا انطلاقة حضارية شاملة، أنتم رواد الأرض، حاجة الأرض إليكم أكثر من حاجتها إلى الذهب والفضة وما هو أغلى أنتم إذا حملتم رسالة القرآن وعيتم خط الإسلام،صار لكم الالتحام الكامل بأهداف الإسلام فإنكم عندئذ شمس الأرض ،ماؤها، هواؤها الذي لا غنى لرئة التاريخ ورئة الحضارة عن التنفس به، ألستم ورثة أنبياء ثم أو ليس الأنبياء قادة الأمم ودعاة الإصلاح فيها وهداتها، بإسلامكم تكون لكم قيمة من قيمة الأنبياء ويكون لكم وزن من وزنهم وتكون لكم حاجة أو إليكم حاجة كما أن الحاجة إلى الأنبياء قائمةٌ ثابتةً، هذه مقدمة ثم أفاتحكم في نقاط ثلاث محدودة:

كان عليَّ قبل أن أجيء إلى هذا الوطن الكريم أن أسأل نفسي لماذا عيسى تذهب إلى البحرين؟ أتذهب مصلحاً أم تذهب مفسداً! تذهب لتجمع أو تذهب لتفرق، تذهب لتشارك في بناء صالح أو لتكون عثرة وعرقلة لأي بناء من هذا اللون، حين اقتنعت بأن النفسَ لا ترغب في الشر في ظل ما كان لها من فضل الله عز وجلَّ من هداية ، وما كان لها من عطاء الله عز وجل من ذخيرة نور من فطرة ونور من تعليم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،ولا حول ولا قوة ولا عصمة ولا منعة إلا بالله سبحانه وتعالى ، حين اقتنعت أن النفس ليست الرغوبة في الشر وإنما بدافع إيمان هي تطلب الخير للناس عن شاء الله ، ولا تستبيح لذاتها إلا أن يكون على يدها هداً إن وجدت،وأن يكون على يدها إصلاح إن قدرت، حين أنست من النفس هذا وعساني أن أكون غير مغشوش ،وغير موهوم ، غير واهم صار القرار وصار العزم على أن أعود إلى هذا الوطن المبارك ،فما جئت لأن أفرق وما جئتُ لأستحدث الخلاف وإنما جئتُ أحاول في عديد من الإخوان هم أقدر وأكثر إخلاصا ومراسا، وتجربة، جئت أشارك وأسهم في لملمت الصفوف كلها وفي توحيد الشعب كله، وفي رتق فتوق مضت بين مواقع القرار الرسمي ومواقع الطموحات الشعبية ،لذلك جئت وهذا وعد والمؤمن عند وعده وكل الشروط وكل الوعود إنما تلزم إذا لزمت إذا كان فيها مرضاة الله لا غضبه وكانت فيها موافقة الشريعة لا مخالفتها، فأنا أعد بأن أكون جنديا لعملية الوئام والانسجام في داخل الصف الإسلامي شيعيا وسنيا، وأريد أن أقف هنا للتذكير فقط.

كانت تجربة المجلس التأسيسي والمجلس الوطني، وكانت البلد أصغر من يومها هذا ولم يكن الانتباه الاجتماعي ذاك الانتباه، هذا الصغير ذهب إلى المحرق وذهب إلى الحد يريد التلاقي ويريد التوافي واجتماع الكلمة، فإذا كان هذا هو السلوك أمس فليس المرتقب دونه اليوم، تسألوني أنت شيعيٌ أم سني وقد تستغربون أن أثير هذا السؤال أقول لكم أنا عقيديا شيعيٌ بحت،لكني من حيث مصلحة الشيعي والسني، سنيٌ وشيعيٌ سواء، شيعيتي لا تتقدم على سنيتي في رعاية مصالح المسلمين-وأقسم بالله عز وجل-صادقا إن شاء الله أن لو كان بيدي شيء ما أجزت لنفسي أن أظلم أخا سنيا ما استطعت، ولو بمقدار ذرة، ما استطعت طبيعيا ما استطعت، ومع عصمت الله عز وجل، أقول أنا شيعيٌ عقيدةً وقناعة أنا من خط أهل البيت عليهم السلام الذي هو نور الدنيا وصلاح الدنيا والدين لا أعدل به خطاً آخر هذا صحيح ، لكن هل أنا شيعيٌ أكثر من أمير المؤمنين(ع) لأكون للشيعة مصالحهم فقط ، رأس التشيع أمير المؤمنين(ع) هل حجمه تشيعه وأطره وقزمه أو انفتح على جميع مصالح المسلمين بل على جميع مصالح العالم الكبير ، الإنسان الذي يضيق به مذهبه ليخنقه حتى لا يعرف مصلحة إلا في الإطار الضيق، هو إنسان لا يفهم مذهبه أو أن مذهبه منقوص، مذهب أهل البيت (ع) مذهب كامل يذوب أمير المؤمنين(ع) ويكتوي بالأسى ويحترق داخله لمظلومية نصرانية وعيسى يضحك لمظلومية سنية ، عجباً! أقول أنا شيعي سني من حيث رعاية المصالح العامة للمجتمع والحفاظ على كرامة المسلمين، والذود عن حقوقهم وهذا المجتمع بشعبه وحكومته ، إما شيعي أو سني وإذا كان هناك نصراني أو حتى يهودي وكانت له المواطنية ، فحقه محفوظ في الإسلام بما يقرره الإسلام، وأصحاب القرار الرسمي هم الذين ماذا، هم الذين يعترفون بحق النصراني واليهودي وليس اليهودي والنصراني محتاجين إلى اعتراف مني ومن أمثالي بحقوقهم.

هذه نقطة سألني راديو مونتكارلو عن ما هو دورك السياسي ما هو برنامجك السياسي الذي بنيت عليه في مجيئك؟ وكان الجواب يحمل هذا المضمون: هناك سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري- حفظه الله- وهناك نخبة من الوعاة الحريصين على المصلحة العامة معه، فما دخل في تقريري أن أدخل في العمل السياسي بشكل مباشر ،,وإن نظري يتجه ابتداءً وقد يكون التفسير هنا أكثر مما كان هناك أو من ناحية التحديد تحديد أكثر- فيما أراه قد يتجه نظري إلى أن يكون دوري التبليغ والدراسي والتدريسي إن وجدت هو الدور الأول،على أن الهم السياسي يجب أن يبقى مرافقاً لأنه دين والنظر في المسألة السياسية يجب أن يكون مستمرا لأنه دين، والمطالبة بحقوق الناس ومحاولة التوفيق بين مختلف المصالح في حدود الإطار الإسلامي وظيفةٌ دائمة فليس معنى أن يكون الإخوة الكرام هم الداخلون في العملية السياسية مباشرة أنَّ الآخرين معفون نهائياً من هذا الدور، كل الآخرين يحملون الهم ويحملون المسئولية ويتحملون وظيفتهم أمام الله سبحانه وتعالى إلا أن نفرا من الأكفاء يكونون قد تفرغوا لسد هذه الثغرة فيهم غنى عن أن يشتغل الجميع بلون واحد من النشاط، سيكون الهم السياسي والتفكير السياسي والتوجه السياسي وهو وظيفة من دين الله عز وجل آخذا من الوقت لكن ما سيكون الطابع العام لهذا العبد الضعيف هو الكلمة التبليغية إن تيسرت ذلك لقناعتي بأن الإخوة الكرام.

لذلك لما ذكرت سيكون من به التفافكم ومن تصغون إلى كلمته في أمور الساحة هو سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري لا عيسى، سماحة الشيخ الجمري حفظه الله- يستقطبه الإسلام وبمقدار ما يستقطب أحدنا إسلامه يكون التفافنا به ولاطمئناني بأن سماحة الشيخ قادر بتوفيق الله ورعايته وعصمته وإذنه أن يرعى حق الأمانة وأن يسعى بالإصلاح وأن يوحد الصفوف الوطنية كلها في إطار الرضا الإلهي والحكم الشرعي فلذلك أنا أعلن لكم مرة ثانية بأن من به التفافكم السياسي في أمور الساحة هو سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري، مطلوب أن تقوم جسور الثقة وأن تتمتن العلاقات مع أي جهة من الجهات العاملة في الساحة لكن بما يتقيد برضوان الله، وبما يتأطر بإطار الحكم الشرعي، ليس لنا خيار إلا أن نتقيد بالحكم الشرعي والحكم الشرعي إذا فهمناه وفهمنا موضوعه الخارجي استطعنا أن نرعى حقوق الآخرين بما لا يضيعُ حق الله سبحانه وتعالى، وعلاقات الصف الإسلامي سنيه وشيعيه يجب أن تكون أمتن وألا تتخللها ثغرات يدخل منها السوء على الجميع.

وقد تقدم مني وأذكركم ثانية بأني من حيث رعاية المصالح سنيٌّ شيعيُّ في عرض واحد، وإن كنت من حيث القناعة والعقيدة شيعياً مائة في المائة، ولا يريحني أن أتحدث عن إطار العلاقات الشيعية لأنه يصعب عليَّ أن أفرق بين الطائفتين ، ولكن لوجود أحداث فرقت في الداخل في الخارج فمن المحتم الديني لملمت الصفوف على طريق الله سبحانه وتعالى وبما يرضيه وما من شخص هو نسخة مطابقة تماما لشخص آخر في هذا العالم كله حتى التوأم من بويضة واحدة، ما انوجد هذا التطابق فاختلاف الرأي لابد منه مرة يكون الرأي من منطلق الإخلاص ويحمل نسبة من خطأ كبرت أو صغرت ، ومرة يكون الرأي عند الطرف الآخر متبيناً أنه منطلق سوء. الثاني لا كلام لنا معه لو كان إذا تحقق إذا تحقق لا يكون لنا كلام معه أما الأول فهو صديق ، أنا اليوم في رأيي أصوب منه بمقدار وغدا يكون رأيه أصوب من رأيي بمقدار هذا مع جامع المنطلق الحسن وسلامة النية إلا أن يكون الشخص على سذاجة كبيرة فطبعا لا وزن لرأيه ورأيه يكون عادة ملغيا من ناحية اجتماعية عامة.

فما أدعو إليه أيها الإخوة الكرام بالنسبة للشروخات التي حدثت في الساحة داخلاً ،أو حدثت في قم أو حدثت في لندن ما أدعو إليه هو أننا جميعاً نتحمل مسئولية ترميم ما انهدم ورتق من انفتق. وغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أضف تعليق